بعد وفاته.. تعرف على «العم كاثي» رفيق درب كفاح مانديلا
الأربعاء، 29 مارس 2017 12:26 م
«هو أحد الوجوه البارزة للنضال ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ورفيق الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا في سجنه في روبن آيلاند في جوهانسبرغ، والذي رحل عن عمر ناهز عن 87 عامًا أمس الثلاثاء، إثر مضاعفات عملية جراحية».. أنه المناضل «أحمد كاثرادا»
كان« كاثرادا» في نهاية ثمانينات القرن الماضي من أبرز قيادات المؤتمر الوطني الإفريقي خلال مفاوضاته مع نظام البيض العنصري. وهي المفاوضات التي أدت في مطلع التسعينيات إلى سقوط نظام «الأبارتيد» -الفصل العنصري- وإلى أول انتخابات حرة في البلاد في 1994، أوصلت مانديلا إلى الحكم فى جنوب إفريقيا.
وكان «كاثرادا »ناشطا بارزا في مجال حقوق الانسان ذا تاريخ طويل في النضال ضد الفصل العنصري ولم يكن أحد اصدقاء مانديلا المقربين فقط..
ولد «العم كاثي»، لعائلة من المهاجرين الهنود المسلمين، من قادة التاريخيين للمؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح نائبا ومستشارا للرئيس مانديلا خلال ولايته الوحيدة على رأس جنوب أفريقيا (1994-1999).
أدخل «كاثرادا» المستشفى مطلع الشهر الجاري لإجراء عملية في الدماغ، وتدهور وضعه الصحي في الأيام الأخيرة.
وأعلنت مؤسسة« أحمد كاثرادا» في بيان لها أنها :"تنعي بحزن كبير وفاة القائد المخضرم في المؤتمر الوطني الأفريقي عن 87 عاما صباح اليوم (الثلاثاء) في مستشفى دونالد غوردون في جوهانسبرغ".
أوقف «أحمد كاثرادا» في 1963 مع نلسون مانديلا ووالتر سيسولو وعدد من قادة المؤتمر الوطني الأفريقي في مقرهم السري في جوهانسبرغ، واتهم بالتخريب. حكم عليه في العام التالي بعد إدانته بالتخريب في محاكمة ريفونيا الشهيرة ونقل إلى سجن روبن آيلاند الذي لم يخرج منه إلا بعد 26 عاما.
وقال «لالو إيسو شيبا» (86 عاما) الذي سجن معه :"كان مصدر قوتي في السجن ومرشدي في الحياة السياسية، وعماد قوتي في الأوقات الصعبة من حياتي. لقد رحل الآن.
أفرج عن« كاثرادا» في 1989 بشروط. وطلب رسميا إسقاط تهمة التخريب التي وجهت إليه في 1963. ومن حيث المبدأ منحته “لجنة الحقيقة والمصالحة” العفو في 1999.
ومنذ تقاعده السياسي في 1999 مع انسحاب “ماديبا”، الاسم الذي أطلقه سكان جنوب أفريقيا توددا على مانديلا، كان كاثرادا يدير المؤسسة التي تحمل اسمه وتعمل في مجال حقوق الإنسان ومكافحة التفاوتات الاجتماعية.
وفي مبادرة استثنائية، خرج عن تحفظه السياسي العام الماضي ليعبر عن أسفه عن المنحى الذي اتخذته حركة المؤتمر الوطني الأفريقي في عهد الرئيس الحالي جاكوب زوما المتهم بالتورط في سلسلة من قضايا الفساد وطالب باستقالته.
وكتب في رسالة مفتوحة حينذاك: «عزيزي الرفيق الرئيس، ألا تعتقدون أن بقاءكم رئيسا لن يؤدي سوى إلى تفاقم أزمة الثقة في حكومة البلاد؟».