قمة «السيسي- ترامب».. لقاء إعادة رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط
الإثنين، 03 أبريل 2017 11:50 ص
رسالة واشنطن- هاني رفعت
يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في لقاء يعكس تطور العلاقات المصرية الأمريكية، التي أصابها التوتر فترة تولي الرئيس السابق باراك أوباما.
ويشير تقرير نشره موقع CNN إلى أن «ترامب اعتمد نهجاً مختلفاً مع الرئيس السيسي، إذ التقاه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، خلال المرحلة الأخيرة من حملته الرئاسية، وكان السيسي أول زعيم أجنبي يتحدث معه ترامب عبر الهاتف بعد فوزه في نوفمبر الماضي».
وتشهد الزيارة اهتمامًا حكوميًا وشعبيًا أمريكيًا، حيث اعتبرها مراقبون بداية عهد جديد فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن، فى وقت حرج يعيشه الشرق الأوسط، تسعى فيه الولايات المتحدة أن تعود لصدارة المشهد، بعد أن سيطر الحلف الروسي الايراني على مجريات الأحداث خلال السنوات الخمس الماضية، وتحمل مهمة محاربة الارهاب في سوريا والعراق، وفرض ارادته على العديد من الملفات، وترى الإدارة الأمريكية، ان تناغم العلاقة بين الدولتين يعيد التوازن في المنطقة، لما تمثله القاهرة من دورًا محوريًا فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، ورقمًا مهمًا فى المعادلة السياسية والاستراتيجية، بما تملكه من أدوات تكنها من ممارسة هذا الدور وبقوة.
يرجح مراقبون أن لقاء السيسي وترامب، سوف يخرج بكثير من المعطيات التي يبني عليها خطط تحركات ثناية، من شأنها اعادة رسم خريطة توازنات القوى فى الشرق الأوسط، والتي أصابها توتر شديد عقب موجة الثورات التي ضربت دول المنطقة العربية، فيما عُرف بالربيع العربي، خاصة وان السيسي يدرك جيدًا التحديات التي تواجه المنطقة، ويملك رؤية واضحة فى التعامل معها، وفي المقدمة ملف مكافحة الإرهاب، عبر برنامج إجتماعي اقتصادي وديني.
كان أشاد بيان يصف الشراكة الأمريكية المصرية، بإتخاذ السيسي عدداً من الخطوات الجريئة منذ أن أصبح رئيساً في عام 2014، بما في ذلك الدعوة إلى إصلاح واعتدال الخطاب الديني والشروع في إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية."
كان رحب مسؤول أمريكي رفيع المستوى، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، الجمعة، بالزيارة المقررة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين المقبل، مشيدا بـ «الخطوات الجريئة» التي اتخذها السيسي في عدة قضايا. وكشف المسؤول عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع السيسي بشأن عدة ملفات أبرزها حقوق الإنسان والمساعدات الاقتصادية وجماعة الإخوان المسلمين.
وقال المسؤول، في بيان نشره البيت الأبيض، إن «ترامب متحمس لاستقبال السيسي في البيت الأبيض في 3 أبريل، ويريد استغلال الزيارة لإعادة إطلاق العلاقات الثنائية والبناء على الروابط القوية التي أسسها الرئيسان عندما التقيا للمرة الأولى في نيويورك في سبتمبر الماضي».
وأضاف: «مصر واحدة من الركائز الأساسية للاستقرار في الشرق الأوسط وشريك يعتمد عليه للولايات المتحدة منذ عقود. تواصل ترامب مع السيسي، بما فيها المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما في 23 يناير الماضي، أدى بالفعل إلى تحسين مستوى العلاقات ونأمل أن تؤدي الزيارة المقبلة إلى استمرار الزخم الإيجابي».
وتابع: «ترامب يسعى إلى التأكيد مجددا على التزام الولايات المتحدة العميق والمتزايد بأمن واستقرار ورخاء مصر. السيسي اتخذ عدة خطوات جريئة تجاه قضايا حساسة جدا منذ أن أصبح رئيسا في عام 2014، ودعا إلى إصلاح الخطاب الديني وأطلق إصلاحات اقتصادية تاريخية ويسعى إلى إعادة الدور القيادي لمصر في المنطقة، كما قاد حملة لهزيمة التهديد الإرهابي في سيناء».
وأوضح أن «الولايات المتحدة تريد دعم جهود السيسي في كل هذه المجالات. علاقتنا كان الأمن محركها التاريخي وسيظل أحد العناصر الأساسية. لقد تم بناء علاقات وثيقة بين الجيش الأمريكي والجيش المصري والعديد من الضباط المصريين حصلوا على تدريب في مؤسسات عسكرية أمريكية. ترامب يدعم أيضا طموح السيسي في تطوير مفهوم شامل لمحاربة الإرهاب من الجهود العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وقال: «لكن ترامب يريد أيضا زيادة التركيز على التعاون الاقتصادي والتجاري في علاقتنا الثنائية. بناء اقتصاد أكثر استقرارا وإنتاجا خطوة مهمة لضمان الاستقرار على المدى الطويل في مصر. ونريد أن نشير إلى أن الرئيس السيسي بدأ خطة إصلاحات اقتصادية ضرورية سوف تعزز قوة الاقتصاد المصري إذا تم تنفيذها بشكل كامل»، وأضاف: «نحن ندرك جيدا أن اللقاء المقبل بين ترامب والسيسي سيكون مجرد بداية لعملية طويلة لتطوير العلاقات التاريخية. ونشعر بالتفاؤل لأننا نسير في الاتجاه الصحيح والرئيس ترامب يتطلع لهذه الزيارة».
وردا على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كان من المتوقع أن يقدم مساعدة اقتصادية كبيرة لمصر أو إذا كان يخطط لفتح قضية قمع حقوق الإنسان، قال المسؤول: «لدينا علاقة طويلة مع مصر تشمل المساعدات العسكرية والاقتصادية وهذا الدعم مستمر ونتوقع أنه سيستمر في المستقبل. نحن الآن نعمل على إعداد الميزانية وهذه المناقشات ما زالت جارية ولكننا سنحافظ على درجة كافية من الدعم».
وأضاف: «حقوق الإنسان دائما قضية مهمة للولايات المتحدة وتأتي في صدارة مناقشاتنا. ولكن أسلوبنا يعتمد على التعامل مع هذا القضايا الحساسة بشكل خاص وليس علانية ونعتقد أنها الطريقة الأكثر تأثيرا لتحقيق تقدم في هذه القضايا».
وردا على سؤال عما إذا كانت إدارة ترامب تناقش أو توصلت إلى قرار أم لا حول تصنيف الجماعة كـ «منظمة إرهابية»، وإذا كان الرئيسان سيبحثان هذا الملف، قال المسؤول بالبيت الأبيض إن «ترامب مهتم بسماع وجهة نظر السيسي بشأن قضية الإخوان، التي جذبت الكثير من الاهتمام بشكل واضح. نحن وعدة دول أخرى لدينا قلق من أنشطة متعددة تمارسها جماعة الإخوان في المنطقة. وسيتم مناقشة ذلك بين الولايات المتحدة ومصر».
وبسؤاله مجددا عما إذا كان هناك قرار حول تصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية، قال المسؤول: «لا أريد استباق أي عملية ثنائية أو داخلية بشأن هذه القضية. ولكن من المرجح أن نناقش ذلك مع مصر». وأضاف: «المحادثات ما زالت مستمرة داخل الإدارة الأمريكية».
وتشهد الزيارة اهتمامًا حكوميًا وشعبيًا أمريكيًا.