المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي لـ«صوت الأمة»: قطر وتركيا داعمتان للإرهاب في ليبيا.. ومواقف مصر المُساندة لنا تاريخية
الأربعاء، 08 مارس 2017 06:40 م
نفى المتحدث الرسمي لمجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، ما تم تداوله إعلاميًا أمس الثلاثاء حول تصويت المجلس بإلغاء «الإتفاق السياسي»، موضحًا أنه تم إلغاء مُلحق واحد فقط من ذلك الإتفاق.
كما أكد الدور المصري تاريخيًا في مُساندة ليبيا قيادة وشعبًا، في حين تستمر كُل من قطر وتركيا في دعم الجماعات المُسلحة والخارجين عن القانون، للسيطرة على المواقع نفطية، التي تُعد المصدر الرئيسي لقوت الليبيين، ومُحاولة منهما بمُشاركة أطراف خارجية في إخضاع الشعب الليبي.
وإليكم نص الحوار...
بداية هل يمكنك توضيح حقيقة ما يتم تداولة حول إلغاء «الإتفاق السياسي»؟
ما تم تداوله أمس إعلاميًا أمر خاطئ، لأن ما حدث لم يكن إلغاءًا للإتفاق السياسي، وإنما ما صوت عليه مجلس النواب هو إلغاء ملحق رقم 1 من الإتفاق، الذي يحوي المجلس الرئاسي بتشكيلته، وبالتالي فإن مجلس النواب ألغى واحد فقط من مُلحقات الإتفاق السياسي، وليس الإتفاق برُمتهِ.
وماذا عن توجيه رئيس مجلس النواب الليبي أمس، المستشار عقيله صالح المفوضية العليا للإنتخابات بإتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مُبكرة؟
ذلك نتيجة للتخبط السياسي الذي تشهده البلاد، والرغبة المُلحة في تحقيق الوفاق. كما يأتي ذلك التوجيه تماشيًا مع ما طُرح في «إعلان القاهرة» والمبادرة المصرية، التي تحدثت عن ذلك الأمر منذ أشهر، ونأمل أن يُساعد الجميع في تحقيق هذا الهدف من أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة، وهذا الإنسداد السياسي.
كيف ترى الدور المصري في محاولات إحتواء الأزمة الليبية؟
مصر دائمًا هى السند الحقيقي لليبيا وشعبها، وتُعد من الدول الرئيسية التي نُعوِل عليها في حل الأزمة الليبية، للعديد من الأسباب، حيث دورها التاريخي عبر الأزمان المختلفة منذ الإحتلال الإيطالي، أيضًا مصر ساعدت ليبيا ولازالت بشكل كبير في حربها ضد الإرهاب ودائمًا يُنظر لها كجزء من المنظومة القومية التي تُحارب الإرهاب بالمنطقة بأكملها، فهى لديها الكثير من التجارب والخبرة في هذا المجال، إضافة إلى قيامها بمساعي كبيرة كُللت مؤخرًا بـ«إعلان القاهرة»، الذي كان له أصداء إيجابية لدى كل الأطراف الليبية، هذا إلى جانب ارتباط الأمن القومي المصري بالأمن والإستقرار في ليبيا.
ما رأيك في نفي خارجية قطر لإتهام النواب الليبي لها بالتورط في أحداث «الهلال النفطي»؟
إن البيان الذي أصدرته الخارجية القطرية ويُفيد بالتنصُل من أنها تتدخل في الشأن الليبي وتورطها في دعم الإرهاب وأحداث «الهلال النفطي»، حديث غير صحيح وعار تمامًا عن الصحة، وأبسط مثال يعلمه العالم وكل مُتابع للشأن الليبي، هو أننا نذكُر جيدًا عندما قامت القوات المسلحة العربية الليبية منذ أشهر بعملية تحرير الموانئ الليبية النفطية، وماذا كانت ردة فعل قطر، ولا نتحدث هنا عن رد فعل موظف بسيط أو وزير في دولة قطر، ولكنه كان رد الأمير تميم بنفسه، عندما خرج على منصة الأمم المتحدة مُستنكرًا تحرير الموانئ الليبية من قِبَل القوات المسلحة العربية الليبية، مُطالبًا بضرورة خروج قوات الجيش الوطني، ما يُعد أكبر دليل موجود على أرض الواقع من رأس الدولة القطرية، يعكس التدخل السافر في الشأن الليبي.
