عارف عمر: 521 شاعرًا قدمتهم أبوظبي خلال 10 سنوات
الثلاثاء، 28 مارس 2017 12:18 مكتب بلال رمضان
قال الشاعر والإعلامي الإماراتي عارف عمر، في تقييمه لمسيرة برنامجي «أمير الشعراء» و«شاعر المليون» على مدى عقد من الزمن، كمُعد لأضخم البرامج العربية المخصصة للشعر بفرعيه النبطي والفصيح، أن التقييم بالنسبة لنا كفريق عمل في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ليس سهلاً، لكننا راضون عما تم تقديمه في كافة المواسم منذ الموسم الأول 2006-2007، ولدينا القناعة التامة بأن «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» أضافا كمًا ونوعًا بالنسبة لأسماء الشعراء وبالنسبة للمحتوى الثقافي.
وكشف عارف عمر، أن أبوظبي قدمت للمشهد الثقافي العربي خلال عشر سنوات 521 شاعرًا مبدعًا، منهم 185 نجمًا في شعر العربية الفصحى، وهذا يعني الكثير، فالأرقام هذه لا تعني كما بقدر ما تعني من محتوى.
وأضاف «عمر»: فقد قدمت نصوص غاية في الإبداع على المسرح وأمام ملايين المشاهدين عبر قنوات أبوظبي والإمارات وبينونة، وشعراء خرجوا من البرنامج نجوما إلى الساحة الشعرية، وكان باقي العمل وتطوير النفس يقع على عاتقهم.
وأشار «عمر» إلى أن أبوظبي قدمت الكثير من الإعلاميين والنقاد والمحللين في الشعر والأدب من خلال البرنامجين، والذين قدموا إضافة قيمة للساحة الشعرية، لأن منبري «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» برامج تلفزيونية جماهيرية استقطبت الكثير من المشاهدين الذين يبحثون عن المحتوى المفيد الراقي.
وأكد عارف عمر أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الدعم الكبير من قبل القيادة الحكيمة، وخاصة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي - حفظه الله - الذي يدعم جميع المشاريع في أبوظبي والإمارات كافة، لكن في الجانب الثقافي كان حضور سموه إلى مسرح شاطئ الراحة في كثير من الحلقات يُعطي حافزًا كبيرًا لنا، كل ذلك جعلنا نركز على القيمة التي يقدمها البرنامج أكثر من الجانب المادي.
وأوضح عارف عمر أن فكرة برنامج «أمير الشعراء» انطلقت مع برنامج «شاعر المليون» المخصص للشعر النبطي، حيث هي فكرة جديدة سواء كانت برامج حوارات أو مسابقات، لكن الجزء الأول في هذه الفكرة هو الخط الأحمر الذي كان يضعه الشاعر في تقبله النقد أمام الجمهور، وقد كانت مرحلة صعبة في «شاعر المليون» بداية، واستطعنا كسر الحاجز واقتحام الخط الأحمر للشعر النبطي.
وتابع عارف عمر: أما في الشعر الفصيح أي في «أمير الشعراء» فقد نالت الفكرة قبولًا أكثر، لكن المسابقة بما فيها من تقسيمات داخلية، كمجرى المسابقة والتقنيات المستخدمة، كلها أفكار جديدة على الساحة الشعرية، إضافة إلى إشراك الجمهور عن طريق عملية التصويت، مع اعتراض البعض عليها لأنها قد تكون مكلفة، بالرغم من وجود كثير من البرامج التي لا تقدم شيئا مهما أو تضيف شيئا ويصوت لها الجمهور، لكننا نقدم محتوى ثقافيا مميزا، إضافة إلى تقديم نجوم أصبحوا مساوين للمشاهير في الساحة الفنية أو الرياضية وغيرها واستطاعوا تحقيق مكاسب جماهيرية ومعنوية و مادية، فالبرنامج ككل استطاع تقديم الجديد من فكرة إلى محتوى وعناصر بشرية، كالعاملين فيه و مخرجات كشعراء ولجنة تحكيم ونقاد.
وعن أصداء برنامج «المغاني»، الذي يواكب سنويًا وبالتحليل والدراسة برنامجي «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، من خلال استضافته لنجوم في الشعر والإعلام، ذكر «عمر» أن الجميل في برنامج «المغاني» أننا استطعنا لمس ردود الأفعال مباشرة من الحضور الذي يتابع الحلقات، ولمسنا أنه يقدم جرعة أخرى تختلف عما يقدم في المسرح سواء من جانب النقد أو القضايا المطروحة، والأجمل أننا نستطيع استنتاج واستخراج نتائج متابعة الحضور للحلقة، إضافة لطرح القضية الشعرية ومناقشتها. فالبرنامج يقدم جرعة ثقافية وأدبية وإعلامية. كذلك إضافة موضوع الجانب الإخباري، كفقرة «شاعر.كوم» التي تأخذ الجانب المتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، و تلقي الضوء عليها من خلال الشاعر نفسه.
ولا يرى الشاعر عارف عمر أن زمننا هو زمن الرواية وموت الشعر كما يظن البعض، فالرواية وإن لاقت رواجًا واهتمامًا من قبل وسائل الإعلام، وكذلك الدراما التي عملت على تحويل الرويات إلى أعمال تلفزيونية كمسلسلات وأفلام فهذا مساعد على انتشارها أكثر، لكن الشعر باق ولا يمكن أن أقارنه بأي منتج آخر لأنه موجود معنا وفينا سواء كان موزونا أو كلاما عاديا، فهو شعر لكنه يحتاج إلى عملية توظيف بحيث يكون موزونا ومقفى، إنه كلامنا اليومي، ومشاعرنا، وحواراتنا مع من نحب. كذلك أنا شخصيا أحب الرواية، لكن لا أرى مقارنة بينهما، فقارئ الرواية لا بدّ أنه يقرأ الشعر، لكن هناك مسألة واحدة فقط هي الدواوين الشعرية المكتوبة، فهي قد لا تلقى الرواج كالرواية، لكن الشعر موجود ومستمر.
وعارف عمر قامة شعرية وإعلامية معروفة، شاعر وأديب ساخر وناقد، تنقل بين الصحافة والإعلام المسموع والمرئي، له العديد من الإسهامات الصحافية في مطبوعات خليجية هامة على امتداد عمله الإعلامي ابتداءً من عام 1996، وليُقدّم لنا على مدى عقد من الزمن الكثير من البرامج التلفزيونية ذات المحتوى الهادف، وعلى رأسها برنامج «شاعر المليون» للشعر النبطي في عام 2006، و«أمير الشعراء» للشعر الفصيح في عام 2007، اللذين أعادا للشعر روحه وتنتجهما لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. وقد حصد مجموعة من الجوائز في المجال الإذاعي والتلفزيوني، منها ذهبية «مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون» عن برنامج «دعوة على الهواء»، والجائزة البرونزية عن إعداد وتقديم برنامج «قوافي» من مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بالبحرين.