كتاب للقاعدة: «الإخوان» تعاملوا بغباء و«الدعوة السلفية» تيار علماني
السبت، 25 مارس 2017 03:54 صكتبت - هانم التمساح
بدأ تنظيم القاعدة عقب ثورة يناير 2011 توجيه كل اهتماماته ودراساته نحو مصر، وسعى التنظيم لاستعادة قراءة خريطة الحركات التى يمكن من خلاله دخول مصر، عبر تجنيد عناصر.
وقد أصدر التنظيم عدة كتب عن مصر جاء من بينها كتاب عن مصر، بعنوان «مصر والطريق إلى أمة الخلافة» لمؤلف يدعى الشيخ «أبو بكر أحمد »، أكد في محتواه ضرورة استهداف جنود الجيش المصري وتفكيك المؤسسة العسكرية المصرية خلال المرحلة المقبلة، حتى يتمكن تنظيم القاعدة من تحقيق وجوده داخل المجتمع المصري.
وقال الكتاب، إن الجيش وحلفاءه من أجهزة أمنية وفلول نظام مبارك، من يملكون أهم مفاصل الدولة، والإخوان وحلفاءهم من جماعة إسلامية وحازمون وقطبيون وسلفيون (غير السكندريين)، هم القادرون على مواجهتهم.
واعتبر أن «الدعوة السلفية» المعروفة باسم سلفية الإسكندرية، وأبرز رموزها د. ياسر برهامي، وكذلك المنشقون عن الإخوان في الأعوام الأخيرة، هم علمانيون، وتحالفات وتشكيلات متصارعة، تتغير من فترة إلى أخرى؛ وأن تلك الجماعات، لن تطبق شرع الله، أو ليس لها مشروع أو برنامج لتطبيق الشريعة كقانون، ولا تجعل الدولة تستسلم لله حَكَما، بل هي بين عداوة شرع الله، وبين تخاذل عن نصرته، ولا تسعى أي واحدة منها للخروج بالأمة من التبعية للقوى العظمى، بل جميعها يتسابق لخدمة السيد الأمريكي وابتغاء مرضاته، جميعها يصلي إلى نفس القبلة، ويقدم القرابين لرب البيت الأبيض.
وجميعها يتنافس على دولة قومية حديثة؛ ليحكمها وتستقر له، وليس فيها من يسعى لتغيير شكل الدولة، لكن ربما شكل نظام حكمها من دكتاتوري إلى ديمقراطي، أو العكس.
وقال إن من الغباء السياسي للإخوان وحلفهم، أن بضاعتهم للشرعية وللحكم التي يقدمونها للمجتمع هي الديمقراطية يقدمونها في مجتمع هو خليط؛ فرعوني عربي مسلم! والمجتمع الفرعوني يرى مصلحته الدنيوية في وجود فرعون؛ فالبضاعة التي يطلبها هي الديكتاتورية، والمجتمع العربي القبلي يريد دينا جامعًا؛ فالبضاعة التي يطلبها هي الدين، ولأن المجتمع مسلم أو أغلبيته مسلمة؛ فيطلب الإسلام لينجو في الآخرة.
فالإخوان يقدمون للمجتمع بضاعة لا يريدها في مجمله، ولا يقبلها، إلا قليل من أهل المدن الكبرى؛ فيضطرون للدعاية لها والتسويق لها، ولو فطنوا لرأوا معظم من ناصرهم قد ناصرهم لنسبتهم أنفسهم للإسلام، ومعظمهم لا يمثلون المجتمع الزراعي الخالص، أو تتجاذبهم القيم الدينية مع القيم المجتمعية.
وتساءل: مع من نقف اليوم من التيارين المتصارعين؟
وأجاب: إنك لو نظرت للرايات المرفوعة اليوم، بغض النظر عن حكم الأفراد تحتها؛ فالغالب على الأفراد تحت راية الإخوان وحلفهم الإسلام، والغالب على من يعرف هدف وغاية تمرد العلمانية أو النصرانية.
وقال: إن الخطر الحقيقي علينا، بل على المجتمع والأمة كلها، هو بقاء واستقرار الدولة القومية الحديثة، سواء عادت لحكم الإسلاميين، أم تحت حكم العلمانيين، لكن المصلحة أن يبقى الصراع بين التيارات المتصارعة، وألا تخلص الدولة لأحد، ثم الواجب علينا ألا نفكر في مصالحنا الضيقة كحركة أو كأصحاب فكر، نعم نحن نخشى على أنفسنا زيادة التضييق والاعتقال والقتل، لكن لنفكر في مصلحة المجتمع والأمة أولا، والتي ما كنا ولا قمنا إلا لأجلها.
وأفاد الكتاب أن العمليات العسكرية التي سيقوم بها تنظيم القاعدة ستركز على عمليات اغتيال، كالمعروفين عند العامة قبل الخاصة بحربهم الواضحة للدين، كبعض الإعلاميين، وغيرهم، وليس القيام بعمليات تفجيرية.
وختم الكتاب بقوله: إن جيل القاعدة هو الذي سيصل للخلافة، وهو جيل يصاغ في أجواء الحركة والجهاد، ليصلح أن يتحمل مسئوليات الخلافة، بقيادة هذه الجماعات التي فيه اليوم، أو يفرز هذا المجتمع نفسه الذي يربيه الجهاد، من يوحده على الدين والشريعة، كما كانت طالبان في أفغانستان، وأنجح التجارب الجهادية المعاصرة في التمكين للدين والشريعة، كانت هي تجربة طالبان في أفغانستان، وأنصار الدين في أزواد بشمال مالي؛ فكلاهما نشأ في مجتمع فاعل، وتبنّت فيه وحدات اجتماعية تقليدية في المجتمع قضية الدين والشريعة .