كما يُعد هذا الأمر إنعكاسًا ودلالة واضحة على من سعى لدعم تلك الجماعات الإرهابية ومدها بأجهزة إتصالات وغرفة عمليات موجودة في مدينة الجفرة، إلى جانب المدرعات والسلاح والعتاد من أجل إخراج قوات الجيش الوطني، ودعم عودة العصابات والمجرمين والمتطرفين، من تنظيم «القاعدة»، أمثال مجموعة زياد بلعم وغيره، فهم من يقودوا هذه الهجمة الإرهابية على الموانئ النفطية، وقطر بكل تأكيد كانت من وراء الهجوم، والجدير بالذكر أنها لا تتدخل ليس منذ الآن فقط، ولكن منذ وقت طويل في الشأن السياسي الليبي.
وماذا عن انتقاد «النواب الليبي» للدور التركي؟
تركيا تسير على نفس خُطى قطر، وتُعد الراعي الأكبر للجماعات الإرهابية، ونعرف التحركات التي تقوم بها تركيا وأيضًا إيطاليا في مدينة مصراته، حيث إنزال قوات موجودة على الأرض من قبَل القوات الإيطالية، التي شاركت في معركة سرت، وبالتأكيد يتضح جليًا أن كل هذه الإمكانيات التي سخرتها تركيا وقطر وإيطاليا تأتي لضرب الإقتصاد الوطني وإخضاع الشعب الليبي.
هل ترى أن هناك بوادر للتوافق بين كُلًا من عقيلة صالح وخليفة حفتر وفايز السراج؟
لا أعتقد لأن فايز السراج ومجلسه غير الدستوري مُتهم أيضًا بشكل مُباشر في دعم المليشيات المسلحة، لأن وزير الدفاع في حكومة «السراج» غير الشرعية، المهدي البرغثي، ظهر في عدد من الإجتماعات ووسائل الإعلام، يُجهِز مع الجماعات الإرهابية للهجوم على الموانئ النفطية، أي أنهم أيضًا شركاء في ذلك الهجوم، وهناك دليل آخر وهو تعيين آمر لحرس المنشآت النفطية الجديد، الذي يأمل الآن في تعيينه بعد أن تم الهجوم على الموانئ النفطية بدلًا من نظيره الشرعي، ما يعكس أن الأمر مُدبر، وخُطط له، بهدف السيطرة على قوت الليبيين من أجل التحكُم في الوضع الإقتصادي الليبي، الذي يؤثر بشكل مباشر على الليبيين، ويُعد مُحاولة جديدة لفرض المجلس الرئاسي غير الدستوري، وفايز السراج من قِبَل المجتمع الدولي، والقوى الإقليمية التي تحالفت مع «القاعدة» والجماعات الإرهابية والخارجين عن القانون من أجل تحقيق أجندة رفضها مجلس النواب، ولايزال يرفضها.
وماذا عن رفع الحظر عن الأسلحة لليبيا.. هل تتوقع إنفراجة في ذلك الأمر؟
نتمنى ذلك في كل وقت.. لأنه مع الأسف الشديد وعلى الرغم من أن القوات الليبية تُحارب الإرهاب بمُفردها، بدعم من بعض الدول الشقيقة والصديقة التي نُحييها، إلا أن القوات المسلحة العربية الليبية تُكافح الإرهاب بأقل الإمكانيات، ففي آخر هجمة على الموانئ النفطية، تفاجئت القوات المسلحة بآليات ومدرعات حديثة وأجهزة مُتطورة بشكل كبير، الأمر الذي كان قد دفع مجلس النواب لتوجيه الإتهام لدول بدعم هؤلاء المُتطرفين والخارجين عن القانون.. ولكن عمومًا لاتزال القوات المسلحة مُستمرة في حربها على الإرهاب، سواء استجاب العالم أو لم يستجب، فهناك رجال يُدافعون عن أرض ليبيا بدعم من مصر، وكأن التاريخ يُعيد نفسه.
وما تقييمك لمستقبل العلاقات الليبية – الروسية؟
هى علاقات وطيدة منذ عقود، فالجيش الليبي يتسلح بالسلاح الروسي، ولنا إتفاقيات مع روسيا كثيرة جدًا، وأيضًا عقود منذ عام 2010 تتجاوز الـ10 مليار، ونأمل الفترة المُقبلة أن يتم تفعيل كل تلك العقود، وأن تكون روسيا داعمة للقوات المسلحة لأن الإرهاب لا يضرُب ليبيا فقط، ولكنه يمتد إلى أبعد منها، وشاهدنا كثير من الأحداث خلال الفترة الماضية تدُل على ذلك.