السيد ياسين.. لم تكسره نكسة 67 وحارب الإخوان حتى النهاية

الأحد، 19 مارس 2017 08:14 م
السيد ياسين.. لم تكسره نكسة 67 وحارب الإخوان حتى النهاية
السيد ياسين
كتبت- أمل غريب

بعد صراع طويل مع المرض، استيقظ مجتمع المثقفين والسياسيين على خبر رحيل، مؤسس علم الإجتماع السياسي الباحث الدكتور السيد ياسين، مؤسس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومدير المركز العربي للبحوث والدراسات.

وكان السيد ياسين واحدا من أشد الفاضحين لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، لمعرفته الوثيقة بمذهبهم الفكري والعقائدي الذي اعتمد على المذهب الميكافيلي، فكان الرجل أحد أعضاء التظيم عام 1950، وهو العام الذي مثل خطوة فارقة في عمره وكان لها أثر بالغ في بناء شخصيتيه وفي تكوينيه، ففي هذا العام استطاع أحد زملائه بالمدرسة أن يضمنه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وسرعان ما أصبح أخًا، وكان نشيطًا وحيويًا وموضع انتباه من الإخوة، وقد أمل فيهّ الكثيرون الخير على هذا الطريق، وعلى ذلك فقد رشح ليكون دارسًا في مدرسة الدعاة بشعبة محرم بك في العطارين بالإسكندرية، وكان المشرف على المدرسة شيخًا أزهريًا ضريرًا يعمل مدرسًا في المعهد الديني بالإسكندرية.

درس السيد ياسين في هذه الفترة القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والسيرة في مدرسة الدعاة، كما درس المذاهب السياسية المعاصرة، وطالع في هذه الأثناء كتابات أبي الحسن الندوي وسيد قطب والشيخ الغزالي، إلى أن تعرف على أحد المشايخ الأزهريين ، وكان ضريرا وأختارني لأكون قارئًا مستديمًا له، وهي الفترة التي مكنته من الإطلاع على وقراءة كل مناهج كطتب الأزهر، وتخرج في مدرسة الدعاة خطيبًا إسلاميًا معتمدًا، وكان يمارس الخطابة باقتدار في مساجد الإسكندرية، حسب التكليفات التي تصدر من قبل الإخوان المسلمين وكان تقليد الإخوان تنمية القدرة على الارتجال المدروس.

وسرعان ما بدأ الجفاء بينه وبين الإخوان، إذ بدأ في النضوج فكريا، وتميزت تلك المرحلة من حياته بكثرة الإطلاع، كما انضم إلى كلية الحقوق، وسرعان ما اكتشف عالم طه حسين، وانكب على دراسة الحقوق التى يقول إنه دخلها بالصدفة، بعد أن نجح بمعجزة فى الثانوية العامة، وتأثر بكتابات الدكتور حسن صادق المرصفاوي أستاذ القانون الجنائي.

وبعد فترة وجيزة، أكتشف السيد ياسين التناقض الفكري بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فانفصل عنها تدريجيا بعد التحاقه بكلية الحقوق، وحين أعلن المعهد القومي للبحوث الجنائية عن حاجته إلى باحثين من خريجي كليات الحقوق والآداب، تقدم للمسابقة واجتاز الإختبارات وأمضى 18 عامل رئيسا للمركز.

 سافر السيد ياسين إلى فرنسا لإعداد رسالة الدكتوراة في القانون، لكنه أكتشف بعد عاما ونصف أنه لديه ميول لدراسة علم الجتماع، ليبدأ رحلته الطويلة في علم الاجتماع السياسي.

في عام النكسة 1967 عاد الرجل إلى مصر، والذي كان حافزا قويا له، فهذا جيل لم يخضع لإنكسار النكسات، فقرر دراسة المجتمع الإسرائيلي بشكل علمي وبحثي، فانضم إلى معهد  الدراسات الفلسطينية والصهيونية بجريدة الأهرام عام 1968، إلى أن أسس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية عام 1975 وظل يرأسة حتى عام 1994، كما شغل عضوية المجلس الأعلى للثقافة، وظلت مقالاته الأسبوعية تنشر في جريدة الأهرام، تدوي على مدار التسعينات والألفينات، كرث أغلبها للتحذير من مخاطر الفكر الإخواني وسيطرته على الشباب والجامعات والمنابر، من بينها «بين التطرف الإسلامي والهيمنة الغربية التطرف الأيديولوجي والاضطراب العالمي الأيديولوجيات السياسية بين القبول والرفض ، ممارسة النقد الذاتي المعرفي، المسؤولية الأميركية عن الإرهاب المعولم، الإمبراطورية والإرهاب المعولم 11 سبتمبر وبنية النظام العالمي».

 أصدر السيد ياسين، عدد من المؤلفات الهامة التي اثرت علم الاجتماع السياسي ومنها «الشخصية العربية بين تصور الذات ومفهوم الآخر، مصر بين الأزمة والنهضة، أسس البحث الاجتماعي، تحليل مفهوم الفكر القومي، السياسة الجنائية المعاصرة، دراسات في السلوك الإجرامى، وغيرها من المؤلفات الهامة».

وخلال مسيرته، نال العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها وسام الاستحقاق الأردني من الطبقة الأولى عام 1992، ووسام العلوم والفنون والآداب عام 1995، وجائزة أفضل كتاب في مجال الفكر من معرض القاهرة الدولى للكتاب 1995، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة