هذيان «سيد القمني»

الخميس، 23 مارس 2017 01:13 م
هذيان «سيد القمني»
كتب : صبرى الديب

لا أدري ما هو السبب وراء السكوت المتعمد من مؤسسات الدينية في مصر، على هذا الكم من الشطط والهذيان الذي يخرج به (سيد القمني) بين الحين والآخر، متطاولا على الرسول والصحابة والأزهر، وكأنه يسير مبدأ (خالف تعرف) كي يلفت إليه الانتباه في قضايا تستوجب ضرورة محاكمته، خاصة وأن ما يطلقه من خرافات وأراء مغلوطة، لا يقع تحت ما يسمى "الفكر والإبداع" لكن التطاول وشطط والهذيان، يؤذي ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
 
فمنذ أيام، قرأت كتبا للقمني تحت عنوان "الحزب الهاشمي" زعم فيه أن (دين محمد مشروع طائفي اخترعه عبد المطلب، الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي وفق النموذج اليهودي الإسرائيلي، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل، وان الإسلام عبارة عن حركة سياسية ناجحة، لا مجال فيها للوحي ولا للسماء) وهو الكتاب الذى منع مجمع البحوث الإسلامية نشره
 
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي ينهج فيها القمني مثل هذا النهج، فقد خرج علينا مؤخرا، زاعما أن الفتوحات الإسلامية في عهد عمرو بن العاص، لم تكن بغرض الدعوة ونشر الإسلام، بل بغرض (الاحتلال، والفساد، وسفك الدماء، واغتصاب النساء) وقبلها بأيام دعا لجمع توقيعات لـ (إدراج الأزهر كمنظمة إرهابية).
 
الغريب أن القمني الفائز بجائزة الدولة التقديرية في عام 2009، سبق أن دعا الحكومة المصرية إلى إنشاء (كعبة) في سيناء يحج إليها الناس من جميع الأديان والملل من شتى بلاد العالم وطوال العام، وقطع السبيل على بيت الله الحرام في مكة المكرمة، كما سبق وادعى (أن العلاقة مقطوعة بين الإسلام والعلم والاقتصاد، وانه لا يوجد ما يسمى بإعجاز القرآن الكريم، وان العالم بات يحتقر المسلمين بسبب الإسلام الذى انتهت دعوته بموت النبي صلى الله عليه وسلم) كما سبق له أن أكد (أن النصوص القرآنية المتعلقة بالمعاملات ومعايش الناس في القرآن الكريم يجب عدم الأخذ به).
 
ولا أدرى كيف الصمت على تطاول "القمني" وقد قال في أحد كتبه (إن محمدا على رغم أنفه وأنف من معه، قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة، على رغم أنفه كذلك وأنف من رضي به مثقفا، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن سقاه الخمر).
 
وعلى نفس المنهج سار القمني في كتابه "حروب دولة الرسول" والذى نزع فيه القداسة عن النبوة والرسالة، بوضعها في سياق تاريخي لا علاقة له بالسماء، كما هاجم في كتابه "شكرا بن لادن" التيار الإسلامي المعتدل، ووصفه بأنه لا يختلف كثيرا عن تيار التشدد والعنف.
 
الغريب أن "القمني" أعلن في عام 2005 اعتزاله الكتابة ومراجعته لأفكاره وبراءته مما كتب، لمجرد انه تلقى رسالة تهديد بالقتل عبر البريد الإلكتروني من قبل جماعة مجهولة، إلا أنه عاود الكتابة على نفس النهج، لمجرد أنه اكتشف أن أمر الرسالة ليس بالجدي.
 
كما قام بشراء شهادة دكتوراة من مكتب محترف في تزوير وبيع الشهادات في الولايات المتحدة، وعندما افتتضح أمره، بعد قبض المباحث الفيدرالية على أعضاء المكتب، وتم نشر أمر الشهادة في وسائل الإعلام، فأضطر إلى الاعتراف في مقال في ذلك الوقت بصحة ما نشر، مدعيا أنه لم يكن يعلم أنها شهادته مزورة، وأنه كان يظن أنه حصل على الشهادة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وليس من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، زاعما أنه لم ينتبه إلى هذا التزوير سوى بعد النشر.
 
أعتقد أن القمني الذي دأب على إطلاق كتابات تنال من الإسلام وتطعن في ثوابته وعقيدته وقيمه، وصدر بحقه العديد من بيانات التكفير، يجب أن يكون هناك موقف رسمي منه، ولاسيما وأن الفارق كبير بين (الفكر والإيداع) و(الشطط والهذيان والتطاول) على النبي والصحابة والمقدسات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق