هل إعلان إيرادات قناة السويس بالجنيه بدلًا من الدولار مؤشر صعود أم هبوط؟
الأربعاء، 22 مارس 2017 05:38 مكتب - إسماعيل رفعت
فاجأ الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، العالم بتصريحات مثيرة للجدل معلنًا إيرادات القناة بالجنيه المصري لأول مرة في تاريخ القناة العظيمة، ما أثار فرحة وتأيد البعض بدعم العملة المصرية عالمًا، بينما رأها البعض نتيجة وليس سبب وسيقت تأويلات تبحث عن أسانيد، ومارس البعض هواية التفتيش في النوايا، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة، نبحث عن إجابة لها بعد ذكر تفاصيل إعلان مميش عن الإيرادات.
وقال رئيس هيئة قناة السويس، إن الإيرادات هذا العام للهيئة ارتفعت إلى 80 مليار جنيه، بمتوسط 7 مليارات جنيه شهريا سوف تدخل خزينة الدولة مباشرة مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغت فيه الإيرادات 49 مليار جنيه.
وأشار مميش إلى أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي وراء استكمال حفر قناة السويس الجديدة، فهو الذي مول المشروع بـ64 مليار جنيه من قوت يومه ومدخراته لكي يرى المشروع النور، ولم تدخل أي استثمارات أجنبية في مشروع حفر قناة السويس الجديدة.
وأضاف مميش، أن القناة تقوم باتباع سياسة تسويقية ناجحة من خلال التخفيضات التي يتم منحها للسفن العابرة للقناة، وذلك لجذب السفن وتشجيع الملاحة العالمية والسيطرة على الركود الملاحى وتناقص أسعار النفط، وأن القناة تواجه تحديات كثيرة لكي تظل في الصدارة على المستوى العالمي.
النائب الأسبق، البدري فرغلي، أكد أن هيئة قناة السويس تتحايل على إنخفاض عائدات القناة هذا العام بنسبة 20%، ما جعلها تتحايل على التراجع الكبير بضرب الرقم في 19 مثل لتعظيم وهمي لإيرادات متراجعة، وذلك بإعلان الإيرادات بالجنيه المصري بدلًا من الدولار الذي يساوي 19 ضعف.
وأضاف فرغلي، أن السفن العالمية تجد الآن أن المبالغ التي تدفعها للمرور من قناة السويس أكبر من المرور بطرق أخرى، مثل طريقي الحرير بين الصين وأوربا، وعن طريق إسرائيل، حيث تنخفض التكلفة بعد انخفاض سعر البترول ما يجعل السفن تتحمل فرق فاقد حرق الوقود في مسافات أطول للمرور من الطريقين الآخرين بينما رفعت مصر سعر العبور.
وأشار فرغلي، إلى أن الهيئة أخطأت برفع سعر العبور ما جعل 4 شركات شحن عالمية تهرب إلى الطريقين البديلين، وتم التفاوض معهما لكنهما رفضا العودة بعد توقيع العقود هناك.
وطالب فرغلي بالتعقل ودراسة الأمور جيدًا قبل استصدار قرارات تضر بمصر والدليل ما نعانيه من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب التعجل في اصدار قرارات خاطئة، حيث كانت الإيرادات في العام الماضي 5.5 مليار دولار.
من جانبه اعتبر الخبير التنموي الدكتور عمر محمد علي الأستاذ بجامعة حلوان، أن إعلان عائدات القناة بالجنيه المصري لأول مرة، هو بمثابة دعم دولي ودفع للعملة المصرية وسط العملات العالمية مثل اليورو والدولار واليوان، وذلك للتأكيد على صعود الاقتصاد المصري، وما هو متوقع أكثر إيجابيًا.
وأضاف علي، أن مصر سوف تشهد عالميًا صعود لاقتصادها، وارتفاع قيمة عملتها عالميًا خلال عام 2017، خاصة مع اكتمال مشروعات قومية عملاقة على رأسها محور قناة السويس، والتقليل من الاستيراد، ما يقلل من احتياج مصر للعملة الصعبة، وارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي بمصر، وتوفير العديد من فرص العمل ودفع مصر للأمام.