أستاذ بجامعة بكين: مصر قوة عظمى إقليمية.. والصين ضد ثورات الربيع العربي
الخميس، 30 مارس 2017 12:33 صكتب - إبراهيم محمد
قال الدكتور وانج جيسي، الأستاذ بكلية الدراسات الدولية جامعة بكين: «لدينا بعض البلدان أكثر قوة من الأخرى وأكثرها قوة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والهند واليابان فكلها قوة عظمى وهناك قوى إقليمية مثل مصر».
وأضاف جيسي، بكلمته خلال مؤتمر «الاستماع إلى والنظر نحو آسيا»، الذي نظمته كلية الشؤون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ضمن سلسلة حوار التحرير، أمس الأربعاء، بالقاعة الشرقية فرع الجامعة بميدان التحرير، أن توازن القوى بالنظام الدولي قد يظل متغيرا في المستقبل القريب، قائلا: «لديّ وجهة نظر مختلفة عن البعض في أن الصين ستصبح رقم واحد عالميا، حيث إنها لن تصبح كذلك خلال 10 أو 20 سنة القادمة لأسباب معينة».
وأوضح، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل رقم 1 والصين تحتل المرتبة الثانية اقتصاديا، مشيرا إلى أن روسيا الأكثر تقدما في المجال العسكري والصين تتقدم في بعض أنواع الأسلحة، واليابان أكثر تقدما في المعرفة التكنولوجية، مشيرا إلى أن الصين دولة نامية، وأن الصينيين عندما يعقدون معادلة بين الغرب والشرق فإنهم ينحازون للشرق.
وأشار، إلى أن الصين تتشارك مع جميع القوى في دعم قواعد تختص بالأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والاستخدام السلمي للسلاح النووي والحروب الإلكترونية، وأن الصين لديها اختلاف مع الدول الغربية، سواء كان ذلك بصورة ديمقراطية أو غربية أو غربية ليبرالية، قائلا: «قرأت مقالا كتبه أستاذى ومعلمي نبيل فهمي قال فيها إن النظام الدولي الحالي ليبرالي في الأساس، ولكن في الصين لا تعجبنا كلمة ليبرالية نقول إنه نظام دولي ولا نصفه بالليبرالية أو أنه مسيطر عليه من الغرب، ولدينا فروقات سياسية مع الدول الغربية فيما يتعلق بالليبرالية والديمقراطية».
وأكد الدكتور وانج جيسى، الأستاذ بكلية الدراسات الدولية جامعة بكين، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع بالصين بعيدا فى كل الاتجاهات وتحاول منعها من الريادة، لتصبح رقم 1 وتقود العالم، مؤكدا أن العقبة الوحيدة أمامها هى أمريكا، قائلا: «ما وجدته شيقا لديكم فى مصر 90% مصريين والباقي جماعات عرقية أخرى ولدينا الأمر ذاته فى الصين».
وحول ثورات الربيع العربي قال جيسى: «إن هناك بعض التفسيرات الخاصة بثورات الربيع العربي أو انتفاضات الربيع العربي، وأنا لا أعتقد أن هذا لفظ إيجابى في الصين لأننا ضد الربيع العربي، ولا نريد له أن يحدث في الصين»، مؤكدا أن هناك فوارق سياسية بين الولايات المتحدة والصين، ولكن لا توجد فوارق كبيرة فيما يتعلق بالحوكمة.
وأوضح جيسي، قائلأ: «مازلنا بعيدين عن أوروبا فى التعليم والتكنولوجيا ومعظم طلابنا يذهبون لأوروبا للتعلم وفي المقابل لا يوجد كثيرون يأتون للصين»، مؤكدا أنه بتحرى الدقة فيمن يستفيد ومن يخسر من هذا النظام العالمي توجد إجابات متعددة؛ لأن كثيرًا من الناس لا يتمتعون بالعولمة ولا يستمتعون بالنظام الدولى، وهناك من يكرهون التجارة الحرة ورأس المال الأجنبي لأنهم يخسرون.
وأشار إلى أنه فى ظل هذه الظروف الحالية هناك تحديان فى النظام الدولي منهما الخصومة بين الولايات المتحدة والصين وعلاقة ليست جيدة بين روسيا والولايات المتحدة ونزاعات جيوسياسية بين إيران والسعودية، قائلا: «من وجهة نظري الخطر الحقيقي في هذا النظام الدولي في بعض البلاد مثل مصر التى مرت ببعض الإضطرابات فى السنوات الأخيرة، فيوجد 3 انطباعات عن الصين أولا الأمر يتعلق بالسيادة التى لابد من إعادة توحيدها لأن هناك تايوان وهى جزء من الصين، ولكنها ليست تحت حكم الدولة».
وأردف: «هناك صين واحدة وهي جمهورية الصين الشعبية ولكن توجد آراء مختلفة بين امريكا والصين فى هذا الصدد، فالرئيس الأمريكى ترامب أشار لسياستنا فى الصين الواحدة وهى جمهورية الصين الشعبية ولم يقل إن تايوان جزء من الصين ولكنه يقول لدينا سياسة لجمهورية الصين الشعبية ولا يتحدث عن تايوان ويقول إن تايوان جزء منها ولكن مفهمومنا مختلف نقول إن الصين هى جمهورية الصين الشعبية ونرى أن الصين حضارة مستمرة وعندما نقول إن بحر الصين الجنوبى كان ينتمى لنا منذ أقدم العصور، فالصين حاليا ليست هى التى كانت منذ آلاف الأعوام، والأمر قد يكون اختلف باخلاف الأسر الحاكمة".
وأكد، أن العلاقات بين الصين وأمريكا دخلت في وضع جديد يغلب عليه الوضع الطبيعي، وأصبح هناك المزيد من التعاون وكلا الدولتين الآن كانتا مشغولتين بالسياسة الداخلية فالصين كانت مشغولة بالحزب الجديد الذى وصله زعيم جديد وأمريكا كذلك بسياستها الداخلية تتوقع ماذا سيحدث في السنوات المقبلة، مؤكدا أنه بين أمريكا والصين كثير من الخلافات ولديهما رؤى مختلفة فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية بالشرق الأوسط.
وقال: «لدينا خلافات حول الربيع العربي والسياسات الداخلية، ولكن أمريكا والصين تتعاونان معا لمواجهة الإرهاب والقرصنة، والصين لها منظور مميز تميل اتجاه الدول النامية على عكس النفوذ الغربي وتواجه أي ضغط غربي وتفضل السلام في هذه الدول والعولمة الاقتصادية وتحاول التركيز على آسيا وتحاول الالتزام بالمقاييس الدولية وتريد بعض الإصلاحات بالنظام الدولي من خلال اهتمام أكبر من البنك الدولي وغيرها».