بعد تضارب التقارير حول المجزرة العراقية بالموصل.. من الجاني؟
الأربعاء، 29 مارس 2017 01:23 م
منذ منتصف شهر مارس الجاري، تشهد وسائل الإعلام تضارب كبير في المعلومات التي تخص «مجزرة العراق»، سواء حول أعداد الضحايا المدنيين أو من الذي تسبب في هذه المجزرة، فقد صدر عدد من التقارير الحقوقية والإخبارية تتناول مجزرة حدثت نتيجة انفجار مباني سكنية بعد ضربة جوية بمدينة الموصل.
ويعتقد أن المجزرة حدثت بنيران «صديقة» أي من فعل قوات التحالف الدولي والتي تدعم الجيش العراقي في حربه ضد التنظيم الإرهابي داعش، ولكن نفى الجيش العراقي وأمريكا (قائدة قوات التحالف) قيامهم بقتل المدنيين، وفي نفس الوقت أشار قائد عسكري أمريكي إلى احتمالية تورط واشنطن في مقتل المدنيين، موضحاً احتمالية أن داعش هو من قام بتفجير المباني السكنية لإلقاء اللوم على التحالف، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي». وحتى الآن مازالت التحقيقات جارية لمعرفة من هو الجاني الحقيقي ومعرفة ما إذا كان الانفجارات ناتجة عن ضربات التحالف أم تفجيرات تخص داعش.
اتهام قوات التحالف.. وأمريكا تدافع
في البداية، افادت التقارير بأن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بضربات جوية راح ضحيتها مدنيين عراقيين، فعلى سبيل المثال اتهمت منظمة العفو الدولية قوات التحالف بالفشل في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع مقتل المدنيين، مشيرة إلى أن لديها دلائل بأن الضربات دمرت بيوت كاملة ما أدى إلى مقتل العائلات والأسر بداخلها.
ولكن التحالف الدولي أعلن في وقت سابق بفتح باب التحقيقات في التقارير التي تم نشرها عن المجزرة. وحسب ما قال العقيد جون توماس، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، في تصريحات له أمس، إن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تقيم تقييماً يشمل مراجعة نحو 700 شريط مصور عن العمليات العسكرية في المنطقة على مدار الفترة الأخيرة، حسب ما ذكرت الوكالة الروسية. وأشار «توماس» إلى أن التحالف رأى التقارير المنشورة مثله مثل أي شخص عادي، وأنه لم يكن هناك أية معلومات أو تقارير داخلية عن قتلهم لأي مدنيين.
وأشارت «البنتاجون»، في بيان صحفي لها يوم الاثنين الماضي، إلى أنها لن تخفف طريقة هجماتها العسكرية في المنطقة، حتى في المناطق ذات الكثافة السكانية، وحسب ما تراه، فإن العمليات العسكرية تسير بشكل جيد.
أمريكا تتراجع.. بعض الشئ
وفي الوقت التي تدافع فيه الولايات المتحدة عن نفسها، صرح قائد القوات الأمريكية في العراق، أمس الثلاثاء، باحتمالية وجود دور للتحالف في التفجيرات، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف قائد القوات، الجنرال ستيف تاونسند، أن تقيمه الأوّلي ربما هو أن القوات ربما تكون لها دور في الخسائر البشرية التي حدثت، متابعاً "ما لا أعلمه هو هل جمعهم تنظيم العدو هناك؟ لا نزال نحتاج لإجراء بعض التقييمات".
تورط داعش
وأشار الجنرال مارك ميلّي، رئيس أركان الجيش الأمريكي، إلى أنه من المحتمل أن تكون داعش قد فجرت المبنى لإلقاء اللوم على التحالف الدولي. حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وذلك اعتماداً على تقارير أفادت بأن داعش تقوم باستخدام المباني السكنية كغطاء لها، كما تقوم بتجميع المتفجرات وتخزين المعدات فيها.
العراق تنفي
ومن جانبه نفى الجيش العراقي بأن يكون مقتل هؤلاء الضحايا بسبب ضربة التحالف، مشيراً إلى وجود إحدى السيارات المفخخة التابعة لداعش تقف بالقرب من المباني السكنية.
أما وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، قال في تصريح له أمس، إن الحكومة العراقية ستجري تحقيقاتها حول الحادث، مؤكداً أنها ستحاسب المسئول عن مقتل المدنيين، لأن القوات العراقية هدفها الحفاظ على أرواحهم، حسب ما ذكرت وكالة سبوتنك الروسية.
عدد الضحايا.. متضارب أيضاً
وبعد رصدنا للتضارب في الآراء ومحاولة جميع الأطراف التبرأ من دماء الضحايا العراقيين، نرصد أيضاً الاختلاف في أعداد الضحايا بشكل عام في الشهر الأخير نتيجة العمليات العسكرية ضد داعش، فقد أفادت الصحف ووكالات الأنباء الإخبارية بأن التفجير المذكور راح ضحيته أكثر من 230 مدني، وحسب ما ذكرت وكالة رويترز، فإن رجال الإنقاذ مازالوا ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض. وقد أفاد مسئولين بالصحة بأنه تم انتشال نحو 160 جثة، بينما صرح الجيش العراقي بأن نحو 61 جثة تم انتشالهم حتى الآن.
أما المرصد العراقي لحقوق الإنسان فقد أشار إلى انتشال حوالي 500 جثة لمدنيين من تحت الأنقاض قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طيران التحالف الدولي، حسب ما ذكرت وكالة آكي الإيطالية، في تقرير لها 27 مارس الجاري.
وفي بيان أصدره مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أمس الثلاثاء، أفاد بأن هناك أكثر من 307 مدني قتلوا ونحو 237 شخص أصيبوا جراء التفجيرات التي تحدث في الموصل منذ 17 فبراير الماضي .
أما منظمة (AirWars) التي يقع مقرها بالمملكة المتحدة، فقد رصدت تأثير الضربات الجوية ضد داعش على المدنيين، وقالت إن هناك نحو 370 مدنياً قُتلوا في الأسبوع الأول من مارس فقط، في تفجير للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.