شعب مرجانية صناعية لحل أزمة فقدان الشعاب لألوانها
الجمعة، 17 مارس 2017 12:30 م
بدأ عالم المحيطات الفرنسى "فابيان كوستو"، حفيد المستكشف البحرى الراحل "جاك كوستو" مشروعا فى منطقة البحر الكاريبى، لإنشاء شعاب مرجانية صناعية ثلاثية الأبعاد فى جزيرة بونير، التى تقع قبالة سواحل فنزويلا فى جنوب منطقة البحر الكاريبى، لحل أزمة تبييض الشعاب المرجانية.
فقد اعتاد "فابيان كوستو" الغوص فى البحر الكاريبى، وهو يبلغ من العمر أربع سنوات وشاهد الشعاب وهى تموت وتتحول من حدائق مختلفة الألوان فى أعماق البحر إلى صحارى بالمعنى الحقيقى للكلمة، ويأمل "كوستو" والمهندسون الهولنديون أن تتمكن التكنولوجيا الجديدة ثلاثية الأبعاد فى إبطاء عملية تلف الشعاب فى المحيط الأطلنطى.
ووفقا لتقرير نشرته دورية "نيتشر ساينتفيك ريبورتس للعلوم الطبيعية"، فإن جميع الشعاب المرجانية تقريبا فى المحيط، ستتأثر بعملية التبيض التى تهدد حياتها كل عام، بحلول نهاية القرن الحالى.
وقام العلماء الأستراليون أيضا بعملية مسح للحاجز المرجانى العظيم فى الشهر الماضى، الذى يواجه مشكلة تبييض أخرى هذا العام والتى قد تكون أسوأ من تلك التى واجهها العام الماضى، ويقول العلماء الأستراليون أن الحاجز المرجانى، الذى يعد أكبر نظام للشعاب المرجانية فى العالم قبالة ساحل ولاية "كوينزلاند" فى أستراليا فقد نحو ربع شعبه المرجانية العام الماضى فى أسوأ عملية تبييض حدثت له على الإطلاق.
وعلى الرغم من ذلك، يعطى مشروع "فابيان كوستو" الأمل، فقد تكون الشعاب المرجانية الوهمية أقل عرضة للتغير المناخى، وأكثر دواما من الشعاب المرجانية الطبيعية فيما يتعلق بتغير الكيمياء فى المحيطات، ويستخدم العلماء تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد التى تمكنهم من إنشاء شعاب وهمية تحاكى فى ملمسها وهيكلها المعمارى الشعاب الطبيعية بطريقة لم تتحقق من قبل فى جهود الترميم السابقة.
وتتم حاليا عملية الإنشاء التجريبى لهذه الشعاب الثلاثية الأبعاد فى منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة البحر الكاريبى، والخليج العربى، وأستراليا، وفى حالة نجاح تلك الشعاب المرجانية الصناعية، خلال السنوات القادمة، ليس فقط فى جذب الأسماك فحسب، بل أيضا فى اجتذاب صغار الشعاب المرجانية التى تلتصق بتلك الهياكل لتتكاثر، يمكن وقتها أن نشهد نمو شعاب مرجانية جديدة، وبذلك تتم استعادة أحد أكثر المواطن والبيئات الطبيعية أهمية على الأرض.
ويذكر أن الشعاب المرجانية تعد من بين أكثر النظم الإيكولوجية الهشة على كوكب الأرض على الرغم من أنها عنصر أساسى للحياة البحرية، وقد تأثرت بشكل كبير للغاية من ظاهرة التغير المناخى حيث تفقد ألوانها وتموت بمعدل درامى.