«ذبابة الرمل» دون رقيب في سجن وادي النطرون.. حقيقة تعرض المساجين لعدوى «اللشمانيا»
الخميس، 23 مارس 2017 04:05 م
حالة من الفزع يشهدها سجن وادي النطرون، بعد ظهور حالة لأحد المساجين المصابين بمرض «اللاشمانيا»، وهو مرض خطير يؤدي إلى الوفاة.
ويطالب التقرير الطبي، الصادر من مستشفيات جامعة القاهرة، والممهور بتوقيع الدكتورة عزة أبو العنين، رئيس قسم الباثولوجي الإكلينكية والكيميائية، بإجراء مسح طبي شامل لمنطقة سجون وادي النطرون، للحد من انتشار العدوى، بعد التأكد من إصابة السجين «أحمد الخطيب» بمرض «اللشمانيا» حيث يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وتضخم في الطحال والكبد، مع فقدان في الوزن، ونقص في كل مكونات الدم.
ويكشف التقرير عن احتمالية تعرض المساجين بسجن وادي النطرون للعدوى، وهو ما يعني أن كل مكان تنقل فيه «الخطيب» لابد من إجراء المسح الطبي له، وفحص كافة الضباط والمساجين، وحتى العاملين لاحتمال حمل أحدهم للعدوى بهذا المرض الخطير، حيث يضم سجن وادي النطرون 3 سجون متجاورة 430 و440 وسجن 1 ومعه الملحق.
ومن جانبه، شدد الدكتور ناصر عبيد، أخصائي الأمراض الجلدية، على ضرورة توقيع الكشف الطبي على كل نزلاء وادي النطرون، مشيًرا إلى أن التأخر في الكشف عن المرضى قد يتسبب في تفاقم المشكلة، والأخطر أنه قد ينتقل إلى خارج حدود السجن مع الأهالي أثناء الزيارات في حالة لدغ ذبابة الرمل «الصغيرة جدًا» لدم أحد المصابين والانتقال من إنسان آخر، بالإضافة إلى تطهير السجن من تلك الحشرة.
وأوضح الدكتور ناصر عبيد، في تصريحات لـ«صوت الأمة» أن «اللشمانيا» مرض بيئي مزمن يصيب الإنسان في كافة الأعمار، حيث تعد «ذبابة الرمل» هي العامل الناقل «لطفيلي اللشمانيا»، وهي تتواجد في كل فصول السنة عدا الشتاء، وتنشط ليلاً، وتستقر نهارا في الشقوق الداخلية لجدران المنازل، وفي جحور الحيوانات كالقوارض والثعالب، التي تعد خازنة للمرض، وفي جذوع الأشجار للراحة.
وتابع «عبيد»: اقتراب «ذبابة الرمل» من الإنسان يؤدي لانتشار العدوى، بصورة كبيرة حيث تصيب الأجزاء المكشوفة من الجسم، مشيرًا إلى أن حضانة المرض تبدأ منذ دخول الطفيلي للجسم بعد اللدغ، وتنتهي بظهور علامات المرض، ومدتها تتراوح بين بضعة أسابيع وعدة أشهر، وتتميز بظهور نقاط حمراء كرأس الدبوس في مكان اللدغ.
ويشير «عبيد» إلى أن «اللشمانيا» ثلاثة أنواع «الجلدية»، والتي تصيب الجلد في الأماكن المكشوفة و«اللشمانيا الجلدية المخاطية»، وهي تصيب الجلد والأغشية المخاطية في الفم والأنف والبلعوم، و«اللشمانيا الحشوية»، وهي التي تصيب الأحشاء، وهي أخطرهم، حيث تصيب الإنسان وتسبب الوفاة إذا لم يتم علاجها في مراحلهم الأولى، ليشعر المصاب بالمرض بالحمى والقشعريرة والضعف والهزال ويصاب بتضخم الكبد والطحال، وفي هذه الحالة فلابد من سرعة العلاج عن طريق «الحقن» الموضعي كل أسبوع، والكي البارد بالنتروجين كل 10 أيام حتى الشفاء الكامل.
ويقول «عبيد» إنه لمكافحة المرض والوقاية منه يجب القضاء على الوسيط الناقل «ذبابة الرمل» بمكافحتها في أماكن تواجدها المختلفة، وأيضًا مكافحة الحيوان الخازن «الكلاب، الثعالب، القوارض» حتى لا تكون ناقلة للمرض.
ولعدم انتقال العدوى من مريض إلى آخر، يقول «عبيد»: يجب مراعاة النظافة خاصة في الأماكن المتكدسة والمزدحمة كالسجون فمن السهل انتقال العدوى بها مع القضاء على الناموس ومكافحة القوارض وتغطية أي قرح جلدية قد تظهر خاصة في الوجه أو الأطراف، كما يجب إجراء مكافحة واسعة للحد من تواجد وانتشار حشرة الذبابة الرملية كمحاولة للسيطرة على انتقال العدوى.
ومن جانبه أكد مصدر مسؤول بمصلحة السجون، أن المريض «أحمد الخطيب»، لم يتم الإهمال في حالته كما يشاع، فقد تم إحالته لمستشفى قصر العيني والحميات، للتأكد من إصابته بـ «اللشمانيا»، وفي حالة الإصابة سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة تجاه المتواجدين بالسجن «ضباط ومسجونين» للتأكد من عدم وجود حالات أخرى.