معسكر مروع.. جولة داخل أنفاق «داعش» لتجنيد أطفال العراق (صور)
الأربعاء، 15 مارس 2017 03:23 مكتبت- ابتسام أبو الدهب
أجرت صحيفة «تليجراف» البريطانية جولة في معسكر كان يستخدم لتجنيد الأطفال ليصبحوا مقاتلين إرهابيين تابعين للتنظيم الإرهابي «داعش» في مدينة الموصل العراقية.. المعسكر الموجود في أنفاق تحت الأرض، والذي يطلق عليه اسم «أشبال الخلافة»، استعاده الجيش العراقي في وقت سابق من الشهر الجاري.
معسكر مروع
وصفت الصحيفة المعسكر بـ«المروع»، وأضافت إنه مكان لـ «غسل مخ أطفال العراق» وتدريبهم على القتال والموت في سبيل الجماعة الجهادية.
وأُقيم المعسكر في نفق سكك حديدية مهجور وكان جزء من الخط الذي كان يصل بين برلين وبغداد، ويعتقد أنه أكبر منشأة للتدريب تابعة لداعش في العراق.
والمعسكر الذي يقع على مشارف ضاحية أبو سيف غرب الموصل، مدخله مخبأ في التلال الصخرية لدرجة لا تستطيع القوات العسكرية التوصل إليه إذا لم تتلقى بلاغا من المواطنيين المحليين.
رحلة داخل النفق
المعسكر عبارة عن نفق بعمق 30 قدما وبطول يقرب لميل، مزود بمولدات كهربائية أصيبت بأضرار خلال الغارات الجوية لقوات التحالف في معركتها ضد داعش لاستعادة السيطرة على المنطقة.
المسلحون المتشددون جهزوا المكان للتدريبات العسكرية والقتالية التي يجب على الأطفال إنهاؤها، فيحتوي على أكياس معبأة بالرمل والصخور، بالإضافة إلى أحبال للتسلق، ومجموعة أسهم حمراء تشير إلى الاتجاه الذي يمشي فيه المتدربين والتسلق على الجدار.
وذكرت الصحيفة أنه لا تزال هناك آثار خطوات المتدربين على الجدار، في نهاية النفق توجد مراحيض متنقلة ومطبخ، وفي الطرف الآخر كانت الفصول الدراسية.
والكتب التي وجدت كانت بعنوان «تعلّم/اكتشف دينك»، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الإرهابيين كانوا يعملون على غسل أدمغة الأطفال من خلال التدريبات البدنية والتدريبات الأيدولوجية.
أما جدران النفق فقد رسم المقاتلين عليها أعلام داعش السوداء، وكتبوا «سوف نغزو روما بإرادة الله» و«سننتصر على الرغم من التحالف الصليبي العالمي».
أطفال دواعش
وحسب الصحيفة، قال الرقيب علاء حسن، من شعبة الاستجابة السريعة في شرطة الطوارئ الفيدرالية العراقية، إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10إلى 16 عاما، وكان يتم أخذهم إلى معسكر تدمر معصوبي الأعين للحفاظ على سرية موقع الأنفاق في الموصل.
وأضاف «حسن» أن المعسكر يمكن أن يستوعب نحو 50 طفلا، ويعتقد أن هناك نحو 2000 طفل اجتازوا التدريبات خلال العامين الذي كان فيهم المعسكر مفتوحاً، مشيراً إلى أن التدريب كان صارما ومدته أسبوعين، وكان ينام الأطفال خلاله في غرف صغيرة بلا نوافذ.
وقال «حسن» إنهم عثروا على دفاتر ملاحظات وسجلات حضور تم تسليمها إلى أجهزة المخابرات، كشفت أن جميع الأطفال المتدربين كانوا عراقيين من نفس المنطقة، ولكن المدربين الذين ينتمون إلى التنظيم الإرهابي كانوا أجانب من أوروبا وتركيا والشيشان وبعضهم من العرب، وكان يشار إلى معظمهم بأسماء قتالية، والآخرون استخدموا أسمائهم الحقيقية وقد تم إدراجهم في قائمة المشتبه بهم المطلوبين.
وتابع «حسن» أن داعش كان يستخدم النفق أيضاً لتخزين الأسلحة والذخيرة، حيث تم العثور على أكثر من 300 بندقية، وقنابل يدوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن «داعش» يستهدف الأطفال وذلك لإنشاء جيل مخلص تابع لهم يتم تعليمهم وتلقينهم في سنهم المبكرة، فهناك آلاف الأطفال الذين يُجبرون على التجنيد في معسكرات داعش في العراق وسوريا.