«دواعش الغرب».. 3 قيادات يمينية مصابة بـ «الإسلاموفوبيا»
الأربعاء، 08 مارس 2017 05:16 م
في الوقت الذي تحارب فيه القوى الأجنبية تنظيم داعش المتفشي في أراضي الوطن العربي، تزهق أرواح آلاف الأبرياء من الأطفال والشيوخ، وتستنزف الخيرات وموارد بعض الدول العربية، وتدمر المنازل والبنية التحتية نتيجة الاشتباكات المتبادلة، ويؤكد المحللون والعسكريون أن داعش اقتربت من حسم نهايتها.
وهناك بوادر طوفان جديد وصورة أخرى لداعش تتمدد في الغرب، أبطاله من بعض المتطرفين والمتشددين الذين يتصدرون المشهد ويعتلون مقاليد الحكم، وهؤلاء الشخصيات محسوبون على الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تصاعدت خلال الفترة الماضية، والتي ستكشر عن أنيابها للجاليات المسلمة التي تعيش هناك.
بدأت هذه الموجة منذ تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ووعوده بحظر المسلمين من دخول أمريكا، والذي بدأ في تنفيذها، الأمر الذي سيجلب المعاناة للجاليات المسلمة سواء في الولايات المتحدة أو بعض البلدان الأوروبية التي تسيطر فيها الأحزاب اليمينية المتطرفة على مقاليد الحكم عبر الترهيب أو تضييق الخناق عليهم.
وسيطرت الأحزاب اليمينية الأوروبية المتطرفة، على المشهد الإعلامي والسياسي وبث خطابها المعادي للوجود العربي والإسلامي داخل أوروبا، خاصة بعد اتهام الغرب المسلمين بالوقوف وراء هجمات 11 سبتمبر، ما أتاحت لها فرصة الصعود إلى الحكم.
وتستعرض «صوت الأمة» مجموعة من الشخصيات السياسية التي استطاعت أن تحقق نجاحًا واستفادات جمّة جراء مهاجمة الإسلام، واستثمار ظاهرة الإسلاموفوبيا لصالحهم.
دونالد ترامب
يمثل الحزب الجمهوري، وهو المنافس للحزب الديمقراطي، إلا أن ميوله تتجه نحو التشدد فهو بديل عن الحزب اليميني، وكانت أبرز تصرفاته المعادية، حينما أصدر قرارًا في وقت سابق، بمنع سبع دول إسلامية التي تشهد صراعات، ويتواجد فيها داعش على أراضيها، وهي سوريا والعراق وليبيا واليمن، والسودان، والصومال، وإيران، وحظر مواطنيها الدخول إلى الولايات المتحدة، واستثناء العراق فيما بعد.
وكانت أولى اللكمات التي وجهتها إدارة ترامب للمسلمين، من نصيب نجل أسطورة الملاكمة محمد على كلاي، بعدما اعتقلته السلطات الأمريكية في مطار فلوريدا، أواخر فبراير الماضي، لكونه مسلما، وبعد احتجازه وجه موظفو الهجرة سؤالا له «هل أنت مسلم»، بحسب ما جاء على صحيفة «ذا اندبدنت» البريطانية.
مارين لوبان
زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا، وتخوض حملة انتخابية للمشاركة في السباق الرئاسي المرتقب المقرر له في 23 إبريل المقبل، خلفا لفرانسو هولاند، ومن الواضح تأثرها بأفكار ترامب في التعامل مع المسلمين، حتى أنها اقتبست بعض شعاراتها من الرئيس الأمريكي مثل «فرنسا أولا»، ووعدت بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا حتى يتم التحقق من مصادر تمويلها، وإصدار قوانين إضافية لمنع ارتداء الزي الديني للرجال والنساء في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب والنقاب.
ورغم مواقفها العدائية تجاه المهاجرين ودعوتها إلى ترحيل الذين لا يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت تقدم «لوبان»، وحصولها على الأصوات التي تكفي فوزها في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتخول لخا خوض الدورة الثانية، وفقا لما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وتدعو زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه «حلال».
خيرت فيدرز
يرأس حزب «الحرية» الهولندي المتطرف، وتعهد خلال برنامجه الانتخابي بإغلاق جميع المساجد، وحظر القرآن في حالة فوزه، في إطار الانتخابات التشريعية المقرر لها الشهر الحالي، وسط مخاوف من صعوده، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشح اليميني المتطرف واقترابه من نسبة الفوز، وتفوقه على ائتلاف الأحزاب الحاكمة «العمال والليبراليين»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
ونرصد بعض المواقف التي تتعرض لها الجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، مع صعود التيارات اليمينية المتطرفة واستهدافهم للمسلمين، خصوصًا في الولايات المتحدة.
حرق المساجد
سلسلة من الحرائق التي التهمت المساجد في عدد من البلدان الأوروبية، تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا مع وصول ترامب إلى الحكم، حيث شب حريق في مسجد ملحق بالمركز الإسلامي بمدينة فيكتوريا في فبراير الماضي، بعد ساعات من توقيع الرئيس الأميركي على أمر تنفيذي بحظر 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وقائع أخرى شهدتها أمريكا تجاه العنف ضد دور العبادة الخاصة بالمسلمين هناك، حيث أحرق مجهولون مسجدًا في فلوريدا، وقال الميجر ديفيد تومسون قائد شرطة مقاطعة سانت لوسي، إن المسجد تلقى عدة تهديدات بالعنف والترويع، حسبما أشارت وكالة رويترز للأنباء.
حوادث طعن المسلمين
ظاهرة الإسلاموفوبيا، يستثمرها البعض تجاه مصالح وأهداف شخصية، خصوصا مع تولي ترامب للرئاسة، حيث طعن ملثم أمريكي، مواطن مسلم أثناء خروجه من مسجد «الرسول» في بلدة «سيمي فالي»، الواقعة على بعد 65 كيلو من لوس أنجلوس، وجاء الحادث في الوقت الذي أعلن فيه مكتب التحقيقات الاتحادي عن ارتفاع في حوادث المضايقات والترهيب التي تستهدف المسلمين، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الضحية تم استهدافه بسبب مظهره وارتباطه بالمسجد، بحسب ما أكدته «رويترز».