«موزة» ليست الأولى بجانب أهرامات السودان.. قطر والإخوان إيد واحدة
الأربعاء، 22 مارس 2017 03:01 م
شهدت الأيام الأخيرة أزمة إعلامية ما بين مصر والسودان، وذلك بعد ما قامت به الأخيرة من هجوم على مصر والتشكيك في حضارتها، وإحياء الحديث عن أزمة ملكية «حلايب وشلاتين» إلى السودان، ذلك الأمر الذي لا يُستوعَب ماهيته وأسبابه مع الوهلة الأولى، ولكن بمُتابعة الأخبار من خلال بعض المواقع السودانية، وأيضًا ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولاسيما «تويتر»، سريعًا ما تُدرك أن الأمر ليس عشوائيا.
الحديث عن علاقة قطر بالأمر، حيث زيارة الشيخة موزة والدة الشيخ تميم، إلى السودان منذ أيام، وانتشار صور زيارتها لأهرامات السودان، في منطقة مروى التاريخية للإطلاع على أهرامات البجراوية، والتي يقوم بترميمها المشروع القطري السوداني للآثار؛ انتشر بشكل كبير عبر الكثير من المواقع بالإنترنت.
ويبدو أن ذلك الأمر لا يأتي من فراغ، خاصة أن تاريخ مُهاجمة قطر لمصر لا يخفى على أحد منذ أحداث ثورات الربيع العربي في عام 2011.
ومن اللافت للانتباه أن انتشار صور «موزة» في زيارتها للأهرامات، لم يُكن الأول منذ بداية العام الجاري، حيث شهدت السودان زيارة الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، عائدًا من تركيا مُباشرة؛ بهدف المُشاركة في فعاليات جائزة «الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي» في دورتها السابعة، والتي قدم خلالها ورقة بعنوان «مآلات وآفاق ثورات الربيع العربي».
ويُعرف «المرزوقي» بانتمائه لجماعة «الإخوان» الإرهابية ومُساندته للرئيس الأسبق المعزول محمد مرسي، مُطالبًا إطلاق سراحه، كما تحدثت عدة تقارير إعلامية منذ عام 2015، عن عمله كمستشار لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، ومُهاجمته لمصر في جميع المحافل الدولية.
أيضًا تنتظر السودان بحسب تعميم صحفي حصلت وكالة «سبوتنيك» الروسية على نسخة منه، زيارة مُرتقبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلنت عنها وزارة التجارة السودانية، بهدف إكمال اتفاق الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، الذي تم في الفترة من 27 إلى 30 ديسمبر الماضي، بالعاصمة التركية، أنقرة.
ويبدو أن محطة السودان تأتي في إطار اهتمام الرئيس التركي باقتحام القارة السمراء، فقد شهدنا جولته الإفريقية التي شملت كُلًا من تنزانيا ومدغشقر وموزمبيق، في يناير الماضي.
وتزامنًا مع ما سبق نرى تركيز إعلامي من قِبَل قناة «الجزيرة» القطرية على الأمر، حيث نشر تقارير تخُص الجانبين، وأزمة «حلايب وشلاتين»، إلى جانب إطلاق استطلاعات رأى مُوجهة عبر حساب «الجزيرة مباشر» على «تويتر». ولا يُعد الأمر غريبًا على الذراع الإعلامي الأشهر لقطر؛ فالجزيرة لم تتوقف يومًا منذ أحداث الربيع العربي، عن مُهاجمة مصر ونظامها الحالي، إضافة إلى إعدادها لأفلام وثائقية تهدف للإساءة إلى الجيش والشرطة المصرية، والتي رأينا منها، فيلم «العساكر»، و«التجنيد الإجباري»، كما يُتداوَل الحديث عن فيلم مُرتقب يتناول ميزانية الجيش والشرطة.
هذا إلى جانب ظهور بعض الحسابات على موقع «تويتر» تعمل على التحريض لإثارة الفتن والوقيعة بين مصر والسودان، شاركت على هاشتاجات بعنوان «#السودان_ام_الدنيا و #السودان_اصل_الحضارة»، تعمل على التحريض لإثارة الفتن والوقيعة بين مصر والسودان، من خلال تروِيج الأكاذيب.
يُذكر أن قطر وتركيا احتوت «الإخوان» واستقبلت عناصرهم الهاربة من مصر وغيرها من الدول التي صنفت جماعتهم بالإرهابية، على مدار الـ6 سنوات الأخيرة، ولازال دعمهما مُستمرًا...