«الإندبندنت» ترصد حياة 400 ألف شخص يعيشون تحت حكم «داعش» في الموصل
الإثنين، 03 أبريل 2017 01:03 م
رصدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الصادرة اليوم الاثنين مجريات الحياه لنحو 400 ألف شخص يعيشون تحت حكم تنظيم "داعش" الإرهابي في غرب مدينة الموصل العراقية، لاسيما مع اقتراب احتدام المعركة بين التنظيم والقوات العراقية ما جعل المدينة بمثابة سجن تحت الأرض.
ونقلت الصحيفة في تقرير حصري لها بثته على موقعها الالكتروني عن سكان غرب الموصل، المحاصرين داخل منازلهم بلا غذاء أو مياه، قولهم إنهم كالمحتجزين داخل سجن تحت الأرض لايملكون أي فكرة عن مجريات المعارك التي تدور حولهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الحكومة العراقية تقدمت بالفعل نحو محيط المنطقة القديمة ولكنها لم تخترق داخلها.
كما تم منع جميع الوحدات العراقية من التقدم بسبب وجود قناصة تابعين لداعش يتبادلون مواقعهم من منزل إلى منزل باستخدام فجوات عبر الجدران بحيث لا يتم رصدهم بالاستطلاع الجوي.
كما أسقطوا قطعا من القماش المشمع فوق الأبنية لنفس السبب.
ونقلت الصحيفة عن عمر 39 عاما الذي يقطن بالمدينة القديمة قوله "إن آخر مصدر للضوء داخل منازل المدينة يخفت بسبب عدم وجود وقود كاف داخل المولد الكهربي للمدينة".
وأضاف عمر- مناشدا للحصول على المساعدة - "هذا آخر اتصال أقوم به لأن أحدا لا يستطيع الخروج لتشغيل المولد فضلا عن عدم وجود وقود، لذلك لا توجد طريقه لشحن هاتفي الجوال بعد هذا الاتصال".. وتابع "لايوجد أحدا يعلم ما يحدث في المدينة بسبب المعارك القتالية، وأنا أقيم مع أسرتي الكبيرة التي تتكون من حوالي 35 شخصا، وأطفالنا يبكون بسبب الجوع بعد أن نفدت آخر كمية نمتلكها من الدقيق.. وليس لدينا سوى القمح الذي نضعه في بعض من الماء ليصبح لينا ونعطيه للأطفال".
ويصف عمر الحياه التي يعيشها نحو 400 ألف شخص داخل المدينة القديمة، ولايستطيعون الهروب أو حتى استكشاف ما يدور حولهم، ويقول "إننا نسمع عن انفجارات وصراخ بالخارج. ولكن لا أحد يعرف من يقاتل من".
وأضاف عمر أن مقاتلي داعش أجبروا السكان في الأسبوع الماضي بإخلاء منازلهم وأمروا ثلاث أو أربع أسر أن يتجمعوا داخل منزل واحد.. ثم دخلوا المنازل الخاوية وقاموا بحفر الفجوات داخل الجدران لتجنب استخدام الأسطح أو الظهور في الأزقة حيث يمكن رصدهم بسهولة، فضلا عن وجود سبب آخر للخوف وهو عدم معرفة السكان أي من هذه المنازل يسيطر عليها مقاتلو داعش.
وأخيرا، قالت الصحيفة البريطانية إن أحدا لا يعرف بالتحديد كم ستستغرق المعركة لتحرير الموصل، مع تأكيدات العديد من الجنود العراقيين بأن المعركة ربما تستغرق شهرا على الأقل أو قد تزيد عن ذلك؛ فالقناصة والمقاتلون في صفوف داعش لديهم مهارة كبيرة على التخفي وتبديل مواقعهم في إطلاق النار، لذلك بمجرد اعتقاد الجنود العراقيين بأنهم نجحوا في تحديد مواقع المسلحين، يقوموا بإطلاق الصواريخ الثقيلة لمحاولة قتلهم أو استخدام الغارات الجوية أو نيران المدفعية.