من نزار إلى العندليب.. لماذا اختفت الرومانسية؟
الثلاثاء، 28 مارس 2017 08:42 م
شخصيا أعتبر نفسي مفتونا بأغاني عبد الحليم حافظ رغم كوني من الجيل الذي لم يراه ولم يعايش تلك اللحظات الأجمل في الذاكرة القومية . وأفتخر بكونى لا أزال محتفظا بشرائط الكاسيت القديمة لعبد الحليم حافظ التى ورثتها عن المرحومة والدتي وهى عندي ثروة أعظم قيمة من المال .
أربعون عاما بالتمام والكمال على رحيل العندليب ، اختفت فيها شرائط الكاسيت وحلت محلها الأقراص المدمجة وتحميل الأغاني على التليفونات المحمولة ، أو الأجهزة الأصغر من عقلة الإصبع ، ورغم ذلك أحن إلى مكتبتي التى تحتوى على راديو وتسجيل صغير كلاسيكي أهداه لي العم منصور الشبراوى ، أحد منتجي الكاسيت فى الثمانينات.
ومهما تعددت مرات مشاهداتي لفيلم زوجة رجل مهم للفنان الراحل أحمد ذكى والفنانة الجميلة دائما ميرفت أمين ، إلا أن مشهد منى زوجة الضابط المتسلط وهى تسجل بصوتها مقاطع من أغاني " حليم" فى نفس شرائطه ، يزلزل كيانى ويشعرنى بدفقة رومانسية هائلة لا يمكن وصفها ولا التعبير عنها.
أما مشهد وفاة عبد الحليم حافظ فى الفيلم ، فيعتبر من أكثر المشاهد التى تجعل دموع ميرفت أمين تنزل لأنها تتأثر جدا بهذا المشهد ، لرحيل فتى أحلام فتيات ذلك الزمن الجميل .
ما بين ذكرى ميلاد شاعر الحب والثورة نزار قباني و رحيل العندليب عبد الحليم حافظ ، خطوط متواصلة من الرومانسية والثورة والحلم والألم . .أجيال وراء أجيال لا تزال تطرب لسماع قصيدة "قارئة الفنجان " ورسالة من تحت الماء " ، وفى اعتقادي أنه لولا عبد الحليم حافظ لما وصلت كلمات نزار إلى كل بيت عربي.