محمد ثروت يكتب : أحزاب بير السلم
السبت، 18 مارس 2017 01:16 م
الأحزاب الكرتونية التي نشأت قبل أو بعد ثورة 25 يناير 2011 لا وجود لها فى الشارع المصري ، فقد تحولت إلى مجرد لافتات على مقرات أو أحزاب بلا مقرات أصلا نتيجة رفع الدعم عنها ، ولم نسمع لها صدى فى برلمان أو رأيا فى قضية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، بل أصبحت حبرا على ورق تقدم للعالم على موقع الهيئة العامة للاستعلامات ، وكأن مصر بها أحزاب كثيرة فاعلة مثل نظيرتها الموجودة فى أوروبا وآسيا وأفريقيا ودول العالم الأول والثالث .
لقد تحولت ظاهرة الأحزاب الصغيرة إلى هوامش على دفتر الحياة السياسية ، فلا وجود لها في الشارع ولا يعرف المواطن أسماءها أو أسماء رؤساءها ولا برامجها .
إن التعددية ليست مظاهر أو أشكال وهمية بل واقع وتفاعل ومشاركة فى الحياة السياسية وائتلافات وتكتلات تصل إلى البرلمان ولقاءات جماهيرية لمناقشة مشاكل وهموم الوطن والمواطنين .
أتذكر كيف كانت الأحزاب الصغيرة أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك مثل حزب الأمة ورئيسه المرحوم أحمد الصباحي عوض الله بطربوشه المميز ، كان يقوم بقراءة الكف وتفسير الأحلام ، مما جعله موضع سخرية الصحف فى ذلك الوقت ، ورغم ذلك كان حزب الأمة يشارك فى اللقاءات الجماهيرية وله مرشحون في الانتخابات المحلية والبرلمانية .
أما أحزاب اليوم الصغيرة فهى أحزاب كرتونية وكيانات وهمية ، لم نسمع لها رأيا فى قضايا الإرهاب أو ارتفاع الأسعار والبطالة والأزمات الاقتصادية ولم نرى لقيادتها جولات فى محافظات وقرى ونجوع مصر لمناقشة مشاكل الجماهير ، كما كان يفعل حزب الوفد فى عصره الزاهر أيام فؤاد باشا سراج الدين وحزب العمل أيام المهندس إبراهيم شكري وحزب التجمع أيام خالد محي الدين وحزب الأحرار أيام مصطفى كامل مراد .
هذا هو حال الأحزاب الصغيرة أما الأحزاب المسماة كبيرة فهى تعانى الانشقاقات والصراعات على الزعامة مثل تلك التى نراها فى أحزاب المصريين الأحرار والدستور أو الغياب عن الشارع ولكل حادث حديث وتفصيل لا تكمن فيه الشياطين .