في «عيد الأم».. 3 قصص عن عقوق الأبناء لأمهاتهم
الثلاثاء، 21 مارس 2017 04:58 م
سنوات الشقاء التي تحملتها اﻷمهات في خدمة وتربية اﻷبناء لم يجدن لها مقابل سوي النكران من اﻷبناء، 3 قصص مأساوية من داخل دار المسنين تروى بالدموع والحسرة، لعقوق اﻷبناء، ولكن يبقي قلب اﻷم كما هو ﻻ يحمل إلا الخير للأبناء، ودعوات صادقة من القلب تدعو لهم بالتوفيق والسداد أينما كانوا.
كان أول لقاء مع «عفاف.م»، 74 عامًا، التي بذلت ما كان من عمرها، لتلقى أسوأ ألوان النكران للجميل والعقوق من قبل أبنائها، والتي روت قصتها بدموع الحسرة قائلة: «عندي 3 أوﻻد، ولم يهبني الله بنتا، وتوفى زوجي وأنا حامل في الشهر الخامس.. وكان يعمل بالمساحة، ولم يترك لنا سوى البيت الذي نسكن فيه، وبضعة قراريط نقوم بتأجيرها».
وأردفت «عفاف»: «خرجت للعمل بعد وﻻدتي بأربعة أشهر، فعملت في مصنع للملابس الجاهزة، وتركت أوﻻدي عند والدتي، ولكن سرعان ما توفيت أمي، واضطررت لترك العمل لرعاية ابنائي».
وتابعت: «قمت ببيع الثلاث قراريط، وعملت مشروع صغير يدر عليٌ ربحًا معقولًا، وأسندت إدارته لشقيقي اﻷصغر وتفرغت لأولادي، وكبر أولادي وأنهوا تعليمهم الجامعي، اثنين في كلية التجارة، والثالث حاصل علي بكالوريوس هندسة، وأراد الله لهم الخير، فسافر ابني اﻷوسط لبلد عربي عن طريق والد صديقه، وبعدها بعدة شهور أخذ شقيقه اﻷكبر، أما ابني الصغير فقد تزوج من أبناء أحد المقاولين الكبار في مدينة ساحلية، وذهب ليسكن هناك وتركني وسبقه شقيقاه في الزواج، ولكن لم أحضر زواجهما ﻷن زوجاتهما قد سافرن بملابس الزفاف».
وواصلت «عفاف»، انقطعت اتصالاتهم شيئا فشيئا وكلما حاولت ااتصال بهم ﻻ أجد رد، فذهبت إلى ابني اﻷصغر في تلك المدينة الساحلية، وعندما رآني تجهم وجه وسلم بطرف يده وقابلتني زوجته مقابلة باردة. وأردفت: «رجعت من حيث أتيت وقلبي يكاد ينفطر من فرط اﻷلم، ﻷعود لمنزلي مريضة طريحة الفراش لعدة أيام وكان التشخيص السكر وجلطة بالقدم».
ولم يتوقف اﻷمر عند ذلك، ولكن بعد عدة شهور جاء ابني ليبيع البيت بعد أن اتفق مع أشقائه على اقتسام حقه، ووجدت نفسي في الشارع، وفي ذلك الوقت توفي شقيقي في حادث ولم أجد من الجأ إليه، وجاء بي أهل الخير إلى هنا، وهم من يقومون بدفع كل التكاليف».
لم تختلف قصة «ليلى.ع»70 عامًا، كثيرا، حيث تقول: «أنا مش زعلانة عشان تركوني، ﻻ أنا خايفة عليهم من عقاب ربنا، ترملت في عمر 28 عامًا، وكانا أوﻻدها ما يزالا في المرحلة اﻹعدادية».
وتضيف «ليلى»: «زوجي كان موظفًا كبيرًا وميسور الحال، لذا لم أجد مشقة في اﻹنفاق عليهم، فكنت ﻻ أحرمهم من شئ وكبرا حتى صارت ابنتي شابة يافعة، وتخرجت من كلية التربية، وهاجرت مع زوجها منذ سنوات طويلة، وكل شهر أسمع صوتها، وأحيانًا كل شهرين، أما ابني فقد تزوج بعد أن بنيت له بيتًا فسيحًا، ولكن انقطع عن زيارتي بسبب خلافات بيني وبين زوجته، وحاولت مرارًا أن أكلمه وأطلب منه زيارتي، ولكن زوجته بادرتني (إنسيه) خالص، وياريت تنسينا بلاش تخربي عليه».
وأردفت: «ذهبت لوالدة زوجة ابني، وقصصت عليها القصة، وطلبت منها التوسط لدي ابني، وبالفعل لم يعجبها تصرفات ابنتها، ولكن لم يمهلها القدر لذلك، فقد أصيبت هي وزوجها وابنتها في حادث، وتوفت هي وابنتها، وبقي زوجها يعاني من كسور عدة شهور كاملة قاربت علي السنة، وبعد أن استرد عافيته طردني من المنزل بحجة أني السبب في اغضاب زوجته الراحلة».
وقالت «ليلى»، إن ابنها خسر تجارته وباع كل شئ ليلحق بشقيقته ومرت السنوات وعانت من أمراض الشيخوخة المبكرة، فقامت ببيع منزلها الذي اشتراه زوجي باسمها قبل وفاته بسبب ما تعانيه ليودي بها الحال السيئ إلى دار المسنين بسبب العقوق والفقر والمرض.
أما «سنية.ق»، 72 عامًا، فتقول: «لم أنجب غيره، وكان كل حياتي وأملي في الحياة، زوجته مبكرًا حتى أفرح بأوﻻده، وعشت معه في منزل، واحد وكانت زوجته نعم الابنة، لكن الجحود كان من جانب ابني».
وتابعت «سنية»، عن عقوق نجلها: «كان يضربني ﻷتفه اﻷسباب، وكانت زوجته تنهره بشده، ولكن كان يبرحها ضربا فتركت المنزل، وذهبت لأهلها تطلب الطلاق، فقد كان سئ الخلق، وكان يحبس عني الطعام، وبعد فتره قامت زوجته برفع قضية خلع وبالفعل خلعته، وتزوج بآخري لتذيقني العذاب ألوان لدرجة انهما كانا يمنعان عني الطعام».
واستكملت: «ذات ليلة تسللت إلى الشارع، وذهبت إلى حيث ساقتني قدماي، ولم أجد مأوي فأنا أيضا وحيدة لوالدين بعد 18عامًا، وتوفيت والدتي، وأنا لم أبلغ العامين، وتوفي والدي قبل وفاة زوجي».
واختتمت «سنية»: «تعرفت على سيدة أعطتني غرفة خارج مسكنها، وعرضت على أن أساعدها في البيع في اﻷسواق ومرت اﻷيام وأنا أتتوق لرؤية ولدي، ولكني خائفة من رد فعله، وذات مره رآني في السوق، ولكن اصطنع عدم رؤيته لي، فبكيت وذهبت إلى البيت طريحة الفراش، و كان أهل الخير ينفقان علىً، وبعدها قام رجل أعمال وجاء بي إلى هنا، ويزورني كل شهر هو وأبنائه، وهم يحملون إلى كل شئ، و أتمنى من الله أن ﻻ يعاقب ابني بعقوقه أنا سامحته، والحمد لله لقيت حد هنا يسأل على».