«إخوان ليبيا» يشعلون حرب النفط لإفشال المساعي المصرية
الثلاثاء، 14 مارس 2017 09:45 م
أعلنت القوات المسلحة الليبية، سيطرتها على مدن بن جواد والنوفلية وهراوة، وقال مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة، اليوم الثلاثاء، إن القوات المسلحة العربية الليبية حررت الهلال النفطي ومدن بن جواد والنوفلية وهراوة من قبضة تنظيم القاعدة والمتحالفين معها.
وفي سياق متصل، أكد مصدر عسكري ليبي مقتل 23 جنديا وإصابة 17 آخرين في معركة عملية «البرق الساحق» التي قادها الجيش الوطني الليبي لتحرير الهلال النفطي من جميع ربوع ليبيا.
وشهدت الأيام القليلة الماضية على الساحة الليبية، صراعًا نفطيًا تجدد بداية من 4 مارس الجاري، بعدما شنت «سرايا الدفاع عن بنغازي» - القريبة من تنظيم القاعدة الإرهابي- هجومًا مفاجئا سيطرت من خلاله على مينائي «السدرة ورأس لانوف» بمنطقة الهلال النفطي، وذلك بعد أكثر من خمسة أشهر على سيطرة الجيش الوطني الليبي على تلك المنطقة.
وعلى مدار الأيام الماضية تحاول قوات الجيش الوطني الليبي السيطرة على الموانئ النفطية التي خسرتها مؤخرًا لصالح قوات سرايا الدفاع عن بنغازي.
قوات «حفتر» من جانبها تستعد لعملية برية موسعة ضد «سرايا الدفاع»، وهو ما أكد عليه رئيس جهاز حرس المنشآت، مفتاح المقريف، في بيان له اليوم، حيث قال إن القوات عازمة على استعادة السيطرة على منطقتي «رأس لانوف والسدرة» قريبًا، لكنهم ينتظرون فقط أوامر الاقتحام والبدء في العملية العسكرية.
«الكرامة» عملية تشنها قوات «حفتر» على منطقة الموانئ لاستعادتها من قبضة الميليشيات، وكانت آخر عملياتها قصفًا جويًا صباح اليوم على المحورين الشرقي والجنوبي، على مواقع داخل الهلال النفطي.
سرايا الدفاع
تشكلت السرايا من فلول عناصر تنظيم «القاعدة» المتمثل سابقًا في مجلسي «شورى ثوار بنغازي وأجدابيا» و«مجلس شورى مجاهدي درنة»، والتي اتحدت هي الأخرى مع «أنصار الشريعة».
وكان الجيش الوطني الليبي نجح في طرد تلك المليشيات العام الماضي 2016، من بنغازي وأجدابيا، ويحاصر حاليا مدينة درنة من جميع الاتجاهات، الأمر الذي أدى إلى القضاء بشكل شبه نهائي على نفوذ التيار المتشدد في شرق البلاد.
لكن تلك الميليشيات عاودت الظهور ضمن تكتل إرهابي جديد «سرايا الدفاع»، في يونيو 2016 بمدينة «الجفرة» في الجنوب الليبي؛ لتشن عقب ذلك هجمات ضد المرافق والمؤسسات العامة.
الإخوان والقاعدة
تقول مواقع ليبية: إن تلك الجماعات تلقت دعمًا يقدر بملايين الدولارات من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والسلطة غير الشرعية المنبثقة عنه، التي تسمى بـ«حكومة الإنقاذ»، في محاولة لردع تقدم قوات الجيش الليبي، إلا أن مساعيها باءت بالفشل.
وأضافت أنه بعد فشل السرايا في السيطرة على الشرق الليبي، توجه التيار المتشدد المتمثل بتنظيم «الإخوان» و«الجماعة الليبية المقاتلة» إلى الهلال النفطي، فعمد في الأشهر القليلة الماضية، إلى تقديم الدعم لـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» في محاولة منه للسيطرة على الموانئ النفطية، وهو ما يؤكد وجود علاقة مباشرة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة الإخوان في ليبيا.
وأكد تلك الاحتمالية العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي عقب الهجوم: «أن الكتائب المسلحة التي دخلت إلى منطقة الهلال النفطي تتبع القاعدة والدروع الإخوانية، كتائب مسلحة من مدينة مصراته بينها كتيبة المرسى ولواء الحلبوص شاركت بالهجوم».
وتشير تقارير غربية وعربية إلى أن «سرايا الدفاع عن بنغازي» حصلت على دعم من جماعات أخرى في طرابلس ومصراته، وأنها تمكنت من التحالف مع ما تبقى من مقاتلي إبراهيم الجضران القائد السابق في قوات حرس المنشآت النفطية الليبية.
وأكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، على تعليق الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة، مشترطًا أن تعلن أطراف الحوار انتماء القوات التي هاجمت الهلال النفطي شرق البلاد، إلى الجماعات الإرهابية المتشددة.
وأضاف في بيان صحفي له أن مسلحي سرايا الدفاع عن بنغازي تنتسب لتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، وأن مسلحيها هربوا من قبضة الجيش التابع للبرلمان.
وفي دراسة لمركز «المستقبل» للدراسات المتقدمة، قال إن الهجوم المضاد الذي شنته «سرايا بنغازي» كشف عن مؤشرات عديدة تتعلق بالمسار المتعثر لتسوية الخلافات بين الأطراف السياسية والميليشيات المسلحة بالبلاد، كما أنه يثبت عدم قدرة أي طرف على حسم المعركة لصالحه في ظل توازن القوى القائم بين مختلف الأطراف.
وتابعت الدراسة: إن الهجوم الأخير سوف يؤدي إلى تصاعد حدة الخلافات بين الأطراف السياسية التي تدعم قوى وميليشيات مسلحة مختلفة، وهو ما سوف ينعكس سلبًا على صناعة النفط الليبية، خاصة أنه يعرقل جهود مؤسسة النفط الليبية لاستعادة مستويات إنتاج ما قبل اندلاع الثورة الليبية.
وأضافت: في ظل المساعي المستمرة لأطراف الصراع لتعظيم نفوذهم السياسي والاقتصادي، فإن محاولات كل طرف للسيطرة على المنشآت النفطية لن تتوقف، على الأرجح، خلال الفترة المقبلة.
تداعيات الصراع
وأوضحت الدراسة أن المعارك الأخيرة ساهمت في عرقلة الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية للخلافات القائمة بين أطراف الصراع في الشرق والغرب برعاية مصرية، إضافة إلى تراجع الإنتاج البترولي.