مبيت

مراجعات الإخوان بين الوهم والخيال.. واعتراف بالفشل

الأحد، 26 مارس 2017 11:34 ص
مراجعات الإخوان بين الوهم والخيال.. واعتراف بالفشل
القيادي الاخوانى محمد كمال
محمد حجاج

خرجت علينا أحد الفصائل المتنازعة داخل جماعة الإخوان، والمحسوبة على جبهة محمد كمال، خلال الأيام الماضية، بما أسمته« تقيمات المرحلة للجماعة»، وهى تقييمات شاملة للجماعة خلال الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، وحتى الأن، لكن هذه التقيمات تواً ما خرجت للعلن، ودار النقد حولها من قبل التيارات الإسلامية، والسياسية واعتبرتها أكاذيب جديدة من أكاذيب الجماعة، بل وصل الأمر إلى قيام جبهة محمود عزت وإبراهيم منير، إلى إصدار بيان رسمى للمتحدث الرسمى للجماعة، الدكتور طلعت فهمى، ينفى فيه نفيا قاطعا، أن الجماعة لم تقم بمراجعات من الأساس.

هذا التضارب المستمر داخل الجماعة، حول المراجعات، يؤكد حالة « الوهم والخيال التى تعيش فيها الجماعة نتيجة للفشل المستمر والمتلاحق»، والهزائم التي تضرب كيان التنظيم منذ 3 يوليو 2013 ، بعد عزل الرئيس المعزول محمد مرسى، خبراء ومحللون نقدوا الجماعة بشكل لاذع سواء على مواقعها الرسمية، أو على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.

إسلام المراغى، الباحث السياسي المهتم بدراسة الحركات الإسلامية، قال في رصد له على أحد المواقع الإخوانية :« لم تتطرق تلك الأوراق المنشورة إلى حالة الانقسام الحاد الذي تشهده الجماعة، ومدى تأثيره على مستقبل الجماعة وتيار الإسلام السياسي بشكل عام، كما أن مثل هذه التقييمات تثير العديد من التساؤلات أهمها مدى التوافق والتواصل بين القائمين عليها وقيادات الجماعة التاريخيين في السجن، فعلى سبيل المثال كان أحد أبرز سمات مراجعات الجماعة الإسلامية أنها كانت جماعية، وتمت بوجود حالة من التوافقية بين القيادات التاريخية في السجن.»

وتابع الباحث في الشأن الإسلامى:«بين مطرقة الانقسام والتفكك الداخلي وسندان قمع النظام ومقصلته، تنجح جماعة الإخوان في جذب الأنظار إليها مرة أخرى، هذه المرة  من خلال خطوة لطالما انتظرها وتوقعها كثير من الباحثين، وهي خطوة إجراء «مراجعات» بعد 30 يونيو، وبالرغم من تأخر تلك المراجعات، إلا أن بنية ومضمون وأهداف ما أعلنت عنه الجماعة، يثير العديد من الأطروحات والتساؤلات حول مدى جدية القائمين على تلك المراجعات.»

من جانبه أكد عباس قبارى، المنسق الإعلامي لملف التقييمات التي أعلن عنها المكتب العام للإخوان (مكتب الإرشاد المؤقت)، المعبّر عما يُعرف إعلاميا بـ"تيار التغيير" أو "القيادة الشبابية" داخل جماعة الإخوان، أن وثيقة المراجعات في شكلها النهائي ستصدر قريبا خلال أسابيع عندما تكتمل التعقيبات التي قال إنها مازالت تتوالى عليهم، والتي يراها مفيدة إلى حد بعيد.

وقال في مقابلة مع تلفزيون «عربي21» المحسوب على الإخوان، إن «قادة الإخوان المحبوسين لم يسهموا في صياغة التقييمات، لكن كثير منهم يتوافق مع الأطروحات التي تضمنتها التقييمات، لأن بعضهم حضر بعض جهودها قبل أن يُسجن، فقد بدأت هذه الجهود منذ أكثر من عام ونصف، أما من سجنوا عقب الفض مباشرة ففي الغالب لا يتم التواصل معهم بأي شكل»

وكشف «قباري» عن أن هناك "تقييمات" داخلية أخرى غير معلنة، مؤكدا أن أي مؤسسة من حقها تختار ما يُطرح للعلن وما تستأثر به لنفسها من الأمور التي قد لا تدخل في الاهتمام العام أو تلك التي تتعلق بمحيط مكاني معين أو أمور تفصيلية خاصة.

وشدّد على أن إقدامهم على هذه الخطوة لن يعمق الخلافات الداخلية للإخوان، بل ستكون برأيه إحدى أدوات الحل، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن الرؤية قريبا، وأن ملامحها الرئيسية تنطلق من منطلق ثوري انطلاقا من مبادئ الإخوان ومن المبادئ العامة التي أرستها ثورة يناير.

يذكر أن المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، طلعت فهمي، المُعبّر عما يُعرف إعلاميا بجبهة القيادة التاريخية، أكد أنه لم يصدر عن أي من مؤسسات الجماعة أي أوراق بشأن مراجعات أو تقييم لأحداث، مشدّدا على "عدم صلة الجماعة بالبيان الصادر، الأحد الماضي، عن البعض، الذي تناولته بعض وسائل الإعلام بهذا الخصوص".

من جانبه قال عصام تليمة، تلميذ القرضاوى، وأحد قيادات الإخوان، أنه صدر في الأيام الماضية عن المكتب العام للإخوان، مراجعات عن الفترة بين 2011م وحتى 2017م، وما مرت به الجماعة من أحداث، وكالعادة تباينت وجهات النظر حول هذا الجهد، متابعا :" حتى إنني قابلت منذ عامين إبراهيم منير في زيارة له لمجلس شورى تركيا، وقلت له: ألم يأن أوان أن نراجع تجربتنا منذ الثورة، وأن يكون لنا خطة ورؤية، فقال لنا: صلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق، بدأ يكتب تجربته، وهي بداية جيدة، وأما عن الخطة والرؤية فتنتهي بعد شهر، ونعرضها للملاحظات شهرا آخر، فقلت له: خذ مني ثلاثة أشهر، والحمد لله مر عامان وبانتظار الثالث ولم تر الرؤية والخطة والمراجعات النور بعد!! ففكرة نقد التجربة ومراجعتها إذن ليس شيئا غريبا على تفكير الجماعة، لكنه غريب ومكروه لفئة محددة فيها ترفضها وتحاربها.

وقال عصام تليمة، في رصد له على أحد المواقع الإخوانية، ستجد فريقين إزاء فكرة المراجعات والنقد الذاتي، فالأول يتبنى منهج مراجعة أفكاره وأدائه، ويبادر بالاعتراف بخطئه، ودراسة كيفية تجنبه فيما بعد، ومنهج آخر هو منهج إسباغ هالة من القداسة على مواقفه وأفكاره، فهو لا يخطئ مطلقا، ولا يعترف بخطئه إن أخطأ، وهو ما أطلق عليه الدكتور مأمون المبيض في أحد كتبه: (منهج آدم، ومنهج إبليس)، فمنهج آدم يعتمد على اتهام النفس بالتقصير قبل البحث عن أخطاء الآخرين، (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، أما منهج إبليس فهو قائم على تبرئة النفس، وإلقاء التبعة على الآخر، فلولا الآخر ما فشل، وما أذنب، فآدم ألقى بالتبعة على نفسه، ولذلك تاب الله عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق