على طريقة «عسل أسود».. باسبور أمريكا ينقذ مواطنا من يد المخبرين في المنيا
الأحد، 19 مارس 2017 12:00 م
على ما يبدو أن الجنسية الأمريكية أصبحت كلمة السر للخروج من أي مأزق أو ورطة قد يقع فيها أي شخص داخل الأراضي المصرية.
فالواقع والحقيقة يؤكدان أنك كمواطن مصري يجب أن تكون مواطنًا وبجانبك مسمى آخر مثل مواطن ضابط أو مواطن قاضي أو مواطن وزير أو مواطن حاصل على جنسية، للحصول على حقوقك كاملة في تلك الأرض المباركة.
منذ عدة أيام تعرض المواطن «كيرلس عفت»، لمأساة حقيقة على يد مٌخبرين بقسم شرطة أبو قرقاص بقرية أسمنت المنيا، حيث قاما بمحاولة ابتزازه عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، للحصول على مبلغ مالي، لعدم تلفيق أي قضايا له في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها الدولة المصرية.
البداية، كانت بوصول «كيرلس»، مصري، حاصل على الجنسية الأمريكية، إلى الأراضي المصرية بعد غياب دام عدة سنوات، إلا أنه لم يستغرق 48 ساعة في محافظة المنيا، حيث مسقط رأسه، ففوجئ باثنين من المخُبرين التابعين لقسم شرطة أبو قرقاص، يطلبا الحديث معه لبضع دقائق، وبالفعل استجاب كيرلس لهما، ودار الحديث بينهم، فأكدا له أن هناك عدة بلاغات وشكاوى ضده من عدد من أهالي القرية تتهمه بالإتجار في السلاح، وأن التحريات تؤكد ذلك -حسب محاميه هاني عوض-.
في تلك الأثناء، أصيب جرجس بصاعقة مما يسمع من اتهامات ملفقة ليس لها دليل، حيث نفى كل تلك الإتهامات، إلا أن الذهول قد أصابه حينما عرض عليه المخبرين تقديم رشوة مقابل جمع تحريات تُبرئ ساحته مما قد يتعرض له من مٌسألة قانونية، الأمر الذي جعل «كيرلس» يُظهر لهما جنسيته الأمريكية، وعندها أصابتهما صاعقة إفلات بطل القصة من إبتزازهما للحصول على الرشوة الحرام التي توحما عليها وسال لعابهما تيقنًا من الحصول عليها.
لم تنتهى الواقعة عند هذا الأمر بل قام «كيرلس» بالإتصال الفورى بالسفارة الأمريكية، واخبرهم بتفاصيل الواقعة، بعدما انصرفا المخبرين وهما يجران أذيال الخزي والعار.
السفارة الأمريكية أجرت اللازم من خلال الإتصال بالأجهزة المعنية، فأنقلبت الدنيا رأسا على عقب، وأجريت اتصالات على أعلى مستوى بين القيادات الأمنية، عقب تحرير كيرلس محضر بالواقعة قٌيد برقم 178 إداري أبو قرقاص، وفي أقل من ساعة كان هناك مسئول أمني يتحدث إلى المواطن ويتودد له عقب تقديم قائمة من الإعتذارات، والتأكيد أن ما حدث يُعتبر تصرف فردي، فقام المسئول بإرسال سيارة شرطة كى يستقلها الشاكي من منزله إلى قسم الشرطة، وحينما وصل القسم وجد المسئول في انتظاره علي البوابة كونه مواطنًا حاصلا على الجنسية الأمريكية، واستقبله في مكتبه، وفي نهاية اللقاء الحميم وعده المسئول بأنه سُيعاقب المتورطين أشد عقوبة، وطلب منه إبلاغ السفارة الأمريكية أن المشكلة انتهت وكل شئ على ما يرام، فضلا عن التنازل عن المحضر، وهو ما حدث بالفعل.