شيخ الروائيين بهاء طاهر: تطهرت من جائزة «المخلوع» بإهدائها للدولة حتى لا يربطنى باسمه شىء
الأحد، 26 مارس 2017 07:00 مكتبت : سحر حسن - تصوير صلاح الرشيدى
لا أحد -بعد نجيب محفوظ - يستحق لقب شيخ الروائيين سوى الروائى الكبير بهاء طاهر، صاحب الإنجاز الكبير برواياته التى فازت بالحسنيين، الإقبال الجماهيرى والرضا النقدى، إضافة إلى الجوائز العالمية والمحلية التى فازت بها أعماله الرائدة. طاهر الروائى والقصاص والمذيع والمسرحى والناقد، والصحفى هو بالأساس رجل سياسة من طراز فريد، يغامر بتقديم نقد علنى لسياسات السادات فيفقد عمله بالإذاعة فيرحل إلى أوروبا. حوارنا مع بهاء طاهر هو إطلالة على الماضى ونقد للحاضر واستشراف للمستقبل.
ماذا عن تقييمك للحريات فى الدولة بعد الثورة؟
- مفهوم الثورة يعنى التمرد على كافة الأوضاع المتردية وتحطيم القيود بممارسة حقيقية للحريات، ولكن الحادث أنه تم منع بعض الإعلاميين من ممارسة حريتهم بعد ثورة 25 يناير وهذا أمر مؤسف للغاية.
ما تقييمك لدور المثقفين تجاه السلطة؟
- المثقف لا بد أن يكون ناقدا للأمور السلبية فى الدولة، ولكن هذا الدور اختفى من زمان وتحول المثقف لمطيباتى.
البعض يتهم المثقفين بأنهم أذرع تستخدمها الدولة لصالحها.. فما تقييمك لذلك؟
- لا يجب التعميم، فهناك بالفعل مثقفون تستخدمهم الدولة، كما أن هناك مثقفين متمردين فى كل العصور، ومثال على ذلك موقف المثقفين من الإخوان، وما يصدق عليهم يصدق على الشعب لأن الغالبية العظمى منهم مطيبتية.
هل نجحت ثورة 25 يناير من وجهة نظرك، وماذا يمثل عودة رجال مبارك للحكم من جديد؟
- عزل مبارك أكبر دليل على نجاح ثورة 25 يناير، أما عن عودة بعض رجاله للحكم من جديد فهو ليس مقياسا لأن كل شخص يقيم على أفعاله، وليس معنى أنه كان من رجال مبارك أنه فاسد.
ما تقييمك لحصول مبارك على البراءة فى جميع القضايا الخاصة بقتل المتظاهرين؟
- لدى ثقة كبيرة فى القضاء المصرى، وقد يكون حصول مبارك على البراءة بسبب عدم توافر الأدلة أمام القاضى.
«السيرة فى المنفى» آخر إصداراتك الأدبية التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى فماذا عنها؟
- «السيرة فى المنفى» ليست من رواياتى ولم تصدر عنى، وإنما حوار مع أحد الصحفيين، فقام بنشره بشكل مطول وأطلق عليه هذا الاسم وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى على أنه روايتى رغم أن هذا لا يمت للحقيقة بصلة، وحتى الآن لم أقرأه.
هل تنوى كتابة مذكراتك؟
- لم أكتب مذكراتى ولن أكتبها، ومن يريد أن يعرف مذكراتى عليه أن يقرأ حواراتى مع العديد من الصحفيين، وهناك صحفيون نشروا حواراتى معهم من خلال رؤيتهم الخاصة، ومنها كتاب أصدره أحد الصحفيين بعنوان «قريبا من بهاء طاهر »، ولكنى لا أعترف إلا بما كتبته ووقعت عليه باسمى.
لماذا ترفض كتابة مذكراتك؟ وهل لم تكن جميلة لتؤرخها؟
- أرفض كتابة مذكراتى لأنه أمر يضايقنى نفسيا وأشعر بأنها النهاية، أما عن ذكرياتى فلم يكن الزمن كله جميلا، حيث إنى فقدت عملى فى الإذاعة فى أجمل سنين عمرى.
ماذا عن تواصلك مع جيل الشباب روائيا؟
- أتواصل مع الشباب بشكل دائم من خلال قراءاتى لرواياتهم، وعندى أمل كبير فى قدراتهم الأدبية، وبعضهم يزورنى فى بيتى للحوار والمناقشة فى أدبيات الرواية وأحوال البلد بشكل عام.
هل استطاعت المرأة أن تقتحم مجال الرواية التى اقتصرت على الرجال لزمن طويل؟
- بعضهن بالفعل تميزن فى أعمالهن الأدبية ومنهن مريم ناعوم.
هل ترى أن إحباط الشباب قد ينبئ عن تمردهم بموجة ثورية جديدة؟
- وارد أن يتمرد الشباب بسبب عدم شعورهم بالديمقراطية بعد الثورة، ولا يمكن لأحد أن يتوقع أشكال تمرد الشباب، وذلك فى جميع العصور، ومن ثم لا بد للدولة أن تحتويهم وتستوعب رغباتهم وطموحاتهم فى ممارسة الحريات العامة المفقودة حاليا.
لماذا حجبت نفسك عن كتابة آرائك السياسية فى المقالات الصحفية؟
- البعد عن السياسة غنيمة لأنها بتمرض، ولأنى رجل عجوز أحاول أن أحافظ على ما تبقى من صحتى، ما يجعلنى أحاول الابتعاد عنها على قدر استطاعتى، ولذلك أكتفى بمتابعة أخبار البلد من خلال جريدة «الأهرام» الرسمية لأنها لا تحمل أى سياسة، أما عن عدم كتابتى للمقالات الصحفية فهى ليست رغبتى وإنما لعدم وجود جريدة تطلب مقالاتى، وهذا دليل على تغير الذوق العام، سواء للأفضل أو الأسوأ، الله أعلم.
ولماذا عزفت عن كتابة الرواية منذ «واحة الغروب» حتى الآن؟
- اعتدت دائما على الارتباط بتجربة جديدة أجسدها من خلال عمل روائى جديد، ولكن السن لها أحكام، ولذلك لم أتعرض لتجربة جديدة لأكتب عنها.
منذ مسلسل «خالتى صفية والدير» لم يتم تحويل رواياتك لمسلسلات.. فهل هناك نية لذلك؟
- بالفعل التليفزيون المصرى عرض علىَّ تحويل رواية «واحة الغروب» إلى مسلسل تليفزيونى يتم عرضه خلال شهر رمضان القادم تقوم بكتابته مريم ناعوم ويقوم بالبطولة فيه الفنانة منة شلبى والفنان خالد النبوى، وأعتقد أنهما لديهما الحس الفنى العالى لتجسيد الشخصيات الروائية.
تنازلك عن جائزة مبارك بعد ثورة 25 يناير يدل على محاولتك التخلص من أى شىء يجمعك باسم بمبارك.. فهل هذا صحيح؟
- بالفعل تنازلت عن جائزة مبارك لأتطهر من أى شىء يجمعنى به حتى لو كانت جائزة الدولة، وفى 2009 رشحت لنفس الجائزة ولكنى أقنعت اللجنة المرشح لها بمنحها للأستاذ رجاء النقاش وتم ذلك بالفعل، وفى 2010 رشحت لها مرة أخرى فلم أستطع رفضها حتى لا تعتبر إهانة للجنة التى رشحتنى، وأثناء مشاركتى فى ثورة 25 يناير ووجودى مع الشباب فى ميدان التحرير طلب منى أحد الشباب التنازل عن الجائزة التى تحمل اسم مبارك وبالفعل اقتنعت بمنطقه فتنازلت عنها من خلال إهدائى للأرض التى اشتريتها بثمن الجائزة فى محافظتى الأقصر وأهديتها لوزارة الثقافة، وتم بناء قصر ثقافة الأقصر عليها وكلما زرته أعجبت جدا بتراثه المعمارى.
أعلنت أكثر من مرة عن حبك للرئيس السيسى وتقديرك لقراراته.. فماذا عن ذلك؟
- فعلا أحب السيسى لأنه راجل عاقل وقراراته موزونة وحكيمة، والبلد يحتاج له فى هذه الفترة، ويمكننا أن نقارن بين عهده وعهد الإخوان لنعرف أهمية وجوده فى هذا التوقيت من عمر البلد
ماذا عن تقييمك لرؤساء مصر فى الفترات السابقة؟
- أفضلهم عصرا عبدالناصر والسادات وأعتبرهما رئيسين استثنائيين فى عمر مصر .
فصلوك من عملك فى عصر السادات وتركت البلد بسبب بطش نظامه ومع ذلك تعتبره رئيسا استثنائيا؟
- العنصر الشخصى ليس له أهمية فى تقييم السادات، وإنما لا بد أن يكون الحكم موضوعيا من خلال سياساته، ويكفى قراره بالحرب فى 1973.
هل الطبقة الوسطى اندثرت بالفعل؟
- الطبقة الوسطى اندثرت منذ عصر عبدالناصر وقضى عليها السادات لأن الدولة لم تستطع أن تواصل دورها من حيث السياسات العامة لدعم الشعب.