مساكن «الأولى بالرعاية بأكتوبر» تتحول إلى مقالب قمامة ورشح الصرف الصحي

الجمعة، 17 مارس 2017 09:07 م
 مساكن «الأولى بالرعاية بأكتوبر» تتحول إلى مقالب قمامة ورشح الصرف الصحي
كتبت - منال العيسوي

«مساكن الأولى بالرعاية»، جملة تحمل بين طياتها كل ملامح الرأفة والتقدير والرقي الإنسانى لخدمة شريحة هي الأكثر فقرًا وإحتياجا، من النساء الأرامل والمطلقات والمسنين، والمعاقين وأصحاب معاشات التضامن، لكن النظرية صح والتطبيق خطأ، حيث يعكس الوضع الحالي لهم واقع مرير، فبعد أن تم وضع النواه الأكثر إنسانية والتقطت الكاميرات أخبار الافتتاح والزيارات الرسمية، رحل الجميع تاركين أهلها يعانون الأمرين دون خدمات أبسطها عداد كهرباء.

 قضت البيروقراطية، على تتويج الهدف النبيل لتجعل من مساكن الأولى بالرعاية في أكتوبر، التابعة لجهاز مدينة أكتوبر، هيئة المجتمعات العمرانية التابع لوزارة الاسكان، والحيز الجغرافى لها يتبع محافظة الجيزة، سٌبة في جبين من حولوها لعشوائيات وخرابات وتجمعات قمامة وصرف صحي لا يليق ببنى آدم.

«صوت الأمة» تفتح الملف الأكثر إنسانية لحياة سكان الأولى بالرعاية، والبداية بالقرب من مقابر أكتوبر وبالتحديد عند طريق الواحات، وبالتحديد عند الكيلو 104، ترشدك لافتة كبيرة بحجم 2 في 5 متر، وبارتفاع 7 أمتار تقريبا عن مساكن الفقراء أو مساكن عثمان كما يسميها قاطنيها نسبة لشركة المقاولات التي أنشأت المنطقة، وعلى مرمى البصر تجد العمارات ذات الـ6 طوابق تقف شامخة وشاهدة على المساحات المترامية الأطراف من الرمال الصفراء التي كانت مخططة أن تصبح حدائق عامة لأطفال هذه الفئة وبالمزج بين اللون الطوبي والرمل الصفراء ومساحة الشقق ذات الـ42 متر ووجوه الشيوخ والعجائز والنساء المطلقات والأرامل تتجسد المآساة التي رواها سكان المنطقة.

وقف سامي حسن عفيفي، ذو الخمسة وستين عامًا، يروى قصة حصولة على السقة رقم 2 بالدور الأرضي في بلوك 249 من التضامن الاجتماعي بعد ظروفة الشاقة ومرض زوجته وأبناؤه التسعة، التي حرمته قلة الحيلة من استكمال مشواره معهم في ظل الايجارات والمعاش القليل.

الحاج سامي، وقف يتسائل: أين الرعاية التي شدد عليها الرئيس للمسؤلين حين قال أننا الأولى بالرعاية؟، فالرئيس يتمنى لنا كل الخير لكن من يعملون لتحقيق هذا الخير ينظرون لنا أننا هاموش ليس من حقنا الحياة.

ويرصد حسن عفيفي، الذي لم يمر على وجودة بمساكن الأولى بالرعاية سوى 7 أشهر، أن المنطقة تضم شريحة من المصريين الفقراء الذين أحق فعلا بالرعاية، فقلة الرزق والعجز والمرض هي السمة الرئيسية التي تميز قاطني المكان، وأغلبهم من المعاقين والأرامل والمطلقات والمسنين، ومنكوبي الزلازل التي أنهارت منازلهم وأتت بهم الحكومة إلى هنا.

ويروي، محمد سيد درويش، على المعاش أن كثير من سكان المساكن الأولى بالرعاية قامو بتأجيرها للغير من اللاجئين الأفارقة والسودانين والسوريين، وتركوها ورحلو لاستحالة العيش بها، قائلًا: أين الرعاية لا يوجد أي رعاية ولا خدمات فالبلوكات، جميعها غارقة في الصرف الصحي والرشح حول خلف العمارات لزراعات شيطانيها، وأغلب البلاعات مفتوحة بلا أغطية  ومواسير مياة الشرب ضاربة في الحوائط وناشعة.

وهنا يصحبنا سكان المنطقة لرؤية الواقع على الطبيعة، وخلال الترجل بين البلوكات ستخبرك رائحة الصرف الصحي والقمامة المنتشرة بين البولكات عما يعانية أهالي المنطقة، ورصدت الكاميرا كابل كهرباء فولت عالي ممتد من كابينة الكابل المفتوحة على مصرعيها فوق الأرض وبطول أكثر من 50 متر فوق الأسفلت في الطريق العام، متسائلين: ماذا يحدث لو تعثر مسن أو سيدة عجوز أو طفل في هذا الكابل؟.

الغريب في الأمر أن نفس المكان المتواجد به كابينة كابل الكهرباء والذي أكد سكان المنطقة، وجميعهم فوق الخمسين عامًا وهم  إبراهيم مرعي ومجدي سعود إبراهيم وأحمد محمد عمر، أن هذا الكابل موجود بهذا الوضع منذ عام مطالبًا وزير الكهرباء بالنظر لهم بعين العطف.

ويكمل أهالي المنطقة حكايتهم مع الانقطاع الدائم للكهرباء، ومطالبة كهرباء المدينة لهم بضرورة سداد مبلغ 1160 جنية مقابل تركيب عدادت كهرباء، قائلين: كيف يتسنى لنا ونحن جميعا نتقاضى معاش الضمان الاجتماعي؟، والذي لا يزيد عن 400 جنية أن ندفع هذا المبلغ كاملا، متوسلين بأن يصدر الوزير قرارا بتقسيط المببلغ عليهم 100 جنية شهريا، حتى لا يصبحو مخالفين، قائلين: نحن لا نريد أن نهدر الدولة حقها ونريد أن ندفع للحكومة لكن ما باليد حيلة.

ووسط انغماس الأهالي في الحديث عن مشكلاتهم أطلت علينا بعض النساء الأرامل تخبرنا، بعدم وجود فرن عيش بالمنطقة، وأن هناك سيارة تأتي كل 3 أيام مرة بخبز لا ترضى الطيور أن تأكله، لأنه يتم نقله ساخن وإلى أن يصل لنا يكون أصبح «عيش سحلة» مؤكدة أن أنابيب البوتجاز وصل سعرها إلى 70 جنية.

وبمرارة قلة الحيلة، قال كلا من سيد مصلحي علي، وأحمد عبدالحميد موسى، من ذوي المعاشات: إنه لا حيلة لديهما، فالمكان أصبح موحش وبلا خدمات، وكأنه سجن أو معتقل نعيش فيه برضانا وقلة حيلتنا، متمنيا أن تنظر الدول لهم بعين الرعاية فقط وليس الاولى بالرعاية، فكلمة الأولى بالرعاية كما يرددوها عنا تعكس أننا الأولى بالشقاء لا الرعاية.

وخلف حكايات ومشكلات رصدها المنظر العام للمنطقة التي لا تبعد كثيرًا عن منتجعات وسوبرماركتات وحياة تعج بالضجيج لقاطني المنطقة وقفت الأطفال ذو الثلاثة أعوام و5 أعوام تلهو بمياة المجاري، التي حولت المساحات بين العمارات إلى برك يرقص فيها أطفال الأولى بالرعاية البالية، كما جسدها صلاح جاهين، وطفح المجاري علمنى أزاي أكون راقص بالية.

 

 

1 (1)
 

 

1 (2)
 

 

1 (3)
 

 

1 (4)
 

 

1 (6)
 

 

1 (7)
 
1 (8)
 
1 (9)
 
1 (10)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة