يوسف القرضاوي.. كاهن السلطان «أردوغان»
الأحد، 19 مارس 2017 04:40 م
لم يخف على أحد توُجهات الداعية الهارب من أحكام القضاء المصري، الشيخ يوسف القرضاوي؛ الموالية لجماعة «الإخوان» الإرهابية، والمُتطرفين من الإسلاميين، ذلك الأمر الذي يبدو واضحًا منذ أحداث ثورات الربيع العربي، عبر فتاويه وحسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر.
«القرضاوي» هارب يقطُن الدوحة، مُحتميًا بالجنسية القطرية، وعائلة آل ثاني؛ فهو مُقرب لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووالده؛ يُدافع باستماتة عن جماعة «الإخوان»، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مُستمرًا في الهجوم على مصر ونظامها الحالي.
مواجهة الاتحاد الأوروبي
وأصدر «اتحاد علماء المسلمين» الذي يرأسه- اتحاد القرضاوي، منذ أيام فتوى جديدة تهدف لمُساندة «أردوغان» في موقفه تجاه دول الاتحاد الأوروبي، حيث تصاعُد حدة التوتر بين أنقرة وعدد من الدول الأوروبية على مدار الأسبوعين الماضيين، بسبب منعهم لوقفات وتجمُعات مؤيدة للرئيس التركي، والتعديلات الدستورية، المُقرر الإستفتاء عليها إبريل المُقبِل.
ذلك الأمر الذي تسبب في حالة من الجدل في الأوساط العربية، لاسيما مصر وعدد من دول الخليج؛ فلم تكُن تلك هي المرة الأولى التي يُساند فيها «القرضاوي» الرئيس «أردوغان» علانية، مُصدرًا هو ومجلسه فتوى في صالح الرئيس التركي وسياساته.
الخروج على «أردوغان» حرام
وفي يوليو من العام الماضي، أرسل الداعية الهارب، ببرقية يُهنئ فيها «أردوغان» بفضل مُحاولة الإنقلاب عليه، مؤكدًا على تضامنه معه، قائلًا عبر حسابه الرسمي على تويتر: «من رسالتي للرئيس أردوغان: الله معك، وكل الأحرار في العالم معك، ونحن علماء الأمة الإسلامية معك، والملائكة بعد ذلك ظهير»، مُضيفًا «كلنا معك لأنك مع الحق ضد الباطل، ومع العدل ضد الظلم ومع الشعوب ضد المُستبدين، ومع الحرية ضد الجلادين.. سر في طريقك المستقيم؛ لتقود الناس الحق وتدعوهم إلى الرشد وتنصر المستضعفين، وتؤيدالمُضطهدينونحن معك».
كما ظهر عبر قناة «TRT» التركية، مُعقبًا على أحداث تركيا في منتصف يوليو الماضي، قائلًا: «تركيا لها مشروعات عظمى ونجحت في السنوات الماضية، وستنجح مُستقبلًا بإذن الله». وقال الأمين العام للإتحاد، القرة داغي: «الخروج على الولاية الشرعية المُنتخبة هو عمل مُحرم ومن الكبائر»، مُضيفًا: «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بمحاولة الانقلاب في تركيا ويفتي بأنه خروجٌ على الولاية الشرعية المنتخبة، وأنه عملٌ محرم ومن الكبائر».
دعم أنقرة في مُواجهة موسكو
فيما دعا «الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، جميع المسلمين، في ديسمبر من عام 2015، إلى دعم الإقتصاد التركي، إثر العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا، في إطار توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة إثر إسقاط الأخيرة للمقاتلة الروسية «سو 24» على الحدود التركية السورية. وقال البيان الصادر حينها عن الإتحاد: «يدعو الإتحاد منظمة التعاون الإسلامي، وكافة الدول الحرة لمساندة تركيا في مواقفها، ويُطالب الاتحاد العرب والمسلمين جميعًا بالوقوف مع تركيا، وتأييدها ودعمها بكافة ألوان الدعم والتأييد، وندعو الله أن يلهم الرئيس المؤمن أردوغان ورئيس وزرائه الأمين أوغلو الحكمة والسداد لنصرة الحق، والعمل لخير الإسلام والمسلمين، والإنسانية جمعاء».
الملائكة وجبريل مع «أردوغان»
وفي أغسطس من عام 2014 ، أشار «القرضاوي» بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية الرابعة للإتحاد في تركيا، إلى تنبأه بنجاح «أردوغان» في مهمته كرئيس للبلاد، مُرجعًا السبب إلى أن «الله والملائكه وجبريل معه»، مُضيفًا عبر مُقابله له بإحدى القنوات التركية: «أن تركيا الحديثة هى أمة تجمع بين الدين والدنيا وبين الأصيل والمُعاصر وبين العربي والعجمي، كما أنها تجمع الأمة من آسيا وأمريكا وأوروبا، وكل مكان»، بحسب وصفه.
الأكراد إرهابيون
كما خيب «اتحاد القرضاوي» في يوليو من عام 2010، آمال الأكراد، حيث ما أصدره من بيان، جاء فيه اتهام صريح لقيادة الثورة الكردية في كردستان الشمالية بأنها إرهابية، الأمر الذي يُعد أحد مظاهر مُساندة «تركيا أردوغان».
وتواصل الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، اليوم الأحد، نظر الدعوى المُطالية بإسقاط الجنسية عن الداعية المصري الهارب بقطر، الشيخ يوسف القرضاوي.
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعقد آمالًا وطموحًا على الاستفتاء على التعديلات الدستورية، المُقرر أن تشهدها تركيا في 16 من إبريل المُقبِل، لما ستُحققه له من سلطات مُطلقة.