تبادل الاتهامات بين مورد الأغذية ومديري المدارس بعد حالات تسمم التلاميذ بسوهاج

الثلاثاء، 14 مارس 2017 05:43 م
تبادل الاتهامات بين مورد الأغذية ومديري المدارس بعد حالات تسمم التلاميذ بسوهاج
مدرسة - أرشيفية
كتب- أيمن صابر

أصبحت «الوجبات المدرسية»، مصدرإزعاج لأولياء أمور تلاميذ المدارس خاصة الإبتدائية منها ولوزارة التربية والتعليم أيضا بعد تكرار ظهور حالات تسمم وإعياء شديد، وبلغ اجمالي حالات التسمم إلى الآن 136 حالة تسمم 51 مدرسة بطما، وتقدم عدد كبير من أولياء الأمور ببلاغات لغرف العمليات ببعض المديريات التعليمية من عدد المدارس فى الفترة الأخيرة ولم يكن تغيير الوجبة في السنوات الخمس الأخيرة سوى تعبير عن مدى القلق من قيادات التعليم، وتضارب في القرارات فتارة تكون الوجبة «بسكويت» وبعدها بشهور«عبوة حليب» ومرة أخرى تتغير إلى جبن نستو وقطعة حلاوة طحينية ورغيف عيش، كما طرحت الوزارة مناقصة مؤخرا لوجبة عبارة عن فطيرة، وبين هذا وذاك الهواجس مازالت مستمرة.
 
وما حدث في مدرسة الشهيد محمد عبد الجواد الإبتدائية بكوم غريب التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج خير دليل بعد نقل 51 تلميذا بقرار من طبيب الصحة الذي طلب سرعة نقلهم لمستشفى طما المركزي، مصابين بحالة إعياء شديد وآلام في البطن وقيئ مستمر وتم حجزهم بالمستشفى لتقديم العلاج وتم تركيب محاليل لهم وبعد استقرار حالة بعضهم تم السماح لهم بمغادرة المستشفى والعودة لمنازلهم، وتحفظت النيابة العامة على باقي الوجبات الغذائية التي تم تسليمها للتلاميذ، وهي عبارة عن قطعة جبن نستو وقطعة حلوى طحينية ورغيف عيش ليتم فحصها بمعامل وزارة الصحة.
 
السيناريو حدث العام الدراسي الماضي في مدرسة حماد أحمد أبو السنون الإبتدائية بالحمادية بعد ظهور أعراض حالات تسمم بين التلاميذ بعد تسلمهم الوجبة المدرسية وكانت عبارة عن علبة لبن حليب، وتم نقل التلاميذ على الفور لمستشفى سوهاج لتلقي العلاج وتم إبلاغ النيابة العامة لتبدأ تحقيقا في الواقعة وتم استدعاء مدير المدرسة ووكيل القسم الإبتدائي وأقرا بعدم مسئوليتهما عن الواقعة وتم استدعاء مورد التغذية الذي ألقى باللوم عليهما قائلا: ربما يكون قد أصاب العينة فساد من سوء التغذية بالمدارس، وأرسلت الوزارة مندوبا لها ومعه مسئول من الشركة المصنعة للعبوات وحصلا على كمية من عبوات الحليب ليتم فحصها بالمعامل المركزية وأبدت مسئولة المصنع وقتها استغرابها ودهشتها من الحديث عن فساد العينة قائلة: العبوة التي معكم لا تلمسها أيدي في المصنع حتى تصل إليكم.
 
وفي نفس العام تكررت الواقعة في مدرسة القيصان الإبتدائية بأولاد عزاز، وتم نقل 34 تلميذا للمستشفى العام بسوهاج بعد ظهور حالات إعياء بعد تناولهم الوجبة المدرسية وكانت عبارة عن البسكويت، وفتحت النيابة تحقيقا في الواقعة وأمرت باستدعاء مورد الأغذية للمدرسة لسماع أقواله في الواقعة واتخذت قرارا بإرسال عينة من البسكويت إلى أحد المعامل المركزية بسوهاج لتحليلها وفحصها وبيان ما إذا كانت صالحة للاستخدام الآدمي من عدمه، كما استدعت نيابة مركز سوهاج مدير المدرسة لسؤاله عن الواقعة وأقر بأن مورد الأغذية هو المسئول عن توزيع وصلاحية الوجبة التي تم توزيعها على التلاميذ.
 
في أغلب الوقائع تم تبادل الإتهامات بين موردي الأغذية، ومديري المدارس خلال تحقيقات النيابة العامة فمورد الأغذية يرى أن الوجبات يصيبها التلف من سوء التغذية ووضعها في غرف غير جيدة التهوية كمخازن، مما يؤدى إلى تلف الوجبات، وإصابتها بالرطوبة جراء ذلك أما مديرو المدارس فيلقوا باللوم على موردى الأغذية الذين يوردوا أصناف غير مطابقة للمواصفات لرخص ثمنها فلا تتحملها مناعة التلاميذ الصغار.
 
وفي أغلب الوقائع، تم حفظ التحقيقات ولم يقدم أحد للمحاكمة من قبل النيابة العامة وهذا يعد دليلا آخر على براءة موردي الأغذية وصلاحية العينات التي خضعت للفحص من قبل المعامل المركزية بوزارة الصحة.
 
لكن يبقى السؤال: متى تستمر الوزارة على وجبة واحدة يتم توريدها بمعرفتها ومن خلال مصانع تكون تابعة لها وتحت إشرافها حتى يكون التلاميذ في مأمن من هواجس التسمم المتكررة؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق