عيد الأم فكرة لن تموت برحيل صاحبها..

"مصطفى أمين" تأثر بحكاية أم تركها أولادها واقترح فكرة العيد لرد الجميل

الثلاثاء، 21 مارس 2017 10:00 ص
"مصطفى أمين" تأثر بحكاية أم تركها أولادها واقترح فكرة العيد لرد الجميل
مصطفى آمين
كتبت: هند محمود

منذ لحظة حملها وتصبح لحياتها مسار آخر، فهى تدور فى فلك ذلك الكائن الصغير صاحب اليد العليا فى موعد نومها واستيقاظها، ليأتى يوم تكرم فيه ويرد لها الجميل ويدق جرس مدوى عبر شاشات الإعلام يذكر الأبناء بدورها فى حياتهم، لكن العجب أن تأتى الدعوة للاحتفال بيوم للأم من رجل.

يعود ذلك إلى عام 1943 حينما قام الكاتب الصحفى مصطفى أمين بطرح الفكرة فى كتابة "أمريكا الضاحكة" والتى لم يلتفت لها أحد، وبعد عشر سنوات ذهبت إحدى السيدات إلى مكتبه فى جريدة أخبار اليوم لتروى معاناتها فى تربية أبنائها بعدما توفى زوجها وقد رفضت الزواج مرة أخرى، وحينما بلغوا أشدهم تركوها وحيدة لينغمسوا فى حياتهم ويبخلوا بالسؤال عنها.

تأثر مصطفى أمين بقصة السيدة وبجحود أبنائها، بل كانت دافع بأن يكتب الأخوان مصطفى أمين وعلى أمين فى عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة رد للجميل والتذكير بفضلها، لتنهال الخطابات عليهما تشجعهما، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم، فيما رفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوم واحد فقط.

غرد الأخوان خارج السرب الذى كانت تسير فيه مصر فى تلك الفترة، بفكرة القومية العربية  وهاجمهم البعض  لكنهما أصرا علي الدعوة ، ليصبح يوم 21 من مارس عيدا سنويا  للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للتفتح والصفاء.

نجحت ضغوط مصطفى أمين، وبدأ الاحتفال بعيد الأم فى مصر يوم 21 مارس سنة 1956، وبعد سجن مصطفي أمين عام م 1965  حاولت الدولة تغيير مسمي العيد إلي عيد الأسرة ، لكن الضغط الشعبي حوله ثانية إلي عيد الأم ليصبح علامة في الأعياد المصرية التى تتجمع فيه كل الأسرة وتتلقى فيه الأمهات الهدايا  لتظل فكرة أولاد أمين بعد رحيل أصحابها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق