أسرة الفيروس الغامض تروي لصوت الأمة: ثلاث أفراد ماتوا من الأسرة كلهم أطفال ومش عارفين ماتوا ليه.. ولا مين مسئول
الإثنين، 20 مارس 2017 05:19 م
مات من الأسرة ٣ كلهم أطفال، الأطباء مش عارفين ماتوا ليه، ولا إحنا عارفين، ولا عارفين كمان مين مسئول عن موتهم، بهذه الكلمات بدأ محمد رضا، أحد أفراد عائلة الفيروس الغامض، الذي توفت ابنته ملك ذات العامين وأربعة أشهر في مستشفي حميات إمبابة.
يروي محمد رضا الثلاثيني وصوته يرتجف من الحزن قصة العائلة التي باتت تحمل اسم أو ربما لقب لا يعرفون لماذا اطلق عليهم «أسرة الفيروس الغامض» يقول: بدأ الموضوع يوم ٦ نوفمبر اخي علي رضا أصيب بقيء وإسهال شديدين توجهنا به إلى مستشفى كوبري القبة وشَخِصوا الحالة على أنها نزلة معوية استمر الأمر لمدة ١٥ أو ٢٠ يوم تقريبا نفس الأعراض وبعدين اختفت الأعراض بعد حصوله على أدوية، لكن العدوى انتشرت منه إلى العائلة بالكامل زوجته نرمين وأطفاله الإثنين طفل ٧ أشهر ولوجين ٣ سنين وهي مازالت محتجزة بمستشفى الجلاء العسكري.
يسود الصمت قليلا، يلتقط «محمد» أنفاسه ويكمل، أصيب والدي وحماة اخي علي رضا وزوجته وأولاده الذين ذكرتهم، تم حجزهم بمستشفى إمبابة للحميات بنفس الأعراض قيء وإسهال مستمر، الأطباء شخَّصوا الحالات على أنها نزلة معوية أهملونا في البداية ولكن عندما اكتشفوا أن المرض لا يعرفون سببه ولا اسمه وقاموا بعمل فحوصات طبية كثيرة لا نعرف سببها، خرجت نرمين زوجة اخي ووالدي وحماته بعد زوال الأعراض ولكنها عادت مرة أخرى لنرمين زوجة علي اخي، واحتجزوها مرة أخرى وخرجت بعدها، ولكن الأطفال أولادها وأيضا ملك بنتي أصيبت بنفس الأعراض نقلتها للمستشفىن لكن بعد ٨ ساعات فقط من القيء والإسهال دخلت في غيبوبة تامة ثم توفت ولم يعرف الأطباء السبب، ورغم ذلك كتبوا سبب الوفاة تسمم في الدم وإلتهاب رئوي، رغم أن الصحة بتقول مش عارفين السبب!
تتحدث نرمين زوجة علي رضا، تعرضت للاصابة بالفيروس الغامض ودخلت المستشفى مرتين وخرجت، في حين توفي ابني الصغير الذي لم يكمل ال ٧ شهور، مات وملحقش يشوف الدنيا بنفس الأسباب والأعراض مكملش يومين في المستشفي وتوفي، وكمان بنتي لوجين مصابة بنفس الفيروس ومحجوبة دلوقتي فمستشفى الجيش، وكل يوم يقولولنا انتظروا أي نتيجة وادعولها، وخليكوا جاهزين لكل التوقعات لأننا مش عارفين عندها أيه، بقالها أكتر من ٤٠ يوم محجوزة وفي غيبوبة تامة ومحدش عارف هتعيش ولا، قليل من الصمت تنهمر الدموع تردد كلمة واحدة «يارب.. يارب».
تستعيد هدوئها وتكمل، عايزين حد يتدخل وينقذ بنتي، لو هما مش عارفين يعالجوها أو يعرفوها عندها ايه، ياريت يفسرونها برة ياريت الرئيس عبد الفتاح السيسي يتدخل ووزير الصحة عايزينها تتعالج وترجع كفاية، أخوها مات مش عايزينها تروح مننا كمان، ياريت يسمعونا وينقذوا لوجين هي الوحيدة اللي فاضله فالمستشفي.و
تقول «نرمين»، والدة لوجين، الطفلة صاحبة الثلاث سنوات المحتجزة بمستشفى الجلاء العسكري، لوجين دخلت المستشفى يوم ٦ فبراير الماضي بنفس الأعراض قيء وإسهال شديد قالولنا نزلة معاوية تاني، ولما قلت للدكتور دي نفس الأعراض اللي توفي بيها اخوها الصغير، احتجزوها وقالولنا فيروس غامض كانت لِسَّه كويسة شوية، متابعىة:وضعوها على جهاز التنفس قلبها توقف ٢٥ دقيقة وأعادوها النبض تاني بس دخلت في غيبوبة ومن ساعتها وحالتها زي ما هي مفيش أي تحسن ومفيش أي جديد الأطباء عايزين يقولوه ومش عارفين نعمل أيه ولا نروح فين.
ويعاود محمد رضا الحديث، إحنا حياتنا اتبهدلت ومش عارفين نعمل أيه، ياريت يهتموا بالبنت اللي فاضلة ويقوللنا أيه الحكاية ولو عايزين يساعدونا يسافروا لوجين تتعالج بره، هما أكيد هيعرفوا أيه المرض أو الفيروس وممكن يعالجوها هناك، بدل ما إحنا هنا مش عارفين نوصل لحاجة، متابعا: كل يوم والتاني يأتي لنا الدكتور أحمد يعقوب من الطب الوقائي بوزارة الصحة يأخد عينات ويقوم بعمل مسح طبي لنا ولأهلنا