«الأدمان لا دين له».. ينهي حياة والدته بسبب جرعة «هيروين»
الإثنين، 27 مارس 2017 03:27 مكتب- إسلام ناجي
فقدت زوجها في سن مبكر، فأغلقت عليها بابها لتربي أبنيها، ورفضت الزواج بآخر حرصًا على مشاعرهما، وواصلت الليل بالنهار لتوفر لهما مستوى معيشي مناسب، ويتمكنا من دخول كلية مرموقة حتى يكونا ذا شأن فى يوم من الأيام، فتحملت الشقاء والجوع حتى ينعما بلقمة هنية وسرير دافئ، ونسجت لهما أحلامًا سعيدة وآمالاً كثيرة، وتمنت لو يطول بها العمر حتى تحصد نتاج تعبها.
مرت السنوات بعد أن تركت أثرها على صحة الأم وملامحها، وشب الأطفال ليتزوج أحدهما ويكون أسرته الخاصة، وينشغل الآخر بعمله وحياته، فأحست العجوز بالراحة لرؤيتها أبنيها فى أحسن حال، وشعرت بأن مجهود السنين لم يضيع هباءًا لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويطرد أبنها الأصغر من عمله، وتغلق أبواب الرزق فى وجهه وتستحكم فصول المحنة عليه وتضيق حلقاتها.
شعر الشاب باليأس، ولجأ لأصحاب السوء؛ ليقضى أوقات فراغه التى لا تنتهى، فذلت قدمه وسقط فى بئر الإدمان، ولم يجد حوله إلا والدته يطلب منها ثمن المخدرات، فاستجابت له، ولم تبخل عليه لكنه لم ينتهى، وأشتد شرهه للجرعات المخدرة، فاستنزف ما معها من أموال وظل يطلب المزيد، فلم تجد ما تسد به حاجته، ووقفت عاجزة أمامه لا حول لها ولا قوة.
نشبت مشاجرة بين الولد وأمه عندما حاول سرقة الأجهزة الكهربائية بالمنزل لبيعها وشراء جرعته اليومية، فلم يشعر بنفسه وهو يدخل المطبخ ويستل سكينًا حادًا ليغرزه فى صدر "ست الحبايب" 5 مرات قبل أن يستعيد وعيه، فظل ساكنًا للحظات، يحاول استرجاع الدقائق القليلة الماضية ليقف على حقيقة ما حدث حتى أكتملت الصورة فى رأسه، وترك الجثة غارقة فى دمائها وهرب.
تلقى اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إخطارا من قسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بالعثور على جثة لسيدة مسنة، في العقد السادس من عمرها، داخل شقتها السكنية، وبالانتقال والفحص، تبين أن المجنى عليها مصابة بـ5 طعنات فى منطقة البطن، وكشفت التحريات أن أبنها "عاطل" وراء إرتكاب الجريمة، وبإعداد كمين له، تم ضبطه، وتبين أنه ارتكب الجريمة بسبب تعاطيه المواد المخدرة.