بعد ارتفاع قيمة الفواتير.. الكهرباء للمواطنين: «ادفع الأول وبعدين اشتكي»
الأربعاء، 29 مارس 2017 01:45 مكتب- عصام النجار
تتعالي أصوات المواطنين، مطالبة بضرورة معرفة أسباب ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء، التي أصبحت نارا تنكوي بها الأسر المصرية.
«صوت الأمة» حاولت رصد معاناة بعض الموطنين بمحافظة البحيرة، حول ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء.
في البداية قال «منصور الشيخ» (عامل):« لدي ثلاثة أطفال وراتبي لا يكفي في ظل الارتفاعات الجنونية للأسعار فالحكومة لم تراع الشرائح الثلاث الاولى في الزيادة الجديدة كما قال وزير الكهرباء، وزاد سعر الكيلووات في هذه الشرائح وكان يجب أن تعفى من هذه الزيادة الفاحشة».
وأضاف «الشيخ»:« أمتلك شقة مكونة من 3 غرف، ولايوجد عندي سخان ولا أجهزة كهربائية سوى التلفزيون والثلاجة وأدفع 125 جنيه بينما جاري بيدفع 65 جنيه وهو نفس الأستخدام».
قال «سعيد عامر» (موظف بالتربية والتعليم بمدينة الرحمانية) حول ارتفاع قيمة فتورة الكهرباء، إنه دائما ما تكون تقديرات قاريء العداد كشاف النور جُزافية ولا تخضع لأي رقابة والدليل على ذلك أنه يسكن في منزل مكون من 3 طوابق ولا يستطيع القاريء الدخول وقراءة العداد الموجود بمدخل العمارة، إلا من خلال دق الجرس الموجود بجوار البوابة من الخارج والتي تكون مغلقة في معظم الأوقات، ولم يحدث خلال الشهور الأربعة الماضية أن دق أي موظف من قبل شركة الكهرباء الجرس ليتمكن من قراءة العداد وعندما يأتي المحصل وتكون الفاتورة مرتفعة القيمة ويسأله عن السبب يقول له« إدفع الأول وبعدين اشتكي».
كما قالت «عبير متولي» ربة منزل بمدينة دمنهور إنه كان يجب أن تكون الزيادة بنسبة أقل من هذا المعدل وبطريقة تدريجية حيث إن دخل الأسرة لم يعد يحتمل هذه الزيادة مع الغلاء الفاحش للأسعار.
قال «مبارك عيسى»، أحد أهالي مركز شبراخيت صاحب محل حلاقة:« ليس عندي بالشقة تكييف ولا دفايات، ودفعت فاتورة الكهرباء في أحد الشهور 250 جنيها تقريبا، وهي قيمة مرتفعة جدا عن متوسط استهلاكي الذي يتراوح من70 إلى 80 جنيها في الشهر وسألت المحصل عن ذلك وكان رده انت بتستهلك كتير أنا مش بجيب حاجة من عندي» .
وأضاف «مبارك»:« فاتورة الكهرباء مغايرة للاستهلاك الفعلي فهي تأتي دائما بزيادة في القيمة عن الاستهلاك الفعلي ولم يحدث أن جاءت الفاتورة بقيمة أقل من استهلاكنا الفعلي».
ويشير «صبحي عرابي» (موظف) من أهالي مدينة إيتاي البارود، إلى أن السر في ارتفاع قيمة الفاتورة أو انخفاضها يرجع إلى قاريء العداد (كشاف النور) فهو الشخص المنوط به قراءة العداد وتقدير القيمة الاستهلاكية للمواطن، ومن ثم فهو بيده طبقا للقراءات التي يسجلها سواء بشكل فعلي أو بشكل جزافي دون زيارة حقيقية للعداد أن يضع فاتورة المواطن في الشريحة الاولى أو الثانية أو الثالثة، أو غيرها وبالتالي يتم تقدير قيمة الفاتورة.
في مدينة كفر الدوار لم يختلف الأمر عن مدينة إيتاي البارود وشبراخيت، حيث قال «محمد صلاح» إن هذه الفواتير يتم إصدارها بطريقة عشوائية وأن قارئي العدادات بشركة الكهرباء لا يقومون بعملهم من أجل تسجيل الاستهلاك الفعلي للمواطنين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إصدار فواتير تحمل أرقاما مبالغا فيها لم يستهلكها المواطنون، والمؤسف أن قارئي العدادات يقومون بمد المسئولين بالشركة بأرقام وهمية عن الاستهلاك بعيدا عن المتابعة الفعلية.
ويقول محمد عامر يعمل (كشاف للعدادات):« أنا مش مستفيد حاجة من الزيادة في أرقام القراءات، أنا ببلغ الموجود معي، حتى لو وجدت منزلا مغلقا أو شقة، يتم التبليغ بعدم تواجد الأسرة في المنزل والشركة هي التي تضع ما تراه مناسبا في الفاتورة».
وعلى الجانب الآخر، يؤكد مصدر مسئول بإدارة شبكات وإيرادات بشركة البحيرة لتوزيع الكهرباء، أنه يتم حساب الفاتورة على أساس القراءة الموجودة على العداد ووفقا للكيلووات، التي تم استهلاكها، رافضا ما يتردد أنه يتم احتساب الفاتورة بشكل عشوائي، مشيرا إلى أنه في حال عدم التمكن من قراءة العداد نظرا لوجوده داخل الشقة أو المنزل يتم الحساب وفقا لمتوسط الاستهلاك الموجود لدى الحاسب الآلي بالشركة، وإذا استمر شهرين متتالين يتم رفعه في الشهر الثالث.
ويوضح المصدر أن المشترك بمجرد تعاقده مع الشركة فإنه يكون هناك متوسط استهلاك شهري يخزن لدى الحاسب بالشركة، لافتا إلى أنه من الوارد حدوث خطأ من قبل الكشاف أو المحصل، وفي هذه الحالة يتم الرجوع للشركة، مشددا على أنه من مصلحة الكشاف أن يقدم قراءة صحيحة.
ويشير المصدر إلى أنه تتم إضافة رسوم النظافة على فاتورة الكهرباء، وفقا للقرار الصادر عام 2005، فإنه يحق للحي أن يحصل رسوم النظافة على فاتورة الكهرباء التي تبدأ من 3 جنيهات حتى 9 جنيهات حسب المنطقة، وتصل إلى 15 جنيها على العدادات التجارية، مشيرا إلى أن العداد الإكتروني هو الحل الأمثل، وتحاول الشركة في الوقت الحالي استبدال العداد القديم وتركيب العداد الإلكتروني لمن يرغب من الموطنين.