أولى عملياتهم اغتيال أمينى شرطة..
«القاعدة» تظهر مجدداً فى سيناء باسم «الجيش الإسلامى الحر»
الإثنين، 13 مارس 2017 03:09 مكتب - هشام السروجى
بعد أن أخبروه والركاب أنهم «الجيش الإسلامى الحر»، هذه الواقعة التى شهدتها منطقة وسط سيناء منذ أيام، جاءت كنذير لعودة تنظيم القاعدة للظهور مرة أخرى فى شبه جزيرة سيناء، بعد أن انسلخ فرعه «التوحيد والجهاد» عنه فى 2013، معلنًا عن مبايعة زعيم «داعش» أبوبكر البغدادى.
سيطرة القاعدة على الجماعات التكفيرية فى سيناء لم تنته، بل اختفت لبعض الوقت حتى تنتهى موجة «داعش»، أو تسنح الفرصة لظهورهم مرة أخرى، مثلما حدث فى عدد من الدول العربية والأفريقية، وتؤكد مصادر قبلية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن عددا من المنتمين للقاعدة فى سيناء تحت اسم «التوحيد والجهاد» عادوا للظهور مرة أخرى، بعد أن انضم إليهم ما يقرب من 50 منشقا عن جماعة «أنصار بيت المقدس» التى بايعت تنظيم داعش فى 2013، وبدأوا التحرك فى مناطق وسط سيناء، التى كانت تعد معقلهم الأساسى قبل ثورة يناير، منذ ما يقرب من 3 أشهر، بعد أن استشعروا ضعف منافسهم «أنصار بيت المقدس».
وتتخذ هذه المجموعة من منطقة وسط سيناء، نقاط انطلاق لعملياتها، وهى نفس المناطق التى داهمتها قوات الأمن بعد العمليات الإرهابية التى استهدفت السائحين الأجانب فى جنوب سيناء، نويبع وطابا وشرم الشيخ، عامى 2004 و2005، من مجموعة الطبيب خالد مساعد المؤسس للتوحيد والجهاد فى شبه جزيرة سيناء.
وتقدر المصادر القبلية عدد عناصر «جيش الإسلام الحر» حسبما أطلقوا على أنفسهم، بحوالى 80 عنصرًا، من خلال تحركاتهم بسيارات دفع رباعى «نصف نقل» مطلية باللون الأصفر كتمويه للطائرات العسكرية وعناصر الرصد الأمنى للأجهزة الأمنية المصرية.
وفى نفس السياق، رجحت مصادر أمنية مطلعة، أن ثمة تحالفا بين التنظيم المذكور وبين الخلايا النوعية الإخوانية، التى تبنت عددا من العمليات الإرهابية، مثل حركتى حسم ولواء الثورة وغيرهما، مشيرة إلى أن التضييق الأمنى والضربات الاستباقية لهم، فى محافظات الوادى والدلتا، جعلتهم يبحثون عن ملاجئ اختفاء، وهو ما توفر لهم فى مناطق سيناء الوعرة.
وأوضح المصدر، لـ«صوت الأمة»، أن الخلايا النوعية تحاول ألا تندرج تحت لواء «داعش» للحفاظ على الهوية الإخوانية على مستوى القواعد المنضمين لهم، وألا تنسب العمليات للتنظيم، وهو ما قد يتوفر لهم بقدر كبير فى التحالف مع فلول القاعدة التى تحاول العودة للمشهد، بعد حالة الضعف والحصار التى يعانى منها أنصار بيت المقدس، نتيجة الضربات الأمنية الموجعة نهاية عام 2016، وما يعزز من فكرة التحالف أنه كان هناك حضور كبير لأنصار جماعة الإخوان الإرهابية فى سيناء، وكانوا يسعون للسيطرة على أجهزة الدولة التنفيذية فى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، ومنهم من انضم لأنصار بيت المقدس بعد ثورة 30 يونيو، ومنهم من هرب، وآخرون انضموا لكتائب الإخوان الإرهابية التى أسسها القيادى محمد كمال.
كل هذه المعطيات تشير وبقوة إلى تحالف إخوانى مع القاعدة فى سيناء، ومحاولة ركوب المشهد الإرهابى واستغلاله ورقة ضغط على مؤسسات الدولة المصرية، وحسب حديث «س.م»، مصدر قبلى من الشيخ زويد، رجح فلول التوحيد والجهاد أن يغيبوا عن المشهد، بناء على طلب قياداتهم خارج مصر، حتى تتحين لهم فرصة العودة، بعد أن أصبحوا مستضعفين بين الاغتيال والمطاردة.
خفوت «القاعدة»
عندما أُصيبت شبه جزيرة سيناء بحالة سيولة أمنية عقب ثورة يناير 2011، وجدت التنظيمات الخاملة فرصة ذهبية لأن تعود لممارسة نشاطاتها المسلحة لتطبيق أجندتها الأيديولوجية فى سيناء، حتى تجمعت تحت لواء «مجلس شورى المجاهدين- أكناف بيت المقدس» بقيادة الزعيم الثانى لـ«التوحيد والجهاد» محمد حسين محارب والمكنى بأبومنير، وتلاميذه النجباء، محكوم عليهم بالإعدام غيابيا فى قضية اقتحام السجون وتهريب قيادات الإخوان، كمال علام وأحمد زايد الجهينى وغيرهما، ودُشن هذا التنظيم الجامع على أفكار القاعدة وبيعة زعيمه «أيمن الظواهرى»، لكن سرعان ما لمعت فكرة بيعة داعش فى أذهانهم، ورسخها عناصر جديدة العهد بالعمل المسلح، أمثال شادى المنيعى وعادل حبارة.