«دويتشه فيله» الألماني توأم «الجزيرة» في الافتراء على مصر
السبت، 25 مارس 2017 05:58 مكتبت- أميرة عبد السلام
«دويتش فيلا DW»، مؤسسة إعلامية ألمانية نطاقة بـ30 لغة تحولت خلال الأيام القليلة الماضية إلى محور اهتمام الإعلام المصري، والسبب سلسلة من الضربات الموجهة لمصر نظاما وشعبا سواء من خلال التغطيات الإخبارية أو البرامج الحوارية أو حتى الضيوف الخاصة بالمحطة، آخر تلك السقطات الإعلامية كانت بمثابة «ورقة التوت» التي عرت تحيز نسختها الموجهة إلى الشرق الأوسط في الهجوم على مصر.
مقابلة تليفزيونية خلال بورصة برلين للسياحة، قررت القناة الألمانية استضافة هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، الذي بدوره وبالتزامن مع انعقاد هذا الحدث السياحي العالمي تحدث عن الاستقرار والأمن وجهود الدولة لتشجيع السياحة والدعم، وبينما كان «الدميري» يتحدث، ظهر على الشاشة مشاهد لعمليات إرهابية، وترحيل أقباط العريش، وهي المشاهد التي لا تتلائم مع الحديث عن تنشيط السياحة بل تعتبر مصدر من أهم مصادر الترهيب لأي سائح ينوي زيارة مصر.
مسؤول في حكومة مصر وثق في القناة وتفاعل بإيجابية مع طلب الحوار معه متوقعا الموضوعية والأمانة، ولم يكن متوقعا أن يقع في فخ يستهدف إجهاض كلامه عن وجهود الحكومة والدولة، وأن يكون الهدف من المقابلة هو تشويه مشاركة مصر في بورصة برلين.
هذا ما أكده الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير جريدة الأهرام، في مقاله بعنوان «وماذا بعد..؟ وقفة مع مراكز التحريض الإعلامي»، الذي حلل من خلاله ظهور أذرع إعلامية جديدة بطابع أوربي أصبحت تشكل اليوم منصات موجهة لا تلتزم بتقديم صورة من أرض الواقع عما يدور في مصر، ولا تراعي أبسط قواعد المهنية والتوازن في عرض الحقائق وفصلها عن الأكاذيب، وهي موجة مستمرة ولا تهدأ، وهناك «مراكز تحريض» ظاهرة تقف وراءها رؤوس خفية تضع أجندات نشر التقارير المغلوطة بلا حياء أو أدنى درجات المسؤولية الأخلاقية، وتحتمي تلك الأبواق وراء اللعب بأوراق قضايا تثير لغطًا في الإعلام الدولي، وتستدر تعاطفًا مصنوعًا لجماعات الإرهاب ومن يخططون لتخريب الوطن دون أدنى قدر من حساب خطورة ما ينشر في الصحف وما يبث على الشاشات عن الأوضاع الداخلية والموقف الاقتصادي- تحديدًا.
المؤسسة الإعلامية ردت في بيان رسمي على الأزمة القائمة، وأكد مدير عام مؤسسة دويتشه فيله، بيتر ليمبورج، أنها مؤسسة تقدم تغطية إخبارية متوازنة، وتسمح لكل من ممثلي الحكومات ومعارضيها على حد سواء بالتعبير عن آرائهم، و لكنه لم يبرر التغطية غير المتزنة لزيارة المستشارة أنجيلا ميركل إلى القاهرة خلال مارس الجاري، التي اقتصرت على أخبار صغيرة في النشرات الإخبارية للمحطة التي تزور أهم شخصية سياسية في الدولة والتي تمولها دولة هي الأهم في الشرق الأوسط.
وكما أشار رئيس تحرير الأهرام في مقاله، فبعد زيارة ميركل، زادت الانتقادات والتشويه والترويج للأكاذيب، فالقناة تستضيف، مثلها مثل الجزيرة والقنوات المعادية لمصر، شخصيات عليها علامات استفهام كبيرة وكلامها كله يتطابق مع ما يخرج من مركز «كارينجي»، ومشروع الديمقراطية الذي تصنف تقاريره الدولة في مصر بأنها دولة سلطوية وبأنها دولة فاشلة.
السفارة الألمانية بالقاهرة هي الأخرى ردت من خلال بيان صادر عن السفير ركز على تمويل «دويتشه فيله»، الذي أكد أنه يأتي من الخزانة العامة الاتحادية، إلا أنها مستقلة عن الحكومة الاتحادية والسلطات الأخرى فيما يتعلق بصياغة برامجها والسؤال هنا كيف لا تهتم مؤسسة مستقلة بأخبار زيارة رئيسها.
«اليوم السابع» التي اشتبكت في تلك الأزمة، علقت على بيان السفارة وبيان المؤسسة، أنها تثق في الشعب الألماني الذي عانى طويلا من هذه الممارسات ونثق أنه لا يقبل أن تعاني شعوب ودول أخرى بسببها، ويظل الملف مفتوحا لدينا بما يتوفر تحت يدنا من معلومات وتفاصيل وأرقام وأسماء، وقد أثبتت المؤسسة أن ماكينتها الإعلامية الضخمة الدائرة بملايين اليوروهات لا تمتلك منطقا ولا إجابة، وأثبتت السفارة أنها لا تعرف المصريين ولا تجيد مخاطبتهم بالمنطق والمعلومة والحجة والبرهان، وفي أفضل الأحوال تمرر البيانات الواردة إليها أو تستعير بيانات «دويتش فيله» الهزيلة، فإننا نرفع ملفنا المفتوح إلى الشعب الألماني مباشرة، وننتظر رد الخارجية الألمانية والمستشارية والبوندستاج، فالموظفون المعينون كثيرا ما لا يحسنون الرد.
هذا الرد الذي يرى أيضا رئيس تحرير الأهرام، محمد عبد الهادي علام، في مقاله أنه لا يكفي ردا على انتقادات الإعلام المصري وحديثها عن الموضوعية التي تزين برامجها، بل عليها أن تقدم لنا دليلًا عمليًا واحدًا على المعالجات الحيادية التي تتغني بها.. ونحن ننتظر!
قائلا: مصر لن تفتح صفحة جديدة مع أحد.. ولن توافق على التعامل مع وسيلة إعلامية تقف ضد الدولة ومصالح الشعب المصري.. لن نفتح صفحة جديدة إلا مع من يحترم إرادة الشعب المصري.