دراسة للجامعة الأمريكية: 99% من النساء المصريات تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي
الخميس، 16 مارس 2017 01:02 ص
نشرت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عبر موقعها الإلكتروني نتائج دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، حيث أظهرت النتائج أن حوالي 99% من النساء المصريات قد تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي.
ومن جانبه، استخدم هاني هنري، أستاذ مساعد بقسم علم النفس ورئيس قسم علوم الاجتماع والإنسان والنفس والمصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، النظرية النسوية في دراسة رؤية المتحرشين لهذا الفعل وتقديم فهم أعمق للتحرش على أنه تمييز جنسي وليس فعلًا جنسيًّا.
وأوضح هنري قائلًا: «تفترض النظرية النسوية أنه يجب أن يُنظر للتحرش على أنه تمييز جنسي يهدف لإخضاع المرأة وعدم تمكينها، ومعاقبتها على تنافسها مع الرجل للحصول على العمل والمراكز المتقدمة، تدعو هذه النظرية للنظر إلى التحرش على أنه تمييز للنوع يعكس رغبة الرجل في فرض سيطرته وخضوع المرأة وهو الأمر المقبول من المجتمع».
ففي بحثه المنشور مؤخرًا بعنوان «التحرش الجنسي في الشوارع المصرية: إعادة النظر في النظرية النسوية» أو Sexual Harassment in the Egyptian Streets: Feminist Theory Revisited ، استند هنري إلى التفسيرات المختلفة لنظرية النسوية حول موضوع التحرش، وذلك لتقديم فهم أعمق لهذه المشكلة والعوامل الاجتماعية الثقافية التي تسهم في تفاقمها.
وفي سياق متصل، استخدم هنري في دراسته منهجًا نوعيًّا يستند إلى تفسيرات النظرية النسوية لحوادث تحرش التي اعترف بها مرتكبوها بأنفسهم، وبعد إجراء مقابلات شخصية مطولة مع تسعة ذكور من شوارع القاهرة والجيزة، تحدث هؤلاء عن خمسة موضوعات رئيسية يبررون بها القيام بالتحرش، وهما كما يلي: التحرش هو فعل أو تصرف معياري، التحرش هو خطأ المرأة، التحرش يأتي نتيجة لرغبة المرأة في العمل، التحرش هو عقاب إلهي للمرأة، يتم التحرش بالنساء بسبب القهر المجتمعي.
ويوضح هنري أن «الدراسة تعمل على إعادة بناء النظرية النسوية بالنظر إلى عوامل ثقافية مصرية معينة والتي قد تنقح هذه النظرية وتجعلها أكثر ملاءمة للثقافة، فقد كشفت المقابلات الشخصية، التي أُجريت مع هؤلاء الذكور المعترفين بارتكابهم فعل التحرش، أن بعضهم يلوم النساء على ذلك لأنهن يتركن بيوتهن ويبحثن عن العمل. إن هذه التفسيرات الصارمة للنصوص الدينية هي تفسيرات خاصة بالثقافة هنا، وبدت وكأنها تدعم وتنقح الادعاءات السابقة التي تنادي النظرية النسوية بها».
من أجل إزاحة الخطاب الديني المتطرف جانبًا، يذكر هنري «من المهم إجراء عملية إصلاح شامل للخطاب الذي يؤيد قولبة النوع ويشجع العنف ضد النوع، بالطبع لا أدعو لفرض رقابة ما، ولكن يجب تنقيح المناهج التي تُطبق من قبل بعض المعاهد الدينية والتي أسهمت في تخريج الكثير من الدعاة المجاهدين الذين يؤيدون العنف والتعصب تجاه النساء والأقليات الدينية، الأفكار الإيجابية هي فقط لديها القدرة على محاربة الأفكار السلبية».
ولمواجهة مشكلة التحرش في المجتمع المصري لابد وأن يتعلم هؤلاء المتحرشون التعاطف مع الآخرين وفقاً لهنري، قائلًا «لابد أن نساعد هؤلاء على الرؤية بمنظور المرأة، وأن يضعوا أنفسهم مكانها، ومن المهم أيضًا تقديم فكرة المساواة بين النوع إليهم، ومع الأسف، هناك الكثير من الرجال الذين ينشأون اجتماعيًّا على فكرة أن المرأة ناقصة الأهلية وتابعة للرجل. وفضلاً عن ذلك، يجب أن يعي المتحرشون الضرر النفسي الذي يلحق بالمرأة التي يتحرشون بها».
وأضاف أنه «لن يكون التخلص من ظاهرة التحرش وتثقيف المجتمع حول عواقب ارتكابه بالمهمة السهلة، ولكن يمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ المبادرات المتعلقة بذلك بالشكل الصحيح وفقًا لهنري».
وأكد هنري قائلًا: «يجب أن تكون برامج وحملات وقف التحرش محور اهتمام الحكومة. ويجب أن نبدأ بتوعية الأطفال مبكرًا من خلال مساعدتهم على فهم الجنس الآخر، كما قد يساعد التطرق لموضوع إزالة التمييز ضد النوع، إذ اعتقد أن هذا التمييز قد خلق فجوات ضخمة بين الجنسين وأدى إلى شعورهم بالحيرة».
جدير بالذكر أن هنري يقدم مشروع الدراسة هذا بديلًا للنهج القانوني المحدود والمستخدم في معالجة مشكلة التحرش في مصر.
واختتم هنري دراسته قائلًا: «إن فرض القوانين على المتحرشين لم يسهم في إحداث تغيير في هذه المشكلة، ولكن قد تسهم التربية النفسية في ذلك، فتثقيف الرجال بشأن الشعور بالتعاطف للآخرين وتشجيع الشعور بالمساواة قد يساعدهم في رؤية النساء كأطراف متساوية لهم وجديرة بالاحترام، إن تثقيف الكثير من الرجال حول معرفة العواقب النفسية والسلبية للتحرش بالنساء قد يسهم في تغيير شعورهم وتفكيرهم».