فى حضرة السيدة نفيسة.. طقوس ربانية وروحانية لا يعرفها إلا المصريين
الجمعة، 10 مارس 2017 06:00 مكتبت أمنية فايد تصوير أحمد معروف
حالة من الشجن الممزوج بالروحانيات، وصفها العارفون بـ «السكر» كما تعارفوا فى لغة الإشارة والإسقاط، جلسات ذكر وأناشيد وتلاوة قصائد المحبين من شعراء العصور الإسلامية المتعاقبة أمثال ابن عربى وابن الفارض وغيرهم.
لا يعرف هذه العادة إلا المصريين فى العالم، حيث يرجع تاريخ الموالد إلى ثقافة شعبية مصرية مورثة من أيام الفراعنة، التى كانت تقيم الطقوس السنوية لمعبودات الأقاليم المصرية القديمة، ثم تطور الأمر مع دخول المسيحية إلى أرض الكنانة فيما عرف بأعياد القديسيين، ومع دخول الإسلام وبالتحديد فى العصر الفاطمى، صبغت هذه الطقوس بالصبغة الإسلامية وخصصت لإقامة الأفراح فى ذكرى ميلاد آل البيت والأولياء الصالحين.
ينتظر الغالبية الموالد الشعبية لاعتقادهم أنها ملاذهم الوحيد لتطهير النفس والشفاء الروحى والتخلص من مشاكلهم الاجتماعية، فتجد من يأتى ليسكب همومه على عتبات مقامها ويظلوا يطوفوا حول مقام السيدةمنشدا بعض الأشعار الصوفية وكلمة "مدد" لا تفارق ألسنتهم، والسيدات يجئن ليبحن بأسرارهن، وتجد عائلات جاءت من مختلف بقاع الجمهورية ليسكنوا فى خيام ويحضرون الأطعمة لتوزيعها على الزائرين.
ورغم أن الموالد لها طابع دينى إلا أن هناك من يقوم بكسب الرزق من هذه الموالد عن طريق بيع الألعاب والحلويات الخاصة بالأطفال والمستلزمات الأخرى، ورغم وجود أضرحة أخرى لآل البيت فى بعض الدول العربية إلا أن المصريين فقط أصحاب هذه الطقوس الفريدة من نوعها.