سر انقلاب «أردوغان» على هولندا
الأحد، 12 مارس 2017 02:31 مأمل غريب
رفضت السلطات الهولندية، يوم السبت الماضي، السماح لطائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بالهبوط على أرضها، كما أبلغ وزير الخارجية الهولندي، بيرت كوندرز، بعدم ترحيب سلطات بلاده بزيارة نظيره التركي، من أجل المشاركة في تجمع مؤيد للاستفتاء حول تعزيز صلاحيات رجب طيب أردوغان، وقال الوزير في إعلان «هولندا تتحمل وحدها دون سواها مسؤولية النظام العام وأمن المواطنين الهولنديين، وهولندا لا تريد بالتالي أن تتم هذه الزيارة».
وكرد فعل غير مسبوق من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاه أي من الدول الأوروبية، التي استمات منذ سنوات للانضمام إلى اتحادها، أعلنت الخارجية التركية، اليوم الأحد، غلق السفارة الهولندية في أنقرة ومعها القنصلية العامة ومنزل السفيرة الهولندية، ولم تكتف الخارجية التركية بهذا فحسب، بل أعلنت طردها للسفير الهولندي من تركيا وطالبته بعدم العودة إليها في الفترة الحالية، الأمر الذي يمثل توقف للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أوضح خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما يحدث الآن من تطورات في العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي، يؤكد أن هذا صراع على ملئ الفراغ في المنطقة بسبب إنسحاب أمريكا من المنطقة، مثلما حدث من قبل بعد الحرب العالمية الأولى بعد نهاية العثمانيين، وأدى إلى الهيمنة الفرنسية والبريطانية، وما تلاه بعد الحرب العالمية الثانية وبروز الهيمنة الأمريكية والسوفيتية على المنطقة بعد أفول نجم إنجلترا وفرنسا، والآن أمريكا تنسحب من المنطقة، وتابع قائلا: «تركيا قفزت من الحلف الأمريكي الأوروبي إلى الحلف الروسي الصيني الإيراني الذي سيدخل المنطقة بقوة وتركيا فهمت اللعبة مبكرا».
ووصف مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه «برجماتي» لأقصى درجة، وقال «بعد أن استفاد من الناتو والاستثمارات الغربية وبنى بلده في وقت قوة أمريكا وأوربا، اتجه الآن لروسيا والصين وإيران، وعقد صفقات تبادل اقتصادي بــ100 مليار دولار سنويا مع روسيا، و10 مليار دولار مع إيران»، مشيرا إلى أن نفوذ أردوغان الآن يتمدد على الأرض، لوجود قوات تركية في شمال سوريا والعراق، وقطر وجيبوتي وإثيوبيا، إلى جانب أن علاقاته بكل الدول المؤثرة في المنطقة أكثر من رائعة.
وأوضح «رفعت»، أن علاقة تركيا بروسيا وإيران والسعودية وكل دول الخليج العربي، وأولهم قطر حليفة إسرائيل، وإثيوبيا والصين بالطبع ممتازة للغاية، وقال« أردوغان باع أوربا وأمريكا واشترى روسيا والصين وإيران والخليج، فهو رجل بلا أي مبادئ أو أخلاق، فهو يدعي أنه إخوان بينما يسمح بالدعارة والشذوذ على أرض تركيا، ويدعي أنه مع القضية الفلسطينية وهو حليف لجيش الإحتلال الإسرائيلي، كما يدعي أنه مع السوريين وهو الأكثر دعما لتنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب إدعائه أنه مع الديموقراطية وحقيقة الأمر أنه اصطنع إنقلاب ليقضي على كل معارضيه» .