مستثمرون سنغافوريون في الشارقة
الخميس، 23 مارس 2017 10:00 صكتب- بلال رمضان
نظم مكتب «استثمر في الشارقة»، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، بالتعاون مع مجلس الأعمال السنغافوري أمس، لقاء عمل في مقر غرفة تجارة وصناعة الشارقة، تحت مسمى «ملتقى الأعمال بين الشارقة وسنغافورة»، حضره نحو 70 من رجال الأعمال السنغافوريين، وممثلي الشركات السنغافورية الكبرى العاملة في الدولة، ومن بينهم: مينغ فونغ شيونغ، القنصل العام السنغافوري في دبي، ودريك تينغ، رئيس مجلس الأعمال السنغافوري.
واستهدف اللقاء بحث تعزيز التعاون الاقتصادي القائم بين الشارقة وسنغافورة والارتقاء بعلاقات الشراكة بينهما، وتعريف المستثمرين السنغافوريين بمقومات البيئة الاستثمارية الفريدة في إمارة الشارقة، والفرص التي توفرها مختلف قطاعاتها الحيوية، لاسيما السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والتنمية البيئية، والنقل والخدمات اللوجستية.
واستهل مينغ فونغ شيونغ، القنصل العام السنغافوري في دبي، كلمته في الملتقى، بتهنئة «شروق» بتنظيمها الناجح لبطولة الشارقة لأساتذة الجولف، التي اختتمت مؤخرًا، مشيرًا إلى أن تنظيم البطولة يجسد طبيعة الأفكار الإبداعية لـ«شروق»، التي تتيح فرصًا جديدة للأعمال تستشرف المستقبل.
وقال «شيونغ» بحسب البيان الصحفي الصادر: وجدت العديد من الشركات السنغافورية في الشارقة أرضًا مثالية للفرص والأعمال، ومن الأمثلة على تلك الشركات، قسم الشحن التابع للخطوط الجوية السنغافورية، وشركة لونغزو لخدمات الحقول النفطية، اللتين استفادتا كثيرًا من إطلاق أعمالهما في وقت مبكر في الإمارة"، مشيراً إلى أن الشارقة تعتبر محطة عمل مميزة، قادرة على صناعة فرص عمل مثالية، قادرة على الاستمرار على المدى البعيد.
وأوضح القنصل السنغافوري في دبي، أن الشارقة تعتبر منصة صناعية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن هذه النقطة تحديداً ستلعب دوراً حاسماً في جذب المزيد من الشركات السنغافورية للعمل في الإمارة.
من جهته، ألقى مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، كلمة رحب فيها برجال الأعمال السنغافوريين، مستعرضًا واقع بيئة الاستثمار ومناخ الأعمال في إمارة الشارقة.
وقال «السركال»: تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات متميزة جداً مع سنغافورة في شتى المجالات، لاسيما الاقتصادية منها، كما أن البلدان يمتلكان العديد من الصفات المشتركة، كونهما مركزان ماليان رائدان في منطقتيهما، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمامهما لتعزيز التعاون القائم بينما، واستثمار الفرص الكامنة في مختلف المجالات.
وأضاف «السركال»: تنظر الشارقة إلى التجربة السنغافورية بعين الاحترام والتقدير، ولطالما استفدنا كثيراً منها في تطوير أعمالنا، وتحسين أساليب جذب الاستثمارات، لكن مع مرور الزمن ازدادت تجربة الشارقة عمقاً، لاسيما مع الاحتكاك المتواصل بالتجارب الاستثمارية حول العالم، وأصبح للشارقة أسلوبها الاستثماري والاقتصادي الفريد، واليوم نريد أن نطلعكم على تجربة الشارقة الاقتصادية المتميزة.
وقال دريك تينغ، رئيس مجلس الأعمال السنغافوري،: بدأ مجلس الأعمال السنغافوري تطوير علاقات استثمارية بناءة مع «شروق» في العام الماضي، واستمرت علاقاتنا في النمو منذ ذلك الحين؛ وفي الحقيقة، تعتبر الشارقة وجهة جاذبة للشركات السنغافورية كونها تتمتع ببنية تحتية متطورة وارتباط واسع مع مختلف الأسواق العالمية عبر منافذها البحرية والجوية، ما يدعم استدامة الأعمال بالنسبة للشركات السنغافورية في الشارقة.
وأضاف «تينغ»: أتوجه بالشكر لكل من غرفة تجارة وصناعة الشارقة و«شروق» على جهودهما الكبيرة في تمكين العلاقات الاقتصادية مع مختلف الشركات السنغافورية، وتوفير الدعم لها في جميع الأوقات، كما أشكرهما على تنظيم هذا الملتقى الناجح.
وفي أعقاب الكلمات الترحيبية، شاهد المشاركون في الملتقى، فيلماً ترويجياً قصيراً، استعرضت فيه «استثمر في الشارقة» حقائق عن الواقع الاقتصادي والاستثماري في الإمارة، والعوائد التي حققتها قطاعاتها الحيوية، وفرص النمو المتوقعة مستقبلاً لتلك القطاعات.
وتضمنت أعمال الملتقى جلسة حوارية بعنوان «فرص الاستثمار في الشارقة» تناولت القطاعات الواعدة في الإمارة، التي تشهد نمواً في الاستثمارات والطلب الاستهلاكي في الشارقة، وطبيعة الفرص الكامنة فيها، في حين سلطت الجلسة الضوء على قصص نجاح شركات سنغافورية في الإمارة.
وشارك في الجلسة كل من محمد المشرخ، مدير مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي «استثمر في الشارقة»، ومحمد سالم المحمود، المدير التجاري لهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، وخالد عيسى، الرئيس التنفيذي للتطوير في شركة الشارقة للبيئة «بيئة»، وعادل نونيس، مدير الشحن لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في قسم الشحن التابع للخطوط الجوية السنغافورية، ولي يزيا، مدير قطاع الخدمات اللوجستية في شركة «لونغزو لخدمات الحقول النفطية» السنغافورية؛ وأدار الجلسة ويلسون تشان، نائب رئيس مجلس الأعمال السنغافوري، رئيس شركة «إس تي» للخدمات اللوجستية.
وقال محمد المشرخ، نائب مدير مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي «استثمر في الشارقة»: تعتبر الشارقة موطن فرص استثمارية لا تقدر بثمن بالنسبة للشركات السنغافورية، يدعمها تمتع الإمارة ببيئة أعمال مثالية قادرة على جذب الأعمال، ومن هذا المنطلق، سعينا في «استثمر في الشارقة» من خلال هذا الملتقى إلى تعريف رجال الأعمال السنغافوريين بمزايا الاستثمار في الإمارة ضمن مختلف قطاعاتها، لاسيما السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية والنقل، والعقارات، والصناعة، والتنمية البيئية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية القائمة وزيادة استقطاب الاستثمارات السنغافورية في الشارقة، وسنعمل بكل تأكيد على مساعدتهم لتأسيس أعمالهم وشركاتهم في الإمارة.
وأضاف «المشرخ»: تقع سنغافورة على مسافة تقارب 7 ساعات طيران من الشارقة، ما يجعلها ضمن نطاق طيران يشمل ثلثي سكان العالم انطلاقاً من الشارقة، وهذا الموقع الاستراتيجي المهم للإمارة، يفتح المجال واسعاً أمام الشركات السنغافورية الرامية إلى التوسع بمنتجاتها نحو الأسواق الأفريقية والأوروبية من الشارقة، ويدعم هذا أيضاً وجود بنية تحتية متطورة للغاية في الإمارة، وشبكة خدمات لوجستية متكاملة تضم مطاراً حديثاً وثلاثة موانئ تقع على الخليج العربي والمحيط الهندي، ما ينوع خيارات التصدير المتاحة ويقلص مدة الشحن اللازمة للبضائع لمدة تراوح بين يومين وأربع أيام، ما يعني مزيداً من الدعم لأعمال الشركات السنغافورية العاملة في الشارقة، وتلك الراغبة في التوسع إليها.
وأوضح «المشرخ» أن قطاع السياحة والفنادق يضم العديد من الفرص القيمة أمام الشركات السنغافورية، حيث تبلغ نسبة النمو في عوائد الفنادق 13٪ سنوياً، ما يفتح الباب واسعاً أمام المشاريع الجديدة في قطاع الضيافة، كما أن لدينا وجهات سياحية رائدة مثل، واجهة المجار المائية، والمنتزه، ومليحة للسياحة البيئية والأثرية، وغيرها الكثير، والشارقة ترحب دائماً بالشراكات المثمرة والبناءة، لاسيما مع المستثمرين السنغافوريين.
وأكد «المشرخ» أن الشارقة تمتلك 22 منطقة حرة، توفر العديد من المزايا والتسهيلات للمستثمرين، مثل التملك الكامل لرأس المال، وعدم وجود قيود على التحويلات المالية الخارجية، وتسهيلات تتعلق بإجراءات العمل اليومية، وقد أعلنت الشارقة أخيراً عن ثلاثة مناطق صناعية تخصصية رائدة، هي: مدينة «شمس» الإعلامية الحرة، والمدينة الحرة لقطاع النشر، التي تعتبر من نوعها في الشرق الأوسط، ومدينة الخدمات الصحية.
وقال محمد سالم المحمود، المدير التجاري لهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي: تتمتع «حرة مطار الشارقة»، التي تعتبر المنطقة الحرة الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، بمرافق فريدة وخدمات وتسهيلات رائدة للمستثمرين ورجال الأعمال، جعلت منها منطقة جذب رئيسة للشركات، واليوم أصبحت «حرة مطار الشارقة» مقراً لأكثر من 8000 شركة من 160 دولة، وما زال النمو يتواصل.
وأضاف «المحمود» أن حرة المطار تضم تقنيات صناعية متطورة، ومستودعات مجهزة لتأمين الحماية لمنتجات التجار، لاسيما تلك التي يسهل تؤثرها بالعوامل الجوية؛ وبموقعها المجاور لمطار الشارقة الدولي، فإن المنطقة توفر لشركاتها خيارات لشحن المنتجات والبضائع عملية وسريعة جداً، ما يشكل دعماً رئيساً للأعمال.
واستعرض خالد عيسى، مدير المبيعات في شركة الشارقة للبيئة «بيئة»، فرص الاستثمار المميزة التي توفرها إمارة الشارقة في مجال البيئة وإعادة تدوير المخلفات.
وقال «عيسى»: تمتلك الشركات السنغافورية تكنولوجيا صناعية متطورة وتجربة رائدة في مجال إعادة تدوير المياه والمخلفات، ويكفي أن نعلم أن سنغافورة تعيد تدوير 100٪ من مياه الصرف الصحي وتحيلها مرة أخرى إلى مياه قابلة للشرب، وهناك العديد من الشركات السنغافورية العاملة في مجال تدوير المخلفات والنفايات تمكنت من تحقيق شهرة عالمية واسعة في هذا المجال، وأعتقد بأن عملنا معاً في هذا المجال من شأنه إحداث نقلة نوعية في واقع القطاع محلياً وإقليمياً.
وأضاف «عيسى»: تنتج الشارقة نحو مليوني طن من المخلفات سنوياً، وقد نجحت «بيئة» في إعادة تدوير 75-70٪ منها، ونعمل حالياً على مشروعين جديدين في هذا المجال، يقومان على إنتاج الطاقة من المخلفات غير القابلة لإعادة التدوير، حيث نسعى في النهاية إلى تحقيق هدفنا الاستراتيجي المتمثل بإرسال 0٪ نفايات إلى المكبات، وإعادة تدوير 100٪ من مخلفات الشارقة بحلول عام 2020.
وأكد عادل نونيس، مدير الشحن لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في قسم الشحن التابع للخطوط الجوية السنغافورية، أن عمل الشركة انطلاقاً من المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، سهل بشكل كبير دخولنا إلى أسواق دول المنطقة، لاسيما وأن الشارقة تعتبر ثاني أكبر وجهة للشحن الجوي المنطقة، مشيداً بالتسهيلات الكبيرة التي حصلت عليها الشركة في «حرة المطار»، والتي شكلت دعامة حقيقية لنا.
بدورها، قالت لي يزيا، مدير قطاع الخدمات اللوجستية في شركة «لونغزو لخدمات الحقول النفطية» السنغافورية، إن شركتها التي تتخذ من المنطقة الحرة بالحمرية مقراً، لاقت في الشارقة منذ افتتاحها في العام 2009 بيئة مرحبة وداعمة للأعمال، حفزت الشركة على ضخ المزيد من الاستثمارات في مرحلة لاحقة، داعية الشركات السنغافورية إلى الاستفادة من التسهيلات التي تتيحها الشارقة للمستثمرين الأجانب، من خلال افتتاح مقار أعمال وفروع لها في الشارقة.
وفي نهاية الجلسة، وجه الحضور عدداً من الأسئلة إلى المشاركين في الجلسة الحوارية، واطلعوا منهم على المزيد من التفاصيل حول طبيعة الفرص الاستثمارية في الشارقة ومزايا العمل فيها، وحصلوا على إجابات وافية حول تساؤلاتهم عنها.