«عزت» يحصن «دراج» و«تليمة» كالأنبياء ولا يجيز محاسبتهما
الإثنين، 13 مارس 2017 05:25 مكتب - محمد حجاج - أحمد عرفة
المراجعات ضرورية لجماعة الإخوان خاصة أننا لا نعرف مراجعات حقيقية للجماعة منذ نشأتها
منذ ما يقرب من عام، خرج جمال حشمت، عضو مجلس شورى «الإخوان»، ليعلن أن الجماعة ستبدأ مرحلة مراجعات داخل صفوفها حول فصل العمل الدعوى عن السياسى، مؤكدا أن التنظيم سيبدأ هذه المرحلة خلال أسابيع، ومنذ ذلك الحين، لم نسمع ثانية عن نتيجة تلك المراجعات.
سبق إعلان حشمت، تصريحات لعدد من القيادات الإخوانية البارزة، أكدت فيها تزعمها لعمليات مراجعة، تنطوى على إعادة تعريف القيادة داخل الإخوان، وكذلك إعادة تعريف البيعة داخل الجماعة، بل وإلغاءها، وجعل التنظيم جماعة دعوية، والاعتراف بالأخطاء، وبالتحديد كان كل من عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج، وعصام تليمة، عضو مكتب شورى الإخوان فى تركيا، هما من تزعما تلك الدعوات.
مصادر داخل الجماعة أكدت لـ«صوت الأمة» أن عواجيز التنظيم وعلى رأسهم محمود حسين الأمين العام للجماعة، الهارب فى إسطنبول، وإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، والمتواجد فى لندن، هما من تصديا لتلك المراجعات، بعد أن سيطرا على المكاتب الإدارية للجماعة عبر الملف المالى والدعم.
وأكدت المصادر أن بداية تلك المراجعات، جاءت عندما شكلت الجماعة فى مارس 2015 المكتب الإدارى للإخوان فى الخارج، الذى تزعمه أحمد عبدالرحمن، حيث اختار عبدالرحمن مجموعة من القيادات المناوئة لجبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، وكان على رأسهم عمرو دراج، ويحيى حامد، ورضا فهمى، وأشرف عبدالغفار، وعصام تليمة، حيث بدأ هذا المكتب سلسلة مراجعات تمهيدا لإخضاع القيادات الكبرى فى التنظيم للمحاسبة على أخطاء الجماعة خلال السنوات الماضية.
وأشارت المصادر إلى أن المراجعات بدأت ببعض قيادات إخوان إسطنبول، وتطرقت إلى إخوان مصر، الذين بدأوا فى تنحية القيادات القديمة عن مناصبها، وكان على رأسهم محمود عزت ومحمود حسين، إلا أن عواجيز الإخوان قطعوا الطريق عليهم من خلال القرار الذى أصدره محمود عزت منذ عام ونصف العام بحل المكتب الإدارى للإخوان فى تركيا، وتحويل قياداته للتحقيق، بل وقام بتجميد عضوية عدد من القيادات كان على رأسهم أحمد عبدالرحمن، رئيس المكتب الإدارى فى إسطنبول.
كما قطع محمود عزت الطريق أمام تلك المراجعات، ومحاولات فصل العمل السياسى عن الدعوى، من خلال تعيين أيمن عبدالغنى، صهر خيرت الشاطر، وحسين عبدالغنى، كمتحدثين عن حزب الحرية والعدالة المنحل، لإخضاع الحزب للجماعة، كما قام بتغيير مناهج التربية داخل الإخوان، وجعل كتب التربية فى الشعب الإخوانية تدين بالولاء للقيادات وتعتبرهم أنبياء، ولا يجوز محاسبتهم. وواصل محمود عزت وإبراهيم منير مواجهتهما للمراجعات من خلال جعل قيادات التنظيم تنتقل إلى لندن بدلا من مصر، وجعل إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان، واستقطاع رسالة من محمد بديع داخل سجنه، تطالب القواعد بالسمع والطاعة لمحمود عزت، وجعله بديل بديع فى الجماعة، ما دعا لإفشال تلك المراجعات تماما.
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المراجعات ضرورية لجماعة الإخوان، خاصة أننا لا نعرف مراجعات حقيقية للجماعة منذ نشأتها، وهناك أفراد يقومون بالمراجعة لأسباب خاصة بهم وليس هناك موقف جامع موحد للجماعة كلها.