بعد هزيمة «داعش».. هل يستمر التواجد الأمريكي في العراق؟
الأربعاء، 15 مارس 2017 05:02 م
150 يومًا حققت خلالها القوات العراقية المشتركة نجاحات كبيرة في معركتها بمدينة الموصل عاصمة تنظيم داعش الإرهابي المزعومة، ومكاسب عسكرية حيث تواصل تقدمها مؤكدة القضاء على الإرهاب وليس مجرد طرده.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي أعلن بدء العملية في 17 أكتوبر الماضي، قال في تصريحات أمس الثلاثاء، إن الهجوم الذي تشنه قوات «قادمون يا نينوى» لاستعادة مدينة الموصل في مراحله الأخيرة، وأن الدواعش سيقتلون إن لم يستسلموا.
حيدر العبادي
نجاحات مستمرة
وفقًا لبيانات الجيش العراقي فإن القوات تمكنت من طرد «داعش» من شرق الموصل وتحقق الآن تقدمًا في القطاع الغربي في العملية، وتابع «العبادي» أن «داعش» أصبحت يومًا بعد يوم تحاصر في منطقة ضيقة، واعلموا أن الدواعش محاصرون فى أيامهم الأخيرة.
الجيش العراقي
المؤشرات الأولية للعملية التي اقتربت من شهرها الخامس تشير أنها في طريقها للقضاء على التنظيم في معقله الأم، وهو ما تؤكد عليه القيادة العراقية، إلا أن سيناريوهات ما بعد المعركة في المدينة العراقية تظل «ضبابية» للصراعات الدولية في المنطقة.
إدارة الموصل
بحسب دراسة أعدها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية عن «العراق ما بعد الموصل»، فإن المتابعون للشأن العراقي يرون أن العملية العسكرية ستكون الجزء السهل، وأن التحدي الأصعب بعد الحملة العسكرية هو إدارة الموصل في مرحلة ما بعد داعش، والحيلولة دون رجوعه إلى المدينة.
الدراسة التي أعدها الباحث معمر فيصل خولي، قالت إن معركة الموصل مغامرة تصعب النجاة من عواقبها، في حال لم يتم وضع خطة بعيدة المدى تجيب على أسئلة من قبيل: كيف يجب التعامل مع المدينة بعد داعش لضمان استقرارها على المدى الطويل؟ وكيف يمكن تجنّب وقوعها مرة أخرى في أيدي التنظيمات المتشددة أو فريسة لأمراء الحرب الطائفية؟
وما يدعم من احتمالية استمرار الصراع في الموصل، غياب الاتفاق بشأن مستقبل المدينة السنية، إذ أن لكل طائفة رأي مختلف حيال الإدارة السياسية التي ستملأ الفراغ الذي سيتركه داعش، سيكون هناك صراعًا سنيًا شيعيًا كرديًا، وهو ما يزيد من ازدهار التطرف وسط الانقسامات السياسية، وهو ما أكدته دراسة «الروابط» أن هناك صدامات سياسية داخل الطائفة الواحدة والعرق الواحد بالمنطقة، ولذلك فإن أي إستراتيجية فعالة ضد «داعش» يجب أن تتناول البعد السياسي للمستقبل.
المعركة في عقل ترامب
أوضحت الدراسة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يقتصر على نشر المروحيات والمدفعية في «الموصل» وتعزيز وجود القوات الخاصة، بل تشكل جبهة أميركية خليجية تساهم في الحرب على «داعش»، شريطة أن المناطق التي تتحرر من «داعش» يجب ألا يحتلها النظام الإيراني أو ميليشيات تابعة له.
وأوضحت الدراسة، أن هناك اتفاقًا أميركيًا روسيًا تركيًا خليجيًا على قطع الأذرع الإيرانية في العواصم العربية، خاصة وأن إيران تصر على دعم نوري المالكي الذي يرى مؤيدوه أن الحرب ضد «داعش» تشكل فرصة لاستعادة السلطة سواء كانت في شكل رسمي أو غير رسمي.
دونالد ترامب
إعادة الإعمار
وأضافت الدراسة، من أجل تثبيت الاستقرار المطلوب في العراق، يتعيّن على الولايات المتحدة الأمريكية تبني جهود تحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع وإعادة الإعمار بمشاركة أطراف التحالف والعمل مع الحكومة العراقية لفض الخلافات حول مسائل اللامركزية، وآلية الحكم، والأمن، والسيادة على الأراضي.
وأن هناك مراحل أخرى يجب اتباعها للوصول إلى مرحلة إعادة الأعمار، من ذلك أن استمرار الدعم العسكري والاقتصادي مرهون بإنشاء قوة عسكرية متماسكة بتعددية طائفية، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تطوير جهاز الحرس الوطني، مما يسمح بانخراط قوات سنية، ونزع الشرعية عن أي مجموعة غير مرخصة أو ميليشيا مستقلة.