هدية الأبناء في عيد الأم غرفة بدار المسنين
الإثنين، 20 مارس 2017 07:03 م شيماء النقباسي
أعطو بلا حدود ولكن ما وجدوه هو الجحود، فلذات اكبادهم تركوهم ونسوهم في دور المسنين، الحنان الذي سكبته الأمهات للأبناء لم يجدوه منه في شيخوختهم وعجزهم، أصبحوا مجرد أرقام بدفاتر دور المسنين ينتظرون في لهفة أن يطل عليهم أبنائهم أو بنت كانت أمها تحافظ عليها و تحمل همومها، ماذا حدث في المجتمع المصري انتشار دور المسنين وغياب عطف واهتمام الأبناء، ظاهرة لم تكن تعرفها المجتمعات المصرية، حكايات باكية وجدناها داخل اسوار دور المسنين وأستمعنا إلى جحود الأبناء.
روت الحاجة «ليلى» 75 عاما نزيلة بدار المسنين «لجأت لدار بعد وفاة زوجي الذي كان يعمل لواء بالقوات المسلحة، وانجبت منة ولد وحيد وبعد وفاته أخذت على عاتقي تربية ابني الوحيد وكان في مرحلة الأعدادية وقتها، كانت الأيام تمر على بسعادة حتى تخرج من كلية الشرطة، وكنت دائمًا أطلب منه أن يتزوج لكي اطمئن عليه وأرى أحفادي قبل موتي وافقت أن يتزوج معي في شقتي لم أعلم أن دخول زوجته المنزل سوف تكون نهايتي، أعتقدت أن زوجه نجلي سوف تسعدني وتعاملني معامله حسنة خاصة انني كنت أحبها وأعاملها كأنها ابنتي، ولكنها لم تقدر ذلك فوجئت بها تغير معامله نجلي لي وكان دائم التشاجر معي بدون أسباب، وظليت أعاني من معاملتها السيئة وعندما اشتكي لنجلي كان يتشاجر معي ولم اجد منه غير القسوة والإهانة، وطلب مني أن أعيش في دار المسنين، وافقت على طلبه لكي اخلصه من العذاب الذي يعيشه بسببي وكانت مكافاءتي دار المسنين» ، وبسؤلها عن رسالة توجها لأبنها «قالت: الأم مدرسة إن أعدتها شعبًا طيبا الاعراق وعلية العمل، بما جاء في القراءن والأحديث الشريفة التي نصت وشددت على مكانة الأم ووجوب الأحسان إليها.
وتقول الحاجة «سعاد»: «ولادي رموني في الدار، بعد ما ضحيت بعمري كله وحياتي من أجلهم، وكان رد الجميل أن أعيش في دار المسنين رافضة التحدث عن أسباب وتفاصيل الأمر مكتفية بتوجيه رسالة لهم في عيد الآم، نصها كلة سلف ودين وكما تدين تدان، لكن الحمد لله ربنا عوضني عن حرمان الأسرة بمشرفين الدار وإدارتها وأصدقائي النزلاء، ووصايتي لهم أن يكفنوني بعد مماتي بعيدًا عن أولادي».
الحاجة «نجاة »70 عام تقول: «إنها تسكن في الدار من عام ونصف بعد أن قسى الأبناء عليها منذ وفاة زوجها من 15 عام تحملت فيها الإهانة والتعب من أجل تربيتهم حتى حصلوا على شهادتهم وتزوجوا، وبعدها تركوني وحيدة ولا أحد يسأل عني وتناسوا تماما الأم التي تعبت ودفنت حياتها من أجل أولادها، وتركوني بلا مأوى، مؤكدة إنها فضلت الحياة في الدار بعد ان ضاقت بها السبل، موجهة رسالة لأولادها بقولها حسبنا الله ونعم الوكيل».