ننشر نص تقرير «تقصي حقائق» القومي لحقوق الإنسان حول نزوح الأقباط

أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان، التقرير النهائى لبعثته التى أرسلها إلى مدينة العريش بعد نزوح عدد من السكان على خلفية تهددات التنظيم الإرهابي «داعش»، وضمت كل من: «جمال بركات – نبيل شلبي – نجوى إبراهيم – هايدي مصطفى – عماد صالح»، سبقها التنسيق مع الجهات المعنية لزيارة وفد المجلس الذي يضم الأعضاء وهم: «جورج اسحاق – صلاح سلام – نيفين مسعد – راجية عمران»، أيام الأحد، والاثنين، والثلاثاء الموافق (26- 27-28 فبراير 2017)، واستهدفت البعثة لقاء النازحين من العريش إلى الإسماعيلية وبورسعيد، للوقوف على أوضاع المواطنين النازحيين من مدينة العريش.

 

 

أجرت البعثه خلالها جلسات استماع ولقاءات مباشرة مع 71 من الأسر النازحة إلى محافظة الاسماعيلية وبورسعيد بمناطق: «بيت الشباب الدولى التابع لوزارة الشباب والرياضة، شقق بمدينة المستقبل، الكنيسة الانجيلية، كنيسة الأنبا أنطونيوس بمدينة المستقبل، وكذا بمعسكر الكشافة الدولى ببورسعيد»، للوقوف على أوضاعهم الحياتية والأسباب التى دفعتهم للنزوح، والأضرار المباشرة وغير المباشرة جراء هذا النزوح الاضطراري، وأيضًا جمع المعلومات حول دور الأجهزه الحكومية والجهود المبذولة مجتمعيًا لمواجه هذا النزوح والتدخل للحد من أضراره. وإلى نص التقرير:

 

 

 

خلفية الأحداث :

 

ظهرت في الفترة الأخيرة في غضون شهر فبراير استهداف المواطنين على أساس الهوية الدينية من خلال منشورات تهددهم بالقتل والتنكيل، ومنهم من تعرض للقتل وحرق منزله ومنهم من تلقى مكالمات تليفونية بالتهديد بالقتل نظرا لانه من ضمن الموجودين في القائمة المعدة من جانب الجماعات الإرهابية الموجودة في العريش وقيامهم بتوزيع والقاء المنشورات في الشوارع ومواقف السرفيس العامة، وهي التي دفعت الأسر إلى النزوح خوفا على حياتهم هم وأسرهم- خاصة فيما تضمنته تلك المنشورات على حد قولهم- من تهديد مباشر باستهداف 40 مسيحيًا للقتل، ورصد مكأفات مالية لمواطني العريش للإرشاد عن أماكن تواجد الأسر المسيحية، ما أدى إلى بث الرعب فى نفوس الديد من الأسر المسيحية الموجوده في مدينة العريش، ودفعهم للنزوح الجماعي والفردي، من خلال الاعتماد على الجهود الشخصية والمعارف، وذلك على مدار إسبوعين متتاليين.

 

 

ووصل عدد الأسر النازحه حتى الأن ( ) والتى تم قدومهم جميعا إلى النسبة الأغلبيه بالإسماعيليه والتى ساهمت بالدور الأكبر فى تسكينهم وتوفير الإحتياجات اليوميه لهم من مأكل وملبس وتذليل كافة العقبات أمامهم.

 

 

روايات بعض الأسر عن الأحداث المتسببة في النزوح:

 

- الحالة الأولى: مقتل المواطن وائل يوسف، موظف بمجلس مدينة العريش – صاحب محل بقالة، يوم ( 30 يناير 2017)، علي يد مجموعة من الملثمين يستقلون سيارة ملاك «فيرنا» أمام محله بمنطقة الثانوية العسكرية بشارع 23 يوليو وسط مدينة العريش، حيث قاموا باطلاق عدد ست رصاص عليه في منطقة الصدروالبطن، رغم قيام الأهالي بالإبلاغ عن تلك السيارة التي كان يستقلها الملثمين بنصف ساعة قبل الحادث.

 

- الحالة الثانية: مقتل طبيب بيطري بهجت في (12 فبراير 2017)، بصيدليته البيطرية بحي العبور، حيث أطلق الملثمين عليه الرصاص في الرأس والذراع.

 

- الحالة الثالثة: مقتل المدرس جمال في (16 فبراير 2017)، بمنطقة سوق الخيمس بوسط العريش علي يد عدد من الملثمين أثناء قيامه ببيع أحذية بمنطقة السوق.

 

 

 

أماكن الاستقبال والتسكين في محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد:

 

استقبلت محافظة الإسماعيلية حتى يوم الثلاثاء الموافق (28 فبراير 2017)، عدد 110 أسرة بإجمالى 353 فردًا تقريبًا، حيث تم تسكينهم ببيت الشباب الدولي بالإسماعيلية ومدينة المستقبل، معسكر القرش، القنطرة غرب، مركز المتدربين، مدرسة هدى شعراوي، شارع العشرين، شارع دمنهور، معسكر الكشافة الدولي ببورسعيد.

 

قامت الأجهزة والهيئات الحكومية ممثله في وزارة التضامن ومحافظة الإسماعيلية وبورسعيد والتنفيذيين بإعداد الحصر والكشوف اللازمة لصرف المساعدات، وقد تم إتخاذ العديد من الإجراءات سواء في التسكين والإحتياجات اليومية من خلال العمل المشترك بين كافة الأجهزة سواء الحكومية أوالمدنية المجتمعية.

 

الإحتياجات الضرورية من خلال المقابلات:

 

- توفير فرص عمل للاسر النازحة الى محافظتى الاسماعيلية وبورسعيد.

- توفير مدارس وجامعات لابناء الأسر النازحه حفاظاً على مستقبلهم

- توفير معاشات مؤقتة وإستثنائية لمن يستحق

- توفير حياه بديله لبعض الأسر الراغبه فى الإستقرار فى محافظات أخرى

- إتخاذ مايلزم من إجراءات لتمكين الأسر النازحة من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة ، وصرف الحصص التموينية .

- إصدار القرارت الادارية المتعلقة بمساعدة الموظفين الحكوميين من تلك الأسر النازحة من الحصول على إجازه مفتوحه أو عمل بديل .

 

ما استخلصته البعثة

 

- أن نزوح الاسر كان بناء على رغبتهم الشخصية خوفا من تعرضهم لاعتداءات خاصة في ظل الحوداث الآخيرة علما بأن ذلك لم يتم بتنسيق من جانب الاسر مع الجهات الحكومية.

 

- وشكلت ظاهرة القاء المنشورات(التى تحتوى على تهديدات بالقتل للمسيحين) فى الشوارع ومواقف السرفيس العامة أحد العناصر الهامة التى دفعت الاسر الى النزوح خوفا على حياتهم واسرهم خاصة فيما تضمنته تلك المنشورات على حد قولهم من تهديد مباشر باستهداف وقتل ما يقرب من 40 مواطن مسيحى .

 

- وفى نظرة شامله لما تضمنته المنشورات من مكافأت ماليه لأهالى العريش للإبلاغ عن الأسر المسيحية ، قد شكل أحد المخاطر الأساسية على وحدة المجتمع المصرى علماً بضرورة قيام الأجهزة المعنية بإتخاذ الإجراءات اللازمه نحو حماية النسيج المجتمعى .

 

- ضرورة إسراع الأجهزه الحكومية نحو تقنين أوضاع الأسر المصرية النازحة والموجوده حالياً بمحافظنى الإسماعيليه وبورسعيد من النواحى الحياتية (سكن - عمل – تعليم – صحة – الاوراق الثبوتية - وغيرها )

 

التوصيات:

 

تنقسم التوصيات إلى ثلاثة مجموعات:

 

المجموعة الأولى:

 

تتضمن معالجة لمشكلة نزوح المواطنين من العريش إلى المحافظات المجاورة

 

• ضرورة إسراع الاجهزة الحكومية نحو تقنين أوضاع الأسر المسيحية النازحة والموجودة حاليا فى محافظتى الاسماعيلية وبورسعيد من النواحى الحياتية اليومية سواء على مستوى وظائفهم واعمالهم وتعليم ابنائهم وتسكينهم وعلاج المرضى منهم

 

• الاسراع بالاستجابة لطلبات الأسر النازحة

 

• اسراع الدولة بأنشاء مجالس إدارة للازمات بالمحافظات المختلفة لمواجهة مثل تلك الأحداث .

 

• سرعة إنشاء وحدة طب شرعى بالعريش إضافة الى تأمين مقر النيابة العامة وإعادة العمل بها مرة ثانية .

 

• سرعة إيقاف الإستحقاقات الضريبية الخاصة بأصحاب الأعمال ، والشركات من الأسر النازحة وذلك لتوقف نشاطهم بسبب الأحداث الدائرة بالعريش .

 

المجموعة الثانية :- توصيات عامة بشأن المواطنه وأوضاع المسيحيين فى مصر

 

• الإسراع بالقبض على المتورطين فى إرتكاب هذه الجرائم ، سواء كانوا أفراداً أو جماعات ، وتقديمهم لمحاكمة عاجلة تتوافر فيها قواعد المحاكمات العادلة والمنصفة تأكيداً لقدرة المؤسسات القضائية الوطنية على توفير الحماية لجميع المواطنين المصريين دونما تمييز .

 

• ضرورة قيام الدولة استكمال الاجراءات اللازمة نحو حماية نسيج المجمتع المصرى من مثل تلك الظواهر .

 

• سرعة اصدار قانون مفوضية منع التمييز المنصوص عليها فى الدستور .

 

• ومن الجدير بالذكر بعد إيضاح خلفيه تاريخيه حول بعض المعوقات التى كانت دائره ويعانى منها الأقباط فى السنوات الماضيه ، فقد إستغلت بعض الجماعات تلك القضية لإعادة إثارة الإشكاليات للدولة وإعادة إستخدم تلك القضية كورقة ضغط للدولة المصرية للإستفادة منها بشكل سياسى فى الصراعات السياسية الدائرة مع الدولة

 

المجموعة الثالثة: توصيات تتعلق بتنمية سيناء

 

• عمليات تنمية مخططة ومستدامه بسيناء ككل

 

• التخطيط لزيادة الكثافة السكانية للإقامه الدائمه فى سيناء

 

• إعادة النظر فى عملية تقنين أوضاع الأراضى بسيناء لمن يرغب من المصريين بخاصة من كان يخدم من العسكريين ورجال الشرطه وأستشهد على أرضها بحيث يسهم ذلك فى رفع الكثافة السكانية فى سيناء وتخفيف العبىء على الوادى

 

• إعادة إنشاء المشاريع القوميه التى تسهم فى توفير فرص عمل لأهل سيناء