لحظة سعادة

الإثنين، 03 أبريل 2017 12:30 م
لحظة سعادة
صورة أرشيفية
كتب- مدحت جاد الكريم

علا صراخ الطفلة الرضيعة، بين ذراعى الأم الشابة، محاولة الوصول لثديها بيدها الصغيرة، فأزاحت يدها برفق ،ثم قالت: سأرضعها!
 
رد بهدوء محاولا كتمان عصبيته من صراخ الطفلة، ودفع الاتهام بالقسوة البادى فى عينيها: أنت من سيعانى بعد ذلك.. الطبيب، قال لك عوديها على مواعيد للرضاعة حتى لا تظلين مستيقظة طوال الليل لإرضاعها. 
 
سكتت والحيرة تملأ وجهها. 
 
خرج ليدخن سيجارة فى الشرفة، ثم عاد إلى زوجته وابنته الرضيعة. 
 
وجدها قد ألقمت الطفلة ثديها، والرضيعة تغنى لثدى الأم، وتحك بيدها الصغيرة شعر رأسها بسعادة. 
 
قال لها: ألم أقل لك انتظرى لحين يحل موعد رضاعتها؟
 
انفجرت باكية: كيف امنع عنها الرضاعة، وهى فى حضنى وبينها وبين ثديى أقل من شبر؟!
 
سكت وظل يراقبهما، وفى نفس الوقت يشاهد التليفزيون. 
 
فى الصباح وقبل أن يغادر المنزل إلى عمله طبع على وجنتها قبلة وهى نائمة، ففتحت عينيها وقبلت يده.. سألها إن كانت تريد أى شىء ليحضره معه عند عودته؟
 
قالت: سلامتك. 
 
فى منتصف النهار، اتصلت به وأول ما قالته لها إنها افتقدته كثيراً، ابتسم وتلون صوته بالابتسامة، وهو يقول هل تعلمين؟ لم أرك أبدا أجمل من الأمس، وأنت ترضعين الطفلة، كنت تشبهين مريم العذراء، وهى تحتضن المسيح.. أحبك!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق