«الرقة».. مدينة الخلافة والزراعة والبترول آخر معاقل تنظيم داعش (بروفايل)

الأحد، 26 مارس 2017 02:27 م
«الرقة».. مدينة الخلافة والزراعة والبترول آخر معاقل تنظيم داعش (بروفايل)
ارض ارشيفية
كتب أحمد جودة

يتقوقع تنظيم داعش الإرهابي، بعد فقد سيطرته على الأراضي السورية بمدينتي تدمر وحلب، وعلى غرار تطهير مدينة الموصل من أفراد التنظيم بالعراق، تمثل مدينة الرقة آخر معاقلهم في سوريا التي تمثل عاصمة الخلافة لهم، ويستعد التحالف الدولي في شن هجوم خلال الأيام المقبلة، وهي بمثابة شهادة وفاة التنظيم في سوريا حال تحريرها.

وتضم مدينة الرقة، سد «الطبقة» على بعد 25 ميلاً غرب المدينة، ويمثل أهمية كبرى في توفير الطاقة الكهربائية لمناطق واسعة في سوريا، وتكمن أهمية منطقة السد والتضاريس المحيطة به لما لها من ميزة استراتيجية وعسكرية رئيسية، لدحر داعش، والقضاء عليه وتحوله من الهروب إلى مناطق أخرى.

وتسعى 3 قوى مسلحة التقدم باتجاه الرقة، لمحاربة داعش، وهي قوى «سوريا الديمقراطية» التي تضم الأكراد، وتتمركز على بعد 8 كيلومترات شمالي المدينة، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وقوات «درع الفرات»، والقوات السورية التابعة لبشار الأسد بدعم روسي وإيراني متمثلا في حزب الله وتمركزهم في الجنوب، بحسب ما جاء على شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

ويشارك نحو 400 مقاتل من عناصر «المارينز» الأمريكية في تحرير مدينة الرقة، وتمركزهم على بعد 32 كيلومترا من المدينة، وبدأت مهام بداية الشهر الحالي بقصف مدفعي على مواقع التنظيم، كما ذكرت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

وتحتضن المدينة متحف الرقة، ويعود تاريخه إلى العصر العثماني، الذي يقع في وسط المدينة، ويزخر بمجموعة من التحف والقطع الأثرية منها «الدمى الطينية الحيوانية والبشرية، أباريق من الخزف الإسلامي، أساور مبرومة من الفترة العثمانية، أقراط صغيرة من الذهب، مجموعة نقود من معادن مختلفة»، فيما تعرض المتحف للسطوح وسرقة مقتنياته خلال فترة سيطرة داعش على المدينة، كما ذكرت المواقع السورية.

ويعتمد اقتصاد المدينة على الزراعة لقربها من نهر الفرات والسدود، والحقول النفطية أحد الموارد الرئيسية في تمويل داعش أبرزها، حقل «الطبقة»، ومن أهم المعالم الأثرية في المدينة قصر العذارى، والجامع الكبير، بالإضافة إلي أضرحة عدد من أعلام المسلمين، منهم عمار بن ياسر وأويس القرني.

وكانت الرقة أحد أكبر منتجي القمح والقطن في سوريا حتى فترة قريبة قبل سيطرة داعش عليها، بفضل مشاريع استصلاح الأراضي والري التي أقيمت في المحافظة في القرن الماضي، وكانت تضم مصانع لانتاج وتصدير السكر، ولكن تعرضت للتدمير خلال المعارك.

الرقة مدينة تقع في شمال سوريا، هي ثالث أكبر محافظة سورية من حيث المساحة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتمتد إلى الحدود مع تركيا، وكان لها معبر حدودي مع تركيا باسم تل أبيض قبل استيلاء الأكراد عليه، وأعلن التنظيم «دولة الخلاقة» من المدينة وعاصمتها الرقة منذ عام 2013، وتقع على بعد حوالي 160 كم من مدينة حلب.

وبلغ عدد سكان محافظة الرقة نحو ما يزيد عن مليون شخص قبل إندلاع الثورة السورية، ومن أشهر المراكز التابعة لها الطبقة، وتل أبيض، وسلوك، ومعدان، وعين عيسى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق