تركيا تصاب بالسعار.. وتهدد بفرض عقوبات على دول الجوار الأوروبي

هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، معتبرًا أن الإدارة الألمانية تتحفظ على إرهابيين مشتبه بهم مطلوبين لدى «أنقرة»، قائلًا: «إنك تدعمين الإرهابيين يا ميركل».

ويأتي ذلك في ظل تزايد التوتر بين تركيا ودول أوروبية، إثر اقتراب موعد الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية التي تزيد من صلاحيات الرئيس التركي، وهو ما اعتبرته تركيا انتهاكًا للحريات، وجاءت تصريحات وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو، خرقًا للمواثيق الدولية، وقال إنهم يريدون منع قيام تركيا قوية.

وتحدى وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبقجي، المنع الألماني بأنه سيتوجه إلى برلين، وأنه مستعد لـ «التنقل من مقهى إلى مقهى، ومن بيت إلى بيت».

الإدارة الألمانية قالت إن تركيا تمارس انتهاكات في حق الصحفيين، بعدما أعلنت تركيا توقيف وسجن مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية دنيز يوجل، الذي يحمل الجنسيتين الثلاثاء الماضي، بتهمة «الدعاية الإرهابية»، وردت برلين بالاحتجاج لدى السفير التركي.

تركيا دخلت خط المواجهة أيضًا مع العديد من الدول الأوربية، على رأسها سويسرا، والنمسا، وهولندا، فقد منعت تجمعات لأنصار «أردوغان» في مقاطعة أرجاو شمال البلاد، وكان من المقرر أن يشارك فيها وزير خارجية تركيا «أوغلو».

السعار التركي

هدد «أردوغان»، بفرض عقوبات دبلوماسية على هولندا، وقال إنه سيلجأ إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بشأن منع وزراء أتراك من الحديث هناك.

لم تكن تهديدات أردوغان وحدها، دعا عمر تشيليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا، إلى إعادة النظر في الاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين إلى أراضيه، في حين يزداد التوتر مع هولندا بعد منعها وزيرين تركيين من القدوم إلى أراضيها.

وصرح «تشيليك» لوكالة الأناضول التركية، على الحكومة التركية إعادة النظر في مسألة العبور البري، التي ينص عليها اتفاق الهجرة الموقع مع الاتحاد الأوروبي.

الرد الأوروبي  

المستشارة الألمانية، اعتبرت تصريحات الرئيس التركي بـ «السخيفة»، وقال المتحدث الرسمي  باسمها ستيفن سيبرت، مساء الاثنين: «إن المستشارة لا تنوي المشاركة في مسابقة استفزازات، وهذه الانتقادات سخيفة».

في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، إن بلاده لن تتفاوض أبدا تحت التهديد، وذلك في إشارة إلى التهديدات التي أطلقها مسؤولون أتراك بفرض عقوبات على هولندا على خلفية التوترات الدبلوماسية بين البلدين.

يذكر أن رئيس الوزراء الهولندي، قال الأحد الماضي إن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ووصفه الهولنديين بـ«النازيين والفاشيين» أمر غير مقبول، لافتًا إلى أنه ورغم ذلك يريد نزع فتيل الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين أنقرة، وأمستردام.

وتأتي تصريحات «روت»، بعد استدعاء وزارة الخارجية التركية، الاثنين، القائم بالأعمال الهولندي في أنقرة حيث سلمته مذكرتي احتجاج على ممارسات بلاده ضد الوزراء والمواطنين الأتراك في هولندا، مطالبة بـ«اعتذار رسمي خطي»