بعد اعتراف التنظيم بمقتله.. ننفرد بكشف شخصية «أبو أنس الأنصاري» مؤسس «أنصار بيت المقدس».. أحمد زايد الجهيني مدرس ثانوي هرّب محمد مرسي من سجن وادي النطرون.. وصاحب قرار بيعة «داعش» (فيديو)
السبت، 01 أبريل 2017 12:40 م
حصلت «صوت الأمة» على أول فيديو يكشف الشخصية الحقيقية لمؤسس تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي نعاه التنظيم الإرهابي، في مجلة «النبأ» التابعة لتنظيم «داعش»، والمكني بـ«أبو أنس الأنصاري» والذي قتل في غارة جوية للجيش المصري، حسبما ذكرت المجلة.
نشرت المجلة الناطقة باسم تنظيم «داعش»، صورة لمؤسس أنصار بيت المقدس في نعيها، ولم تذكر إلا كنيته، دون أي معلومات أخرى، وتكشف «صوت الأمة» الشخصية الحقيقة للمؤسس وهو الإرهابي «أحمد زايد الجهيني» (40 عامًا) صاحب فكرة وقرار بيعة أبو بكر البغدادي، ونقض بيعة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
أنخرط «الجهيني» - من عائلة أبو جهيني عشيرة الزيود المنحدرة من قبيلة السواركة- ضمن معتنقي الفكر التكفيري، وهو في سن المراهقة، واستمر في الاطلاع ومجالسة المنظرين لهذا الفكر حتى التحق بالجامعة، وتعرف على زوجته الحالية، وبعد أن أتم زواجه منها عاد بها إلى شمال سيناء، وعاشا في منزله بقرية الوحشي بمدينة الشيخ زويد، وبدأ العمل مدرسًا في إحدى المدارس الثانوية الصناعية بالمدينة.
تتلمذ «الجهيني» على يد العديد من مشايخ السلفية الجهادية المتشددين في سيناء وغزة، إلا أن محمد حسين مجاهد، والمكني بـ«أبو منير» كان له بالغ الأثر في تكوين شخصية الجهيني، خاصة بعد أن تولى «أبو منير» قيادة جماعة التوحيد والجهاد، التي بايعت أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق، بعد مقتل خالد مساعد مؤسس التوحيد والجهاد في سيناء عام 2005، بالقرب من قرية المهدية أثناء مطاردة أمنية، على غرار تفجيرات طابا ونويبع، والتي اعتقل فيها الجهيني متهمًا في تنفيذ هذه العمليات.
تمهدت الأراضي تحت أقدام «الجهيني» ليؤسس مملكته الدموية، نتيجة الأوضاع الأمنية المنفلتة في شبه جزيرة سيناء، عقب اندلاع ثورة يناير 2011، فكان ثاني اثنين في اقتراح ضم كل الخلايا المتطرفة في سيناء، التي بدأت في التكوين والظهور تحت لواء واحد، وأطلق عليه حينها (مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس) على الولاء لتنظيم القاعدة، لكن علاقة التنظيم الوليد بجماعة الإخوان الإرهابية، التي بدأت في فرض سيطرتها على الساحة السياسية المصرية، خلقت طموحا أكبر في وجدان «الجهيني»، الذي كان ينتظر مقابلًا سخيًا من الجماعة، بعد أن استطاع يوم جمعة الغضب، في اقتحام سجن وادي النظرون، وتهريب قيادات الإخوان وفي مقدمتهم الرئيس المعزول محمد مرسي، لذا نجد اسمه ضمن المحكوم عليهم بالإعدام غيابيًا، في قضية اقتحام السجون، ومعه صديق الدرب وأحد أهم معاونيه كمال علام.
جاء تولي محمد مرسي لمقاليد الحكم في مصر، بداية حقيقية لتحقيق أحلام «الجهيني»، والتي تجلت معالمها في مذبحة رفح الأولى، التي أطيح على إثرها بأكبر العقبات التي كان يخشاها الإخوان، وهم قيادات الجيش المصري، وفي تلك الفترة كانت عمليات التنظيم المسلحة تخدم أهداف الإخوان، وتساندهم في تحقيق اجندتهم الاستراتيجية في سيناء، وما يؤكد على ذلك الأمر هو نجاح الإخوان مرتين متتاليتين في تحرير أسرى من يد التنظيم، عن طريق تحقيق اتصال مع التنظيم، وهما واقعة اختطاف 7 جنود واختطاف عمال صينيين، واستمرت العلاقة الوطيدة بين نظام محمد مرسي وجماعة «الجهيني» حتى ثورة 30 يونيو، حينما وقف القيادي الاخواني محمد البلتاجي كاشفًا عن هذه العلاقة أمام الشاشات، حين قال جملته الشهيرة «لن ينتهي الإرهاب في سيناء إلا بعودة محمد مرسي رئيسا للبلاد».
سقوط الإخوان كانت مفاجأة للجهيني وصبيانه، لكن ذكاءه الحاد عثر على البديل القادر على تمويل العمليات الإرهابية، وتحقيق هدف إعلان ما أسماه «الإمارة الإسلامية في سيناء»، فكانت بيعة أبو بكر البغدادي هي الحل الأمثل أمام الجهيني، الذي كان تحدث عنها على استحياء قبل الإطاحة بالإخوان من الحكم، لكن فكرته لم تجد إجماع الأغلبية، فقرر أن لا يخوض في معركة قد تقلل من شعبيته داخل التنظيم.
كان الصوت الرخيم والملامح الهادئة والقدرة الفائقة على الإقناع، هم مؤهلات «الجهيني» أن يختاره تنظيم «داعش»، زعيمًا وواليًا لعناصره في سيناء وغزة، بعد أن نجح في إقناع جماعته بعد مستجدات الأوضاع بسقوط الداعم الأكبر وهي جماعة الإخوان، خاصة بعد أن أيده في ذلك محمد فريج زيادة وصديقه المقرب كمال علام، وهم القيادات الأقوى تأثيرًا في أنصار بيت المقدس، وطرح أسماء القيادات على التنظيم الأم في سوريا، ووقع الاختيار على «الجهيني» واليًا في سيناء.
كان يرافق «الجهيني» شقيقه عبدالهادي زايد الجهيني، حارسه الشخصي ورجل المهام الصعبة في التنظيم، الذي شارك في العمليات الكبرى مثل عملية كرم القواديس، ويصغر «عبدالهادي» أخاه أحمد بنحو 10 سنوات فهو في العقد الثالث من العمر، ومعروف عنه شغفه الشديد للعنف والقتل، وقلة حديثه مع الآخرين.
منذ حوالي 10 أيام دوى صوت الطيران العسكري المصري في محيط قرية «شيبانة»، لحظات وسمع الأهالي صوت قصف ارتجت معه الأرض تحت أقدامهم، صاحبها انفجار سيارة كانت تحاول الهرب من استهداف الطائرة التي أصابتها بدقة متناهية، تجمع الأهالي حول السيارة المشتعلة، ينظرون من بداخلها، وكانت المفاجأة، جسد «أحمد زايد الجهيني» على عجلة القيادة، مصاب بإصابات خطيرة، حسبما أكد شهود عيان لـ«صوت الأمة»، ومعه اثنان من أتباعه فارقا الحياة، وحاول الأهالي إخراجه من السيارة لكنهم وجدوا 4 سيارات تابعه للتنظيم قادمة مسرعة إلى مكان الواقعة، وأخذوا «الجهيني» والجثتين واختفوا عن الأنظار، حتى خرج أمس التنظيم معلنًا وفاته، كأول اعتراف رسمي بمقتل مؤسس التنظيم.