نعيمة الأيوبى.. أول محامية مصرية تفجر معركة المساواة بين الرجل والمرأة
الخميس، 16 مارس 2017 03:00 مكتبت هند محمود
فى النصف الأول من القرن الماضى، كانت المرأة المصرية تستغل جميع الفرص المتاحة أمامها، من أجل كسر القيود التى فرضها المجتمع عليها ، وقد حمل منتصف القرن الماضى اختراق النساء لبعض المجالات التى اقتصرت على الذكور لتصبح الأولى عربيا فيه، ومن بين هذه المجالات مهنة المحاماة، والتى كان يطلق عليها فى عهد محمد على "المزورين"، ثم أصبحوا وكلاء دعاوى وعرضحالجية إلى أن وصلوا للأفوكاتو.
وعندما دخلت المرأة المصرية مجال المحاماة، كانت الأولى عربيا فيه، وذلك من خلال نعيمة الأيوبى الفتاة الإسكندرانية ابنة المؤرخ إلياس الأيوبى، فقد قررت نعيمة الانتساب إلى جامعة القاهرة لدراسة الحقوق، وذلك بعد اجتيازها المرحلة الثانوية عام 1929، لتكون واحدة ضمن أول خمس فتيات التحقن بجامعة القاهرة عام 1927 لتصبح الدفعة الأولى للبنات التى استطاعت الوصول إلى قبة الجامعة، واختارت الأيوبى الالتحاق بكلية الحقوق لتكون أول امرأة تدخلها وتفوقت على زملائها من الطلبة بعد أن حصدت المركز الأول على دفعتها.
وفى مقال نشر عام 1945 بمجلة "الاثنين والدنيا"، تحدثت نعيمة عن قصة التحاقها بالجامعة وتجربتها فيها، مبينة دور الأديب طه حسين الذين عمل على مساعدة الفتيات فى تحقيق أحلامهن، فقد طلب منهن التزام الصمت حتى لا تنتبه الصحف إلى رغبتهن ويتدخل الرأى العام ويفسد مساعيه، وبالفعل لم تعرف الصحافة بالأمر إلا بعد صدور قرار بالموافقة على التحاقنا بالجامعة، وظلت نصيحة الأديب قائمة.
ومرت أربع سنوات على الطالبات، وقد وصفتها الأيوبى فى المقال "كان الجو الجامعى غريب علينا، وكنا غرباء فيه، كان الجميع يرقبون حركاتنا وسكوننا، وأينما اتجهنا أحاطت بنا الأنظار كأننا مخلوقات عجيبة تظهر على الأرض للمرة الأولى"، وفى يوم الجمعة 16 يونيو عام 1933، نشرت صحيفة الأهرام فى صفحتها الأولى صورة للآنسة نعيمة الأيوبى، أول طالبة مصرية نجحت فى امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشاء مدرستها.
اتخذت نعيمة الأيوبى قرار جرئ فى وجه مجتمع جعل تلك المهنة مقتصرة على الرجال فقط، وبعد تخرجها في كلية الحقوق تقدمت بطلب لمحكمة الاستئناف لقبول قيد اسمها فى جدول عموم المحامين، وأعلنت أنها لن تقبل سوى الدفاع عن الحق والمظلومين، ومع دخول نعيمة فى تلك المهنة تفجرت قضية اشراك المرأة فى العمل مع الرجال لتدور حالة من الجدل الذى استمر طويلا على صفحات الجرائد بين مؤيد ومعارض، لتظل نعيمة أول امرأة كسرت القيد لتصبح بداية للمرأة فى نيل حقها من هذه المهنة.