شيزوفرينيا المُوالين لـ«أردوغان».. كاتبة تركية تنتقد زيارة بابا الفاتيكان إلى القاهرة

الخميس، 23 مارس 2017 01:47 م
شيزوفرينيا المُوالين لـ«أردوغان».. كاتبة تركية تنتقد زيارة بابا الفاتيكان إلى القاهرة
بابا الفاتيكان أثناء زيارته لتركيا
كتبت- شيريهان المنيري

يبدو أن اقتراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تحقيق حلمه بالـ«ديكتاتورية»، حيث اقتراب موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في أبريل المقبل، والتي تقضي بسلطات مطلقة له؛ إلى جانب إبتعاد بلاده عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إثر تصاعد حدة التوتر بينه وعدد من الدول الأوربية خلال الأسابيع الأخيرة؛ يدفعه هو وأذرعته الإعلامية والسياسية في أنقرة، للكشف عن وجههم الحقيقي شيئا فشيئا.
 
 
الرئيس التركي على مدار العام الماضي، اتجه إلى التطبيع مع إسرائيل من أجل مصالحه، كما تصالح مع روسيا على الرغم من تصريحات الوعيد والتهديد وتعنت موقفه إثر إسقاط بلاده للمقاتلة الروسية «سوخوي- سو 24» على الحدود التركية السورية، في نوفمبر من عام 2015. أيضا وطد علاقته مع إيران على حساب علاقاته مع دول الخليج، ولاسيما المملكة العربية السعودية. ولا يخفى على أحد صلته وحكومته بالتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «الإخوان» و«داعش».
 
 
وعن ملف تسامح الأديان كثيرا ما حاول «أردوغان» أن يروج لفكرة علمانية تركيا، وخاصة خلال السنوات التي ظل يسعى فيها للإلتحاق بالإتحاد الأوروبي، حتى إنه استقبل في نوفمبر من عام 2014، بابا الفاتيكان، فرانسيس الثاني، في أول زيارة له إلى تركيا. وخلال تلك الزيارة ندد الرئيس التركي بالإسلاموفوبيا في الغرب قائلا: «الأحكام المسبقة تزداد بين العالمين الإسلامي والمسيحي. علينا أن نعمل معا ضد مصادر التهديد التي تلقي بثقلها على عالمنا، حيث انعدام التسامح والعنصرية والتفرقة». وفيما يخص الدعوة التي أطلقها بابا الفاتيكان للحوار بين الأديان، قال «أردوغان»: «إنه لأمر أساسي أن يتمتع المواطنون المسلمون والمسيحيون واليهود بالحقوق نفسها ويحترموا الواجبات نفسها. فالحرية الدينية وحرية التعبير إذا تم ضمانها بشكل فعال للجميع، تكونان علامة بليغة عن السلام».
 
 
هذا إلى جانب تصريحات سابقة لـ«أردوغان»، في إبريل من العام الماضي، تعقيبا على دعوة رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان، لسن دستور جديد لإلغاء الإشارة إلى العلمانية؛ تفيد بضرورة وقوف تركيا على مسافة واحدة من كل العقائد الدينية، نافيا ما ذكره «كهرمان» بأن تركيا تحتاج إلى دستور ديني، موضحا أن ذلك يتعارض مع المبادئ المؤسسة للجمهورية التركية، كبلد علماني.
 
 
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاهتمام التركي بالوسائل الإعلامية الدينية، يعكس عدم المساواة في الحقوق بين المسلمين والمسيحيين في أنقرة؛ ففي ظل الاهتمام التركي بالقنوات الإسلامية، وإعلان رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، عن إطلاق محطة إذاعية جديدة تتناول حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، تحت اسم «الرسالة»، الأسبوع الماضي، تزامنا مع ذكرى المولد النبوي، في إبريل المقبل، إلى جانب محطتي «الديانة» و«القرآن» الللتان تم إطلاقهما في عامي 2013 و2015، وغيرهما، نلاحظ غياب تام لوسائل إعلامية ذات محتوي مسيحي.
 
 
ومنذ أيام وجهت الكاتبة التركية المقربة من «أردوغان»، مهتاب يلماز، عدد من الإتهامات لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، عبر مقال لها تم نشره في صحيفة «يني عقد» التركية الموالية لـ«أردوغان»، أول أمس. وانتقدت عبر سطور مقالها زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة للقاهرة، قائلة بحسب «الزمان التركية»: «بابا الفاتيكان رأى في قطة السيسي المدللة شيخ الأزهر أحمد الطيب رجلا صالحا للعمل معه، ويبدو من ابتساماته في وجه بابا الفاتيكان أنه جاهز ومستعد لهذه المهمة مسبقا»، زاعمة أن الأزهر الشريف في طريقه ليكون مشروعا فاتيكانيا.
 
 
كما شبهت «يلماز» شيخ الأزهر بزعيم حركة الخدمة المصنفة إرهابية بأنقرة، فتح الله جولن، مدعية أن «الطيب» خضع لمطالب بابا الفاتيكان تماما مثلما خضع له «جولن»، داعية إلى دفن شيخ الأزهر في مقر الفاتيكان، كما يحلم «جولن» على حد تعبيرها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق