«حلاقة ع الموضة» تتسبب في إنتحار «محمد» وأشعال النيران في جسده
الإثنين، 27 مارس 2017 10:00 صإسلام ناجي
تربي «محمد» في كنف والده المحافظ المتدين على الأخلاق الحميدة والخصال الطيبة، فألتزم بالصلاة بمواقيتها بصحبة أبيه في المسجد المجاور لمنزله منذ نعومة أظافره، وحفظ بضع أجزء من القرءان بكتاب قريته الصغيرة مع أقرنائه من أبناء الجيران، فتسلح بالدين في مواجهته مع الحياة، حتى أشتد عوده وترك الكتاب من أجل المدرسة الإبتدائية لينشغل بتحصيل دروسه العلمية عن مراجعة القرءان، حتى نسيه.
مرت الأعوام الرتيبة على الطفل القروي الصغير فشب وكبر، وتعرف على بعض الأصدقاء بالمدرسة الثانوية، لينحرف عن خطى والده العتيقة، ويسلك طريق «الروشنة»، فتغيرت ملابسه، وأعتاد لسانه السباب بدلاً من ترتيل كتاب الله، فلاحظ الأب الملتزم تغيرات أبنه، فحاوره بلين محاولاً رده عن سبيل أصحاب السوء لكن بعد فوات الأوان، فغدت كلماته كإلقاء حصوة في بحر عميق.
لم يستمع «محمد» لنصح والده، فقرر قص شعره كمشاهير مواقع التواصل الإجتماعي، وتوجه إلى حلاق الشباب في المدينة ليحقق له مبتغاه، وطلب منه قص جوانب شعره والإبقاء على وسطه فقط، وفور الإنتهاء، عاد إلى منزله سعيدًا بشكله الجديد المواكب للموضة، وما أن وقعت عيني والده عليه حتى وبخه ببعض الكلمات القاسية، نظرًا لحرمانية القزع، وأمره بحلقه كله.
وصف «محمد» والده بأنه «دقة قديمة»، ولا يعرف شيئًا عن آخر صيحات الموضة، فغضب الأب وهم بصفعه على وجه إلا أن الأم أوقفته فى محاولة بائسة منها لتهدئة الأمور، فاستغل «محمد» انشغالهما في الحديث، وتوجه إلى المطبخ، وسكب على جسده البنزين، وأشعل النيران قبل أن يخرج على والديه ويفاجئهما بطريقته المستحدثة في إعتراض مناقشتهما له.
سعى الوالدان، جاهدين لإطفاء أبنهما البكري ولكن دون فائدة حتى كاد يتسبب في إشعال أبيه معه، فألقيا به إلى الشارع أملاً فى إنقاذه، ونقلاه بعد ذلك إلى المستشفى العام، ليتلقى العلاج شهرًا كاملاً بغير نتيجة مرضية، وعندما ملت روحه المكابرة صعدت إلى ربها صباح اليوم.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة مغاغة، بلاغًا من مستشفى أسيوط بوصول «محمد.أ»، 18 عامًا، به حروق من الدرجة الثالثة في أماكن متفرقة من جسده ولقي مصرعه بعد شهر من تلقيه العلاج، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، تبين أن الشاب أقدم على حرق نفسه بعد أن سكب على جسده البنزين؛ بسبب نشوب مشاجرة بينه وبين والده، وبخه خلالها على «حلاقة» شعره.