تبادل الزيارات الدبلوماسية بين الرياض وبغداد.. صفحة جديدة في تاريخ العلاقات
الأحد، 12 مارس 2017 05:13 مكتبت- شيريهان المنيري
تطور ملحوظ في ملف العلاقات السعودية العراقية، تشهده الساحة السياسية منذ الأسبوع الأخير في فبراير الماضي، حيث زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير لبغداد، في زيارة غير مُعلنة، هي الأولى من نوعها منذ عام 1990، التقى فيها عددا من المسؤولين العراقيين.
«الجبير» أكد في زيارته على أن السعودية والعراق يُواجهان خطر مُشترك ألا وهو «الإرهاب»، وأن المملكة العربية السعودية تتطلع للعمل معًا لمُواجهته، إلى جانب رغبتها في بناء علاقات ثنائية وشراكات مُتميزة مع العراق.
المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، أعلن عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، أمس السبت، عن توجُه وفد دبلوماسي لزيارة السعودية اليوم الأحد، برئاسة وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون العلاقات الثنائية، نزار خيرالله، لبحث عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المُشترك.
وفي تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، قال: «هناك الكثير من مجالات التعاون المشترك بين البلدين، وزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فتحت المزيد من آفاق التعاون»، موضحًا أن الوفد العراقي الذي يزور المملكة، سيناقش العديد من القضايا على مختلف الأصعدة حيث القضايا سياسية، والملفات الاقتصادية والتجارية، مُشيرًا أن هذه الزيارة ستكون بداية لمزيد من الزيارات المتبادلة بين البلدين».
فيما يرى المحلل السياسي البحريني الكاتب، عبدالله الجنيد، أنه لا يُمكن قراءة المشهد السياسي الدبلوماسي بين السعودية والعراق بمعزل عن التحولات السياسية الأخرى التي تمر بها المنطقة، وتحديدًا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحًا أن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع بالإضافة لقائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال فووتيل، خلال الآونة الأخيرة، كانت ذات دلالات على تحولات حقيقية في ملفات العراق وسوريا، ما دفع لإدراك القيادة السياسية العراقية لمحورية الدور السعودي بالنسبة لهم إقليميًا ودوليًا في نقاط التقائه والاستراتيجية الأمريكية الجديدة.
وقال لـ«صوت الأمة«: «الدعوة العراقية الرسمية لوزير الخارجية السعودي الجبير لبغداد تلتها دعوة سعودية رسمية لوفد رسمي عراقي، للتنسيق حول ملفات من ضمان حسن الجوار إلى محاربة الإرهاب. وبقراءة المشهد العراقي السياسي إعلاميًا فإننا نلحظ غياب رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بالإضافة لقادة الحشد الشعبي، ما يُمكن أن يكون رسالة تعكس حسن النوايا العراقية تجاه المملكة، خصوصًا بعدما صدر عن تلك الأطراف من تصريحات إبان الأزمة المفتعلة وما حدث مع سفير السعودية السابق لدى العراق وزير الدولة الحالي ثامر السبهان».
وأضاف «الجنيد»: «العراق يُدرك الآن أن اليد الممدودة له من أشقائه السعوديين، لا يمكن تعويضها، إن أراد العراق تحقيق الاستقرار عبر موازنة علاقاته الإقليمية».
وزير الخارجية السعودي أكد خلال لقاءه بنظيره العراقي، إبراهيم جعفري، في فبراير الماضي، على حرص بلاده إقامة علاقات أفضل مع المملكة، ورغبتها في تفعيل المصالح المُشتركة ومُواجهة المخاطر التي تُواجه البلدين والمنطقة بشكل عام. كما كشف «جعفري» عن رغبة بلاده في العمل على فتح منفذ جميمة بين العراق والسعودية، إلى جانب ملف تشغيل الخطوط الجوية المُباشرة بين الجانبين، بحسب «العربية نت».
وفي لقاءه برئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في أثناء الزيارة ذاتها؛ تناولا ملفات مُكافحة الإرهاب وسُبل التعاون بين الجانبين، إضافة إلى إبلاغ «الجبير» لـ«العبادي» بتسمية سفير سعودي جديد لدى بغداد.
الجدير بالذكر أن العلاقات العراقية السعودية قد شهدت تحسُنًا حثيثًا منذ إعلان حيدر العبادي رئيسًا لوزراء العراق في عام 2014، والذي أرسل ببرقية عزاء للسعودية في وفاة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما تم تعيين ثامر السبهان كأول سفير سعودي لدى بغداد بعدما أعادت المملكة فتح سفارتها في بغداد في ديسمبر عام 2015 بعد انقطاع لما يقرُب من 25 عام، ولكن طلبت بغداد ابداله خلال العام الماضي، إثر تصريحاته ضد «الحشد الشعبي»، وما صرح به إعلاميًا عن تهديدات بإغتياله في بغداد.الأمر الذي فسره «السبهان» فيما بعد قُبيل تعيينه كوزير المملكة العربية السعودية لشؤون الخليج، بأن ما ذكره ليس شخصيًا ولكنه لكل الساسة العراقيين منذ الماضي، فهم مُقيدون نتيجة الضغوط التي تُمارس عليهم من مختلف الجهات والقوى السياسية، على حد تعبيره.