حكايات من داخل سجن النسا.. «نشوى» تعلمت الخياطة وتحلم بمشروعها الخاص
الخميس، 30 مارس 2017 03:43 مكتب- إسلام ناجي
عجزت «نشوى» عن توفير احتياجات أطفالها الثلاث، وتخللها اليأس والفشل، وتملك الشطان منها، ووسوس لها بطريق الحرام، فسلكته على مضدد، وكانت تقدم رجلاً وتؤخر أخرى حتى اشتدت حاجتها للأموال، وتغلقت أمامها أبواب الحلال، فيى لم تكمل تعليمها، ولا تعرف حرفة أو تملك مهارة تعينها على إشباع بطون أبنائها، وتغطية جلودهم، فهرولت فى دروب السرقة، تغترف من مال غيرها؛ لتصرف على تعليم الأطفال.
فى إحدى المرات، قررت «نشوى» سرقة سيارة أجرة، لتتمكن بثمنها من تحقيق آمالها، وأحلام صغارها لكن بدلاً من قبض الثمن، دفعته سنوات من عمرها بعيدة عن أحضان أحبائها، حيث وقعت بين يدى الشرطة، وحكم عليها بـ7 سنوات تكفيرًا عن ذنوبها، أنقضى منهم 6 سنين وكأنهم 60 قرنًا من الزمان، اشتاقت فيهم إلى أحضان صغيرتها الحسناء، ومشادات ولديها التى لا تنتهى، فزيارات السجن وإن كثرت فهى لا تغنيها عن ليال قضتها تقص لأطفالها حكايات الشاطر حسن والأميرة الجميلة.
استغلت «نشوى» سنواتها الست التى قضتها خلف أسوار سجن النسا فى تعلم فنون الخياطة والتريكو حتى أصبحت قادرة على عمل أحلى المفروشات اليدوية والملابس البسيطة، وتنتظر الأم الحبيسة إنتهاء مدة عقوبتها حتى تؤسس مشروعها الخاص، فتأمل تأجير محل صغير وشراء ماكينة خياطة جديدة لتكسب رزقها ورزق أبنائها بالحلال، ولا تنفك عن حساب الساعات التى تفرقها عن ضم صغارها إليها.