إردوغان: من يعارضنى شيطان يعارض الله!
الإثنين، 13 مارس 2017 05:23 م![إردوغان: من يعارضنى شيطان يعارض الله! إردوغان: من يعارضنى شيطان يعارض الله!](https://img.soutalomma.com/Large/20170312010943943.jpg)
اردوغان
كتب - شريف على
الرئيس التركى يستخدم أئمة المساجد لتخويف المواطنين من التصويت بـ«لا» فى استفتاء التعديلات الدستورية
أثار رد الفعل الهيستيرى للرئيس التركى أردوغان تجاه ألمانيا، دهشة البعض، بعد رفض الأخيرة السماح لوزراء أتراك بالدعاية بين أبناء الجالية التركية فى ألمانيا، للتصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية التى تمنح أردوغان صلاحيات مطلقة. وقال أردوغان أمام حشد من أنصاره فى إسطنبول، إن ألمانيا تقوم بممارسات تشبه ممارسات الحقبة النازية، وإنه سيزور ألمانيا للدعاية بنفسه للتعديلات لو أراد ذلك وحذر الحكومة الألمانية بأنه سيقلب العالم رأسًا على عقب إن لم يسمح له بالحديث هناك. بالطبع أثارت تصريحات أردوغان غضبا عارما بألمانيا، وقالت جوليا كلوكنر، نائب رئيس الحزب الديمقراطى المسيحى، حزب المستشارة الألمانية ميركل، إن أردوغان يتصرف كـ«طفل عنيد»، وإن مقارنة حكومة ألمانيا بحكومة النازى أمر مستفز، ورجال السياسة الحقيقيون لا يتحدثون هكذا».
ووصف مسئول رفيع المستوى بحزب بافارى، حليف لحزب ميركل، أردوغان بـ«طاغية البوسفور».
وعلى ضوء الهيستيريا التى تنتاب تركيا منذ الانقلاب الفاشل فى يوليو الماضى وحتى اليوم، يبدو ما يحدث عادياً، خاصةً أن «تأليه» أردوغان من مؤيديه أوصله إلى درجة من جنون العظمة، جعله يرى نفسه زعيم العالم بأسره، وعلى جميع القوى الكبرى الرضوخ لمشيئته.
الغريب أن نوبة الجنون الأخيرة أصابت أردوغان بعد أيام من عرض فيلم «الرئيس» يحكى سيرته الذاتية، ويصر القائمون عليه أنه ليس دعاية سياسية لأردوغان قبل الانتخابات، رغم أن توقيت عرضه يكشف أنه ليس سوى حيلة مفضوحة للترويج لأردوغان كبطل منذ نعومة أظافره. وعلى ما يبدو صارت كلمة «لا» فى تركيا هذه الأيام سبباً رئيسياً فى الهيستيريا.
ويأتى الفيلم بعد أيام من سحب منصة «ديجى ترك» الرقمية فيلم «لا» من قائمة الأفلام التى تعرضها، ويتناول قصة الاستفتاء فى شيلى عام 1988 وإزاحة الديكتاتور أوجستو بينوشيه من الحكم. يأتى ذلك قبل أسابيع من استفتاء 16 إبريل على تعديلات دستورية تفتح الباب لتحول تركيا من النظام البرلمانى إلى نظام رئاسى يمنح أردوغان صلاحيات واسعة.
وإذا عُرف السبب بطل العجب، حيث تمتلك قطر التى يتمتع حاكمها بعلاقات وثيقة مع أردوغان ونظامه، منصة الأفلام الرقمية التركية، ويتناول الفيلم لحظة تاريخية تتعلق بأساليب الدعاية أثناء الحملات السياسية، وفيها يتخذ فريق الدعاية توجهاً دعائياً يتسم بخفة الظل والتفاؤل رغم استهدافه وترهيبه، ويقوم الفريق بذلك من خلال التركيز على بعض المفاهيم العامة، مثل السعادة لتحدى المخاوف بأن التصويت فى الاستفتاء تحت حكم قمعى سيكون خطيراً ولا معنى له سياسياً. ويتمكن هذا الفريق فى النهاية من إنجاح الاستفتاء بـ«لا» وإزاحة بينوشيه من السلطة ليؤدى ذلك إلى إجراء انتخابات ديمقراطية فى العام التالى.
يقول بعض المراقبين الأتراك، إن حزب الشعب الجمهورى، وهو الحزب المعارض الرئيسى فى تركيا كان متوقعاً أن يستخدم نفس الأساليب التى جاءت فى الفيلم قبل الاستفتاء على تعديل الدستور فى تركيا، ما يعنى أن إزالة الفيلم من قائمة المنصة الرقمية التركية يعنى المزيد من الضغوط على رافضى التعديلات.
الغريب أن أردوغان اتهم مسبقاً من سيرفضون تعديلاته الدستورية بأنهم يأخذون صف الانقلاب الفاشل فى 15 يوليو الماضى، ومنحازون للمنظمات الإرهابية.
ولا تقتصر الدعاية للتصويت بـ«نعم» على مجرد ترهيب من يفكرون فى التصويت، بل أيضاً من قبل أعضاء حزب أردوغان، وامتدت الدعاية للمساجد التى شارك أئمتها فى الدعاية الحكومية. فإمام مسجد بمنطقة عمرانية بأسطنبول، وصف من سيصوتون بـ«لا» بأنهم «خونة وجهلاء». وقال إمام آخر يقود مجموعة معتمرين فى مكة، إن من سيصوتون ضد التعديلات «كفار».
وفى قناة «بياز» الموالية لأردوغان أشار رجل الدين وهبى جولير، إلى أن الشيطان هو من قال «لا» للأمر الإلهى بالسجود لآدم، وألمح إلى أن من سيقولون «لا» يشبهون الشيطان الذى تحدى أمر الله.
لم يقف الأمر عند هذا بل وصل إلى حد إطلاق النار على معارضى التعديلات، وهو ما حدث مع رئيس اتحاد إحدى النقابات فى أنقرة، ومع الأمين العام لاتحاد عمال الأشغال العامة إسماعيل كونسوك، الذى تعرض للضرب على يد مجهولين بعد أعلن رفضه للتعديلات.
أما آخر مسلسل الاعتداءات فكان من نصيب سينان أوجان يوم 4 مارس الجارى، وأوجان معارض تركى تم طرده من حزب الحركة القومية المعارض أثناء حملة للتصويت بـ«لا» فى الاستفتاء بإحدى جامعات أسطنبول، بعدما هاجمه رجل أثناء إلقاء كلمة أمام الحاضرين، وكان أوجان من معارضى رئيس حزب الحركة وترشح أمامه فى انتخابات رئاسة الحزب.
ووصل الخبل التركى إلى رفع مديرية الصحة العامة فى «قونية» لافتات ومنشورات دعائية تدعو الناس إلى عدم التدخين، خوفاً من أن يفهم منها أنها تروج للتصويت بـ«لا